مقالات » تمرد سيناء يستغل الأزمة السياسية في مصر

The JamesTown Foascii117ndation
أندرو ماكغريغور


إن الثقة المتزايدة للمتشددين الاسلاميين العاملين في منطقة سيناء المتقلبة في مصر قد تكشفت في 10 يوليو/ تموز، عندما نفذ مسلحون محاولة جريئة لاغتيال الجنرال أحمد وصفى، قائد الجيش الميداني الثاني لمصر، المسؤول عن سيناء (الأهرام أون لاين [القاهرة]، 10 يوليو/ تموز). فقد استفاد المسلحون من الفضاء العملياتي المكتشف حديثاً الناجم عن انهيار البنية التحتية الأمنية لمصر الذي رافق الإطاحة بحسني مبارك قبل عامين. إن استيلاء الجيش المصري في الآونة الأخيرة على البلاد واعتقال محمد مرسي القائد السياسي للإخوان المسلمين قدم للجماعات السلفية- الجهادية في سيناء فرصاً أكثر حتى لاستغلال الأزمات السياسية الداخلية المصرية لمصالحهم الخاصة.

قال الدكتور محمد البلتاجى، وهو عضو بارز في الاخوان المسلمين، للصحفيين في 8 يوليو/  تموز بأن جماعة الإخوان المسلمين 'لا تسيطرعلى ما يحدث على الأرض (في سيناء) ... هذه الهجمات سوف تتوقف في اللحظة التي يتراجع فيها السيسي ( وزير الدفاع الجنرال عبد الفتاح السيسي) عن هذا الانقلاب، ويصحح الوضع وعندما يعود الرئيس مرسي إلى صلاحياته وواجباته ' ( صحيفة ديلي نيوز إيجبت، 8 يوليو/تموز). عندما استخدمت وسائل الإعلام المعارضة البيان لتصوير الإخوان على أنهم المهندسين  للعنف في سيناء، أصدر بيانا يشكو فيه من أن وسائل الإعلام قد تم الاستيلاء عليها من قبل وكالات الاستخبارات التي 'قصت ولصقت' كلماته لجعله يبدو انه كان العقل المدبر لحوادث وقعت في سيناء (إخوان ويب، 10 يوليو/ تموز). في الواقع، لم تكن جماعة الإخوان المسلمين قادرة أبداً على إنشاء قاعدة سياسية ثابتة في سيناء على الرغم من الجهود التي بذلتها لتوفير الخدمات الاجتماعية للسكان المحليين. على الرغم من هذا، فقد اتهم مسعد أبو الفجر، الناشط البارز الناشط في شمال سيناء، ، أفراداً مرتبطين بحماس وبجناحها العسكري، كتائب عز الدين القسام، بدعم العنف في سيناء مع أموال مقدمة من خيرت الشاطر، نائب زعيم الإخوان  المسلمين المعتقل الآن في مصر، (الأهرام أون لاين، 5 يوليو/ تموز).

حماس وانهيار الحكومة الاسلامية في مصر
تزعم مصادر إسرائيلية أن العشرات من نشطاء حماس قد عبروا إلى داخل سيناء، وشاركوا في هجوم الإخوان المسلمين على مركز للجيش المصري في العريش (اروتز شيفا [تل أبيب]، 8 يوليو/تموز). وكان تقرير سابق  قد ذكر بأن هناك 30 من المتشددين المسلحين قد عبروا الى سيناء في يونيو/ حزيران الأمر الذي نفاه وزير داخلية غزة ، الذي وصف التقرير بأنه 'ملفق' وبأنه يهدف إلى إضافة 'سلسلة من عمليات التحريض ضد غزة و حكومتها المنتخبة (حماس) ' (إخوان أون لاين [القاهرة]، 17 يونيو/ حزيران). مع ذلك، فقد ذكرت وكالة أنباء فلسطينية عن تلقيها تأكيدات حول عملية التسلل من مصادر أمنية مصرية، التي قالت بأن المتشددين قاموا بإعداد مراكز محصنة لهم في المنطقة الصحراوية حول جبل الحلال وسط سيناء (وكالة أخبار معان، 17 يونيو/حزيران). وقد واجه حرس الحدود المصري مجموعة مؤلفة من عشرة مسلحين خارجين من نفق من غزة إلى سيناء في 7 يوليو/ تموز. وتمكنت المجموعة، التي وصفت بأنه يشتبه أن تكون مؤلفة من مقاتلي حماس، من الفرار والعودة إلى النفق لكنها خلفت ورائها سبعة صناديق من القنابل والذخائر (الأهرام [القاهرة]، 7 يوليو/تموز).

أصيبت حماس بخيبة أمل مريرة بسبب فشل تجربة الإسلاميين في مصر، التي كان من المتوقع أن توفر الدعم الدبلوماسي والمالي لحماس في نضالها مع إسرائيل. بدلاً من ذلك، واجهت حماس مستويات من المعارضة الشعبية وانتقادات وسائل الاعلام في مصر، مع شائعات تجتاح البلاد أنه يجري تهريب مقاتلي حماس إلى مصر لاستعادة حكم الإخوان المسلمين. مع ذلك، حاول إسماعيل هنية رئيس وزراء حماس في قطاع غزة، حقن بعض التفاؤل في الوضع القاتم في خطبته في 5 يوليو/  تموز: 'مصر وراءنا، وكذلك الدول العربية والإسلامية ... ونحن نعتقد بأن إرادة طيبة ستنبثق من هذا الربيع العربي، من هذه الثورات وهذه الولادة الجديدة. نحن نتوقع من دورة الربيع العربي أن تستمر حتى تتحقق أهدافها، بما في ذلك قضيتنا الخاصة '(أ ف ب، 6 يوليو/تموز).

الرد الاسرائيلي على الأمن المتدهور في سيناء
تم الإبلاغ عن انفجارات في ميناء ايلات الاسرائيلي في خليج العقبة خلال ليلة 4 يوليو/  تموز، على الرغم من أن التحقيقات لم تعثر على دليل مباشر لهجوم صاروخي. وتبنى الهجوم الصاروخي المزعوم على إيلات في بيان صدر في اليوم التالي من قبل مجموعة تسمى جماعة 'أنصار بيت المقدس'. وكانت آخر مرة استُهدفت فيها إيلات هي بصواريخ تم إطلاقها من سيناء من قبل نشطاء مسلحين مشتبه بهم وذلك في أبريل/ نيسان. وحذر وزير الدفاع الإسرائيلي السابق ورئيس هيئة الأركان العامة غابي أشكنازي أنه حتى لو كانت الإطاحة بمرسي لا تشكل تهديداً مباشراً لإسرائيل، فإن بعض المخاطر يمكن أن تتولد من سيناء حيث قد يستغل الإسلاميون هذه الفرصة لاستغلال الوجود المحدود للجيش المصري هناك لضرب إسرائيل (جيروزاليم بوست، 5 يوليو/تموز).

في الوقت الراهن، اعتمد جيش الدفاع الإسرائيلي سياسة السماح   قوات الأمن المصرية بتولي مسألة الأفراد أو الجماعات المسلحة المرصودة في المنطقة الحدودية، واتخاذ الإجراءات فقط إذا ما مضى المسلحون قدماً لعبور الحدود (هاآرتس [تل أبيب]، 7 يوليو/تموز).

وفقا لقائد كتيبة كاراكال إسرائيل، المنتشرة حالياً على طول الحدود في سيناء، تعمل القوات الإسرائيلية  'على فرضية أن هجوماً ما سيحدث ... نحن نعد الجنود للقيام بمهام معقدة، وننقب في سيناريوهات متطرفة ونفعل كل ما في وسعنا لمنحهم وسائل للتعامل مع الوضع. فالإرهاب في سيناء يتزايد ويصبح أقوى. علينا أن نستعد '(جيروزاليم بوست، 27 يونيو/ حزيران). ويدرك الجيش المصري جيداً الأخطار التي يمثلها نشطاء سيناء بالنسبة لعلاقة مصر الحالية مع اسرائيل، وقد ذكر بأن الجيش المصري تحرك بسرعة لتوضيح موقفه للسلطات الإسرائيلية من خلال استقبال ممثل إسرائيل لاجراء محادثات في القاهرة مع مسؤولي الأمن والاستخبارات المصرية بعد ساعات فقط من الإطاحة مرسي (يديعوت أحرونوت [تل أبيب]، 5 يوليو/ حزيران). مع ذلك، لا يزال الشك والقلق يتخللان المناخ في مرحلة ما بعد الإطاحة، مع تحذير إسرائيل لرعاياها بتجنب السفر إلى المنتجعات الشعبية في سيناء ومواصلة مصر اعتقال ومحاكمة عدد من الأفراد المتهمين بالتجسس لصالح المخابرات الإسرائيلية في سيناء.

