قراءات سياسية » هل تفتح جبهة اليمن أبواب الحل في المنطقة؟

د.زكريا حمودان
انطلقت معركة طوفان الاقصى من داخل قطاع غزة ولم تلبث ٢٤ ساعة حتى دخلت جبهة جنوب لبنان الى المعركة لتحولها من ساحة الى ساحات بالتزامن مع حركة الضفة الغربية الدائمة. 

تطورت الحركة العسكرية لمحور المقاومة بعد قرابة العشرة ايام لتتطور نحو العراق واليمن وبعض الصواريخ التي أطلقت من سوريا، لتعيد الى الواجهة وحدة الساحات من الاطار النظري الى الإطار العملي في مؤازرة معركة طوفان الأقصى.

ابواب الحل التي لم تقفل مؤخرًا

يبحث الأميركي والاوروبيين وغيرهم عن حلول سريعة لوقف تمدد النار التي ربما يجد نتنياهو ان لديه مصالح خاصة يجب ان ينفذها في معركته، لكن جهوزية المقاومة الفلسطينية والجبهات المفتوحة والقدرة الالهية، جميعها وقفت الى جانب الحق ورفضت الخضوع للاميركي وحلفاءه في المنطقة. 

قبل اغتيال الشيخ صالح العاروري في بيروت، وصلت المفاوضات الى اوجها وتقدمت تقدمًا غير محدود، لكن الهستيريا الاسرائيلي في عدم القدرة على تحقيق نصر دفعت بآلة القتل الى تدمير المفاوضات عبر الاغتيالات والغدر الذي اعتادت عليه حكومة اسرائيل. 

ما حصل من عمليات اغتيال يؤكد بأن الاسرائيلي يجيب على الجهود المصرية-القطرية-الاميركية في الميدان لان المصلحة الاسرائيلية اليوم لا تلتقي مع المصلحة المصلحة الاميركية في الخضوع والاعتراف في الهزيمة، بالرغم من ان المفاوضات لم تقفل مؤخرًا وان ما حصل حتى الآن هو وقف التنفيذ للمفاوضات، التي تشير المعطيات بأنها لم تقفل مؤخرًا. 

جبهة اليمن تفتح ابواب الحل او الحرب

اتت جبهة اليمن في هذه المعركة لتحول الصراع في معركة طوفان الاقصى من صراع محاذي للحدود الى صراع عسكري ابعد من الحدود العسكرية الميدانية المباشرة، ولهذه المشاركة حسابات متعددة اهمها:

١- موقع اليمن الاستراتيجي في البحر الاحمر وتأثيره على قناة السويس ومضيق باب المندب. 

٢- دور مصر التاريخي في المفاوضات بين الفلسطينيين والاسرائيليين كوسيط مشترك نظرًا لموقع مصر المطبعة مع العدو الاسرائيلي. 

٣- تأثير التصعيد في المنطقة الاستراتيجية الحيوية على المستوى الدولي في الشق الجيو-اقتصادي. 

٤- حاجة الولايات المتحدة الامريكية الى انزال نتنياهو عن شجرة التصعيد التي اذا لم تنجح ستؤدي الى ضرب المصالح الاستراتيجية الغربية في الشرق الاوسط. 

٥- فتح ابواب الحرب يعني اننا نتجه الى اعادة بناء المنطقة تحت الضغط والتسخين وليس ضمن اطار الجبهات الباردة، بالتالي فإنَّ الحسابات الغربية باتت معرضة للاصطدام في حسابات الهستيريا الصهيونية. 

بعدما دخلنا مرحلة ما بعد المئة يوم وبالتزامن مع دخول الاميركي المواجهة بدون جدية ملموسة تُذكر، من الواضح ان جبهة اليمن ستكون مدخلًا من مداخل نتائج طوفان الاقصى خاصة بأنَّ الطوفان الذي انطلق في السابع من اكتوبر استند على الحاجة الى تقديم حلول للقضية الفلسطينية، وقد يكون اليمن هو احد ابواب الحل في انتصار طوفان الاقصى.  
 

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد البشري


موقع الخدمات البحثية