أ. سميح حمّودةيسر مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات أن يقدم دراسة علمية للأستاذ سميح حمّودة، مدير تحرير دورية حوليات القدس الصادرة عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بعنوان 'موقف حماس من الحركات الإسلامية الفلسطينية'، وقد تمّ نشرها في كتاب 'حركة المقاومة الإسلامية حماس: دراسات في الفكر والتجربة'.
وتأتي هذه الدراسة ضمن سلسلة من الدراسات العلمية التي تصدر عن المركز.
تهدف هذه الورقة إلى تحليل العلاقة بين حركة حماس والحركات الإسلامية الفاعلة سياسياً ودينياً على الساحة الفلسطينية: حزب التحرير، والسلفيون، والصوفيون، وحركة الجهاد الإسلامي، وتركز الورقة خصوصاً على العلاقة بين حماس والجهاد الإسلامي منذ ثمانينيات القرن المنصرم؛ وذلك لكون الحركتين هما الأكثر تفاعلاً وانشغالاً وانخراطاً بالقضية الفلسطينية من الحركات الإسلامية الأخرى، وهما الأكثر تأثيراً وامتداداً بين الجماهير الفلسطينية.
يستند التحليل إلى مجالين اثنين، الأول: توضيح التغيرات التي شهدتها الساحتان العربية والدولية في عقد الثمانينيات، وأدت إلى تطورات مهمّة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، كان من نتائجها صعود الحركات الإسلامية شعبياً، وازدياد قوتها وتأثيرها على مجريات الصراع مع 'إسرائيل'، ونتج عنها في المقابل ضمور وانحسار قوة حركات أخرى وطنية ويسارية على الساحة الفلسطينية. أما المجال الثاني: فهو تحليل الفكر السياسي للحركات الإسلامية الفلسطينية، باتجاهاته المختلفة وتطوراته الناجمة عن العوامل الذاتية والعربية والدولية. فالورقة لا تنهج نهجاً سردياً يتتبع القضية من الزاوية التاريخية فقط، بل تسعى إلى كشف جذور العلاقة بين الحركات الإسلامية الفلسطينية، بناء على التباين الفكري فيما بينها والذي نجم عن اختلاف تفاعلها مