بقلم صامويل و. لويس وحاييم ملكا ـ مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية
موجز تنفيذي
إن أي مجهود جدي لعرض المسار المستقبلي للعلاقات الأميركية – الإسرائلية يواجه مجهولاً محبطاً. فالماضي يقدم دروساً عديدة، سكة حديد مرتفعة شديدة الإلتواء ومنحدرة ذات إرتفاعات ومنخفضات، من أزمات حقيقية ومختلقة لغايات سياسية، فترات من الإبحار الهادئ اللطيف الظاهري، ومن توجهات مجتمعية بعيدة المدى في إتجاهات متناقضة ومتعارضة.
يبدو المستقبل مشحوناً بنماذج قيادية متناقضة ومتنافرة وبتناقضات ثقافية بين القدس وواشنطن، حتى عندما تبدو منطقة الشرق الأوسط الكبير تبحر، فجأة وبعد سنوات من الركود، وتقود سيلاً متدفقاً من الثورات السياسية الفعلية أو الوشيكة والتي لا يمكن توقعها مسبقا من قبل أي من العاصمتين . إن التعاون العسكري والإستخباراتي بين الحكومتين الذي يصل حالياً الى ذروته تاريخياً، غامض ومحجوب بالنسبة للعامة بتصريحات هادئة، وأحياناً قادة سياسيون إستفزازيون ممن يتحدثون عن الماضي مع بعضهم، أحياناً بشكل متعمد ومدروس بحسب الظاهر. لقد أصبح المحلل الموضوعي منقاداأ أكثر فأكثر، لأن يحدد الصدام بين المصالح الحيوية الوطنية وتلك التي تكون من وقت لآخر لدولتين قوميتين مختلفتين كهاتين. إن المصالح المتشابكة والمتراكبة جوهرية بالفعل إلا أن تواريخها، أحجامها، مواقعها، ومفاهيم التهديدات كلها أمور تقدم تباينات ضخمة بحيث أن الحفاظ على علاقات ناجحة وثيقة بين حكومتي هذا ' التحالف الفريد لكن الغير مكتوب' يستمر بإنهاك قادة وإحباطهم في كلتي العاصمتين لمدى طويل منظور مستقبلاً.
لذا، يبدو بأن مهمة كاتب هذه الدراسة لا أمل بها في ظاهرها. وهذا يجعل مجهوده مثيراً للإعجاب ككل أكثر. ففي صفحات قليلة بشكل مذهل نقب تحت سطح العبارات التافهة والمبتذلة والتحليلات الزائفة التي تملأ المقالات الدراسية والمجلدات المنتجة على مدى السنوات حول خلاصة الحقائق هذه التي يصعب فهمها. إن وصفه، تحديداً، للتوجهات المجتمعية المتفرعة في كلا البلدين، والطرق التي تعيد فيها هذه التوجهات تشكيل المواقف العامة الشعبية تجاه القيادة السياسية تقدم خلفية تحريضية لنقاش المحددات الإستراتيجية.
إن التحليل الموجود في هذه الدراسة مجهود خلاق وسليم الفكر كما رأيت، يستحق القراءة بعناية وإمعان النظر، ويحمل رسالة متزنة لأي شخص مهتم بشكل حقيقي بشأن مستقبل إسرائيل في عالم من الأعداء الصبورين.
بالنسبة لمعظم الأميركيين، فإن الكيفية التي وصلنا بها الى السياسات الإسرائيلية والأميركية المتشابكة الحالية، المؤسسات العسكرية، العمليات الإستخبارية المشتركة والمآزق الديبلوماسية المحيرة قد تم تناسيها بمعظمها،هذا إذا كانت معروفة أساساً. إن الفصل الذي يعيد سرد الرواية وبأنه ينبغي قراءة قصة نشوء وتطور هذه العلاقة بالنسبة لأولئك الذين يفترضون، بلا مبالاة، بأن التحالف الغير مكتوب كان دائماً معنا وبأن إسرائيل كانت معتمدة، ولأكثر من ستة عقود على وجودها كدولة حديثة وعصرية، على تلقي المساعدات الخارجية الأميركية، وعلى قوة سياسية جبارة في الكونغرس والقسم التنفيذي. بالواقع، وبعد قرار هاري ترومان الدراماتيكي بخصوص الإعتراف الديبلوماسي لحظة ولادة الدولة الجديدة، كانت العلاقة هادئة عادة ومتحفظة تماماً قبل الستينات. أما الروابط الحالية الوثيقة جداً فتعود بأصولها الى منتصف الستينات، ناتجة، جزئياً، من جهود غير ناجحة من قبل الرئيسين كينيدي وجونسون لتغيير إتجاه ديفيد بن غوريون بحثاً عن السلاح النووي لتوفير الأمن الحتمي للدولة اليهودية الوحيدة. لكن العلاقة لم تبدأ بالنضوج لتصبح تحالفاً غير مكتوب إلا بعد حرب حزيران عام 1967 وحصيلتها الدموية، مفاجأة حرب يوم الغفران عام 1973.