الجماعات الجهادية في سيناء
إن سيناء المأهولة جيداً بالجماعات الجهادية المختلفة المدمجين مع نشطاء غزة والإسلاميين المصريين، كانت مستهدفة من قبل مجموعتين من الجماعات السلفية الجهادية منذ الإطاحة بمرسي.

ففي 5 يوليو/تموز، أصدرت مجموعة تستخدم اسم 'أنصار الشريعة في أرض الكنانة ' (أي مصر) بياناً تأسيسياً واعدة بالرد على 'الحرب ضد الإسلام في مصر' ، حرب يشنها 'العلمانيون، الملحدون، الموالون لمبارك، المسيحيون وقوات الأمن وقادة الجيش المصري '. ويصف البيان الديمقراطية بأنها' تجديف ' في فرضيتها  التي هي من اختصاص الله ويحذر من 'مذابح وشيكة ضد المسلمين في مصر' الأمر الذي يمكن أن يحول البلاد إلى 'أندلس أخرى' (أي أمة يتم طرد جميع المسلمين منها).

وبعد يوم، صدر بيان من قبل السلفية الجهادية في سيناء يتهم الجيش بفتح النار على المتظاهرين في العريش يوم 5 يوليو/ تموز، محذراً من أن العودة لممارسات النظام السابق أمر غير مقبول. وتابع البيان داعياً إلى ' تطبيق شامل وفوري للشريعة الإسلامية ' وإلى تخلي المصريين عن مفهوم الديمقراطية ومقاومة 'أعداء الإسلام في مصر '.

ويجري بالفعل استهداف المسيحيين من قبل متشددين اسلاميين في سيناء - في 6 يوليو/تمو   تم اغتيال كاهن كنيسة السيدة العذراء في العريش على يد مسلحين يركبون دراجة نارية واختطف تاجر مسيحي في الشيخ زُوايد (وكالة أنباء الشرق الأوسط [القاهرة]، 7 يوليو/تموز). ويشعر المتشددون بالغضب والاحباط من الدور العلني جداً للبابا القبطي تاوادروس الثاني الذي لعبه في دعم الإطاحة بمرسي من قبل الجيش. ويزعم  اتحاد شباب الكنائس الناشط القبطي بأن الكنائس قد تعرضت لهجمات في جميع أنحاء مصر منذ سيطرة الجيش (المصري اليوم، 6 يوليو/تموز).

العمليات الجهادية في سيناء في مرحلة ما بعد مرسي
إن الكثافة، والحركة، والتنسيق والتخطيط الواضح لضربات المتشددين المسلحة في سيناء منذ الاطاحة العسكرية  بالرئيس مرسي برهان على وجود تطور متزايد لتنظيم أبقى قوات الأمن المصرية حتى الآن بعيداً عن التوازن:
 &bascii117ll; هوجمت حواجز الجيش في مطار العريش بقذائف صاروخية في 4 يوليو/تموز (رويترز، 4 يوليو/ تموز ؛ MENA، 5 يوليو/تموز). وهاجم مسلحون في سيارة  4x4 نقطة تفتيش للجيش على الطريق الدائري جنوب العريش في اليوم نفسه (MENA [القاهرة]، 4 يوليو/تموز).

&bascii117ll; تعرضت مراكز الشرطة ومقر الاستخبارات العسكرية في رفح (على الحدود مع غزة) للهجوم مراراً وتكراراً من قبل متشددين كانوا غاضبين بلا شك من جهود الجيش المصري لإغلاق أكثر من أربعين نفق من أنفاق التهريب الكبيرة على طول الحدود. وقتل جندي و أصيب اثنان من ضباط الشرطة في هجوم 4 يوليو/ تموز على رفح وتم إغلاق مركز الشرطة ومعبر رفح الحدودي (رويترز، 4 يوليو/ تموز). في اليوم التالي، قتل أحد حرس الحدود المصريين خلال تبادل لاطلاق النار عند نقطة تفتيش غرناطة في شمال سيناء. وجرح شرطي باطلاق نار بعد ساعات فقط من الحادث (الأهرام أون لاين، 7 يوليو/تموز).

&bascii117ll; وفي 5 يوليو/ تموز، حصلت سلسلة منسقة تنسيقاً جيداً من الهجمات في عدد من المدن في شمال سيناء، مما يدل على قدرة متنامية لتوحيد التشكيلات المسلحة المتنوعة في المنطقة في هدف واحد. وشن أنصار مرسي الغاضبين هجوماً على مبنى الإدارة المحلية في العريش يوم 5 يوليو/ تموز، ملوحين بعلم الجهاد الأسود ( راية العُقاب) المستخدمة من قبل القاعدة والحركات ذات الصلة (أ ف ب، 7 يوليو/تموز). وقتل اثنين من ضباط الشرطة باطلاق الرصاص عليهما أمام مبنى حكومي في العريش في نفس اليوم، مع مقتل عدد من رجال الشرطة ليرتفع العدد بذلك إلى ستة قتلى مع نهاية ذلك اليوم (الأهرام أون لاين، 5 يوليو/تموز؛ 7 يوليو/ تموز؛ رويترز، 7 و 8 يوليو/تموز).

&bascii117ll; هوجمت خمس نقاط تفتيش أمنية في وقت واحد في شيخ زُوايد في 5 يوليو/تموز (MENA، 5 يوليو/تموز). وتعرضت أربعة نقاط تفتيش أمنية للهجوم مرة أخرى في وقت واحد في حي الزهور في شيخ زُوايد من قبل نشطاء مسلحين مساء 6-7 يوليو/ تموز، مع تبادل لإطلاق النار بين قوات الأمن ومسلحين في شاحنات من نوع بيك -آب (ديلي نيوز إيجبت، 7 يوليو/تموز؛ MENA، 5  و7 يوليو/تموز).
&bascii117ll; أحيا المتشددون المسلحون هجماتهم على خط أنابيب نقل الغاز الطبيعي المصري إلى الأردن بقيامهم بضربتين جنوب العريش في 7 يوليو/ تموز بعد عشرة أشهر من دون حصول أي هجمات على خطوط أنابيب (MENA [القاهرة]، 7 يوليو/تموز). وأسفر الهجوم عن وقف كامل لإمدادات الغاز الطبيعي إلى الأردن، التي تعتمد على مصادر الطاقة المصرية (بترا [عمان]، 7 يوليو/تموز).

&bascii117ll; أطلق مسلح يستقل دراجة نارية النار على ضابط شرطة خارج مركز للشرطة في العريش في 8  يوليو/ تموز (MENA، 8 يوليو/تموز). ولم يكن ذلك سوى هجوم واحد من سلسلة من الهجمات نفذها مسلحون متنقلون في ذلك اليوم على مراكز الشرطة و نقاط التفتيش الأمنية. وتم اعتقال أربعة عشر متشدد مشتبه بهم وذلك في وقت لاحق من نفس اليوم، مع وجود 12 فرد من بينهم من وصفهم الجيش بـ 'الارهابيين الخطرين' بعد أن تم تحديد مواقعهم بواسطة طائرة استطلاع بدون طيار (وكالة معان [بيت لحم]، 8 يوليو/تموز).
&bascii117ll; هاجم متشددون اسلاميون نقطة تفتيش أمنية بقذائف الآر بي جي والرشاشات الثقيلة في قرية صدر الحيتان في 9 يوليو/تموز (رويترز، 11 يوليو/تموز).

العمليات العسكرية المخططة لسيناء
تقوم مصر حاليا بتنسيق وجود عسكري أكبرلها  في سيناء مع إسرائيل. فحجم الجيش المصري الموجود في مناطق مختلفة من سيناء يخضع للتنظيم الدقيق لاتفاقية كامب ديفيد الموقعة عام 1979، وأي انتشار من جانب واحد سيحدث مستوى توتر فوري وعال بين البلدين. إن الملحق الأول لاتفاقية  كامب ديفيد 1978 يقسم شبه جزيرة سيناء إلى أربع مناطق تشغيل تقريباً بين الشمال والجنوب (مناطق من A إلى D)، مع الوجود الأمني المصري في كل منطقة من المناطق والذي يتناقص كلما اقتربوا أكثر من الحدود الإسرائيلية. وإن أي تغيير في هذه الانتشارات يجب أن يتم بموافقة الحكومة الإسرائيلية، مما يحد بشدة من قدرة القاهرة على تلبية الاستحقاقات الأمنية في سيناء. فخطة الجيش المصري لنشرالمقاتلات النفاثة في المنطقة لمطاردة الإرهابيين والمتمردين تكون غير مقبولة لإسرائيل خاصة دون إشعار مسبق وموافقة منها. وجاء في بيان أصدره الجيش الإسرائيلي في 2 يوليو/ تموز أن الجهود العسكرية لمصر في سيناء تجري بالتنسيق مع جيش الدفاع الإسرائيلي وبأنه قد  'أُذن بها على أعلى المستويات في إسرائيل '(جيروزاليم بوست، 2 يوليو/تموز). ومن المتوقع  أن يمتد هجوم الجيش المصري في سيناء حتى الشهر على الأقل ، مع عزم الجيش القضاء على وجود الجهاديين في المنطقة ( الشروق الجديد [القاهرة]، 6 تموز).

استنتاج

إن التعامل على أفضل وجه مع تقلب منطقة سيناء وخطر الاستفزازات المؤدية إلى اشتباكات مسلحة بين القوات المصرية والقوات الإسرائيلية لا يكون إلا من قبل دولة مستقرة. لسوء الحظ، إن عدم الاستقرار الحالي في مصر يوفر فرصاً وافرة للمتشددين لاستغلال الأزمة السياسية لأغراضهم الخاصة. ويمكن توقع مواصلة  النشطاء لعملهم للاستفادة من الوضع الهش للشرطة المصرية وقوات وزارة الداخلية وعدم شعبية الخدمة في سيناء. وقد حالت، وبفعالية، الهجمات المنسقة الجارية بين مجيئ قوات الأمن وبين تقديمها المعونة لمراكز عسكرية أخرى تتعرض لهجمات من قبل مسلحين، كما أن التسلل المحتمل من قبل عناصر جهادية أجنبية إلى المنطقة قد يعجل ، وبسهولة، النزاع الخطير بغرض الهيمنة في شبه جزيرة سيناء.
وما يؤجج هذا الصراع هو التدفق المستمر للأسلحة من خلال سيناء، وبعضها معد للاستخدام في المنطقة مع توجيه بقية السلاح إلى غزة. وعلى الرغم من بعض الشحنات التي يتم اعتراضها، هناك دلائل تشير إلى أن العديد من هذه الشحنات تفلت من يد الشرطة المصرية. ففي 29 يونيو/ حزيران، تعقبت قوات الأمن المصري  مركبتين بالقرب من رفح. وقد فرت إحداهما بعدما جرى  تبادل لاطلاق النار، لكن تم العثور على الثانية وهي تحمل خمسة صواريخ غراد ومجموعة متنوعة من الألغام الأرضية، إضافة إلى قنابل يدوية ومدافع رشاشة. وبعد ساعات، تمت ملاحقة محمد هاني، المفتش الأمني شمال سيناء وقتله على يد مسلحين في شاحنة (MENA، 29 يونيو/ حزيران).
وفي حادث آخر، قام مهاجمون في 5 يوليو/ تموز بالاعتداء على معسكر لقوات الأمن المركزية في رفح باستخدام مدافع الهاون وقذائف الآر بي جي ورشاشات غرينوف الثقيلة، وهذا الأخير هو سلاح من عيار 7.62  ملم من الحقبة السوفياتية والذي من المرجح أن يكون قد تم الحصول عليه من مخزونات ليبيا الهائلة من الأسلحة السوفياتية الصنع (MENA، 5 يوليو/تموز).
كما أن القناصة الذين يستخدمون أسلحة نارية متطورة قد بدؤوا يُحْدثون خسائر قاتلة أيضاً في صفوف أفراد قوى الأمن المكشوفين (وكالة معان [بيت لحم]، 8 يوليو/تموز). إن القدرة الحالية على الوصول إلى مستويات من القوة النارية لم تكن قابلة للتحقق سابقا وقدرتهم على إيجاد ملاذ لهم في الصحاري وجبال سيناء قد شجع المتشددين المسلحين المتواجدين في سيناء على القتال وسيمكنهم هذا الأمر من خوض هجوم ضد الجيش المصري المحدود عسكرياً والمقيد زمنياً بهدف إبادته.

(*) أندرو ماكغريغور كبير محرري مجلة تحليل الإرهاب العالمي (Terrorism Analysis Global) ومدير مركز استشارات أبرفويل الأمن الدوليين International Secascii117rity)  Aberfoyle) وهي وكالة مقرها تورونتو متخصصة في قضايا أمنية تتعلق بالعالم الإسلامي.

موقع الخدمات البحثية