قدم الرئيس نيكسون وهنري كيسينجر إسرائيل في دور حليف الحرب الباردة المحتمل؛ مفهومهما لإسرائيل كحليف إستراتيجي وأحيانأً كشيئ ثمين قد نما في أذهان معظم من خلفوهما وفي أذهان أعضاء الكونغرس، مع إستثناء ملحوظ للرئيس كارتر، خلال إدارتيْ الجمهوريين والديمقراطيين على السواء. وفقط في السنوات الأخيرة، بدأ المأزق الطويل المتعلق بالقضية الفلسطينية بزعزعة الدعم لعلاقة التحالف التي لا ريب فيها، خاصة في أوساط الأميركيين الأصغر سناً الذين لم يعرفوا مطلقاً إسرائيل ' الداوودية' المعزولة والشجاعة في السنوات الأولى، والذين لم يشاهدوا أبداً فيلم Exodascii117s. ويجد الإسرائيليون أنفسهم، غالباً جداً، والذين إعتادوا طويلاً على إعتبارهم كضحايا شجعان، مصوَّرين اليوم كمحتلين وحشيين، وذلك بفضل كاميرات العصر الإعلامي الجديد الكاشفة. لقد لقن التاريخ اليهود دروساً قاسية حول ثبات وإخلاص أفضل الأصدقاء حتى، رغم أن معظم الإسرائيليين يعتقدون بأن الولايات المتحدة تظل الحليف والصديق الوحيد الموثوق به.
على إمتداد تلك العقود، إنفجرت أزمات ديبلوماسية- سياسية من فترة لأخرى، غالباً حول تصميم إسرائيل العنيد على فرض حقها السيادي بالدفاع عن النفس، أحياناً ضد رغبات الإدارات الأميركية التي إستاءت بعمق من التجاهل المرتجل لإسرائيل للضرر المحتمل لمصالح واشنطن الخاصة في العالم العربي الواسع. هذه الدراسة تلقي الضوء على بضعة أمثلة عن الصراع الناشئ من خلافاتنا وتبايناتنا في المنظور الجيوسياسي. واليوم هذه الأمور مركزية في النقاش حول كيفية وقف إيران ومنعها من الحصول على أسلحة نووية. بالنسبة للأميركيين، وخلف المحيطات الواسعة، التهديد الإيراني جدي وقاتل، بكل الأحوال وبشكل أساسي بما يتعلق بتعقيداته بخصوص مستقبل المنطقة ككل وبسياسة منع الإنتشار النووي العالمية؛ لكن بالنسبة للإسرائيليين، فإن تهديد الصواريخ النووية يُنظر إليه على أنه تهديد 'وجودي' حقاً بالنسبة لهم،ما يعني بأن القوة العسكرية ' في نهاية المطاف' هي الجواب. إن إختلافات من هذا النوع في الأولويات والمفهوم يبدو مرة بعد الأخرى بأنه يتملك جهود صناع السياسة العقيمة لتحقيق تفاهم إستراتيجي دائم حول أهم التهديدات للتحالف. في كل الأحوال، لم تُواجه تلك التهديدات أبداً بشكل صريح من قبل كبار قادتنا وجهاً لوجه.
إن تحالفاً من هذه الطبيعة الفريدة يعتمد على مفاهيم القيم السياسية والدينية المشتركة؛ على الذاكرة التاريخية الثابتة للوحشية التي لا توصف تجاه ملايين اليهود؛على الإلتزام المشترك تجاه الديمقراطية، على حكم القانون وحقوق الإنسان، على مفهوم التهديدات المشتركة؛ على العقيدة الإستراتيجية المنسجمة، إن لم يكن متوافقاً عليها بالكامل؛ وعلى شبكة الروابط العائلية اليهودية التي تمتد وتعبر المحيطات، أمور نالت كلها إستمرارية وقدرة تحمل مطولة وبارزة بسبب الإعجاب الشعبي الأميركي العام والواسع بإسرائيل وإمتدادها بما يتجاوز كثيراً اليهود الأميركيين والمعبّر عنها بشكل متكرر من قبل الكونغرس الأميركي. لكن في حين أن هذه الدراسة تسهب بالبراهين والإثباتات، فلا شيئ من هذه الأصول الثمينة تحمي التحالف من الضغط أو الأزمات الدورية. وما جعلها تنجح برغم التحديات العديدة على مدى السنوات هو المواهب السياسية والديبلوماسية لرؤساء الحكومات الإسرائيلية والرؤساء الأميركيين. وفقط عندما تشابكت علاقاتهم الشخصية وحذاقتهم السياسية أبحر التحالف مخترقاً عباب المياه الهادئة نسبياً. وعندما يفتقر أحدهما أو كلاهما لتلك الخاصيات، ينزلق الضغط الحتمي ليصل الى أزمة خطيرة. يمكن لهذا الأمر أن يحدث أكثر في المستقبل ما أن تنمو التحديات التي تشكلها ثورات المنطقة الى حالات أكثر تعقيداً غير قابلة للحل والذوبان على ما يبدو.
هذه الدراسة تحوي تحليلات غنية للمشهديْن الديمغرافي والسوسيولجي المتغيران لكلا البلدين، اللذان ينتشران الآن ويعدان لإنتشار أكثر بسرعة أكبر في العقد المقبل. وتشير الدراسة الى الطرق التي ستجلب بها هذه التغييرات ضغطاً أكبر وأكبر على التحالف غير المكتوب في السنوات المقبلة مباشرة. ومن تحليله، يستنتج الكاتب بأنه ' ينبغي على إسرائيل والولايات المتحدة ترميم وتجديد مفهوم الشراكة والمهمة المشتركة' إذا كنا لا نريد للبيئات المحلية المتغيرة أن تحط من قدر التحالف الإستراتيجي وإذا كانت إسرائيل لن تشعر بإغراء الإعتماد، أكثر فأكثر، على مواردها وأحكامها الخاصة، طريقة مهذبة لقول ما وصفه مراقبين آخرين على أنه ' تراجعاً الى خلف الأسوار العليا لإسبارطة.' ويطرح المؤلف تأكيداً، يمكن التكهن به، على حاجة إسرائيل الى قيادة الطريق وصولاً الى حل الدولتين وذلك على طاولة المفاوضات، مع الفلسطينيين كشريك حاسم للعثور على طريقها بشكل ناجح عبر أجمة المخاطر الموجودة أمام إسرائيل وكذلك الولايات المتحدة أيضاً. وأسفاه، إن القدرة الممتازة للفصول التحليلية للدراسة على الإفهام يصعب أن تتلائم مع التوصيات الصلبة، لناحية كيفية تحقيق هذا الإختراق الديبلوماسي الصعب الفهم أو' مفهوم الشراكة والمهمة المشتركة' مع الولايات المتحدة.
أنا معجب بهذه الدراسة لأسباب عديدة. إنها تعرض مشكلة مستقبل التحالف الغير مكتوب بشكل مقنع. في كل الأحوال، التاريخ يحدد قناعتي بأن العلاقة بين قادتنا الوطنيين المنتخبين ستلعب دوراً حاسماً في النجاح المحتمل أو الفشل المحتمل في إرشاد التحالف خلال العقد المقبل من التحديات الصاعدة والتوتر المتزايد. إن مسألة إنجاز ' مهمة مشتركة' قد يكون جسراً بعيداً جداً.,. إلا أن قائدين يفهمان الممرات الصعبة التي يمر بها شعبيْنا، ولديهما تعاطف وتفهم حقيقي لدوافع القلق والإضطراب لدى الشريك الآخر، والقيام بمجهود خاص لزرع وتنمية علاقة شخصية مبنية على الثقة المتبادلة والعاطفة والوئام مع بعضهما البعض سيكونا قادريْن على الحفاظ على التحالف على سكة آمنة بإعتدال في بحر هائج بشدة. من دون وجود قادة ملتزمين بتلك الغاية، أتخوف من أن ذبول التحالف وتلاشيه، على الأرجح، ليصبح شيئاً غير ذي صلة بالموضوع.
إن التحولات الديمغرافية، الإجتماعية، والسياسية العميقة تعيد تشكيل العلاقة الأميركية – الإسرائيلية. فالتغيرات الجارية في كل من الولايات المتحدة وإسرائيل قد جعلت دعائم العلاقة الأساسية التقليدية تتآكل، جلبت عناصر جديدة الى المقدمة، وساهمت في الجدالات الدائرة في كل من البلدين حول كيفية الدفاع عن مصالح ذلك البلد في بيئة متغيرة بسرعة. إن الغموض يتزايد حول الكيفية التي بإمكان الولايات المتحدة وإسرائيل، وينبغي عليهما، التعاون بها لتأمين مصالحهما ومواجهة التحديات المشتركة في منطقة خاضعة لتحولات دراماتيكية. وبشكل أكثر عمقاً حتى، يعتبر الأميركيون والإسرائيليون، أكثر فأكثر، الخيارات السياسية للطرف الآخرعلى أنها مزعزعة لمصالحه. إن هذه النزعة تعمق الشكوك الأميركية حول القيمة الإستراتيجية لإسرائيل وتعزز المخاوف الإسرائيلية بشأن الإلتزامات والضمانات الأميركية بالنسبة لأمنها.
يحاجج كثيرون بالقول بأن التوترات الصاعدة في العلاقة الثنائية زائلة، وبأنها مجرد نتاج الرئيس الأميركي اليساري الميول ورئيس الوزراء الإسرائيلي اليميني الميول. ويعرض آخرون الى أن التوترات ناشئة من التباينات السياسية القصيرة الأمد حول مواجهة إيران وحل مشكلة الصراع العربي – الإسرائيلي. مع ذلك فإن القضية الحقيقية أكثر عمقاً بكثير.
لقد تغيرت كل من الولايات المتحدة وإسرائيل وهما مستمرتان بذلك، إلا أن علاقة البلدين لم تترك مجالاً. فلسنوات، تم إخفاء الإختلافات المتنامية والتقليل من أهميتها، لكن الإستمرار بذلك أمر لا يمكن تحمله وغير مثمر. فإنكار الخلافات يهدد بزعزعة الأمن القومي لدى كل من الولايات المتحدة وإسرائيل ويعمق دوامة عدم الثقة التي إشتدت على مدى السنوات العديدة الماضية. من الحاسم التدقيق بالكيفية التي تتغير بها العلاقات الأميركية – الإسرائيلية وسبب ذلك وتقدير أطر العمل للتعاون الذي بإمكانه تعزيز وتقوية مصالح كل من إسرائيل والولايات المتحدة.
يعترف الإسرائيليون أكثر من الأميركيين بأن التغييرجار الآن، إلا أن الأفكار المناقشة في كلا البلدين قاصرة عن بلوغ الهدف. فالبعض يؤيد إتفاقية دفاع أميركية- إسرائيلية، عادة كجزء من إتفاقية إقليمية شاملة. ويحاجج آخرون فيقولون بتوسيع الولايات المتحدة مسألة الردع النووي لتطال إسرائيل في مجهود لطمأنة الإسرائيليين وإثبات الإلتزام الأميركي بأمن إسرائيل. هذه الخيارات قد تقدم راحة قصيرة الأمد بالنسبة للأمن الإسرائيلي، لكنها تعزز في نهاية الأمر إعتماد إسرائيل العميق على الولايات المتحدة. تلك الإتكالية تغذي القلق الإسرائيلي بخصوص مدى وإستدامة التعاون والمساعدة الأميركية، مولداً بذلك توتراً وسوء فهم ثنائي أكبر. ما هو ضروري، بدلاً من ذلك، علاقة تتعامل مع إسرائيل كبلد إتكالي بشكل أقل وتحتوي على إلتزامات أوضح بخصوص ماذا سيفعل كل طرف للآخر – مع تفاهم ضمني بأن هناك حدوداً لتلك الإلتزامات. كما أن المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل بحاجة الى إعادة تفكير، بالتأكيد على دور إسرائيل بما أنها تتطور من كونها بلد إتكالي الى بلد شريك مساو أكثر. تواجه إسرائيل تحديات متعددة، مع أنها ليست الدولة الضعيفة العرضة للإستهداف التي كانت عليها عند تأسيسها، ولم تعد الدولة التي كانت عليها منذ 20 عاماً. إن الولايات المتحدة والدوائر الناخبة الأساسية فيها التي تسيِّر العلاقات الأميركية – الإسرائيلية هي أيضاً مختلفة عما كانت عليه قبل جيل مضى. فالعلاقة الثنائية بحاجة لأن تعكس هذه الوقائع.
إن إستعادة العلاقة الحقيقية وترميمها في العلاقة الثنائية ستكون مسألة صعبة لكن ليست مستحيلة. وللوصول الى تلك الغاية، ينبغي على إسرائيل والولايات المتحدة العمل لإعادة إكتشاف معنى المهمة المشتركة التي ربطت الحليفين في الماضي. ينبغي للمهمة أن تتجاوز وتتفوق على التهديدات المشتركة وإيجاد إستراتيجية مشتركة للدفع قدماً بالمصالح الأميركية والإسرائيلية في المنطقة من خلال تعزيز الإستقرار الإقليمي والسلام الإسرائيلي – الفلسطيني. أما الأهم، فهو أنه ينبغي على الإسرائيليين والأميركيين الإعتراف بأن المستقبل سيكون مختلفاً عن الماضي. على الجانبين الإستعداد لزمن يكون فيه المنطق التاريخي بخصوص وجود علاقات أميركية – إسرائيلية قوية أقل أهمية وكذلك عندما يمكن للحياة السياسية في كلا البلدين أن تغير حدود التعاون الأميركي – الإسرائيلي. فالعلاقة الأميركية – الإسرائيلية عميقة، إلا أن التحديات أمامها الآن أكثر عمقاً مما كانت عليه في أي وقت من الأوقات في التاريخ. إن وجود تقييمات أكثر صدقاً للعلاقة الثنائية أمر مُلح وحيوي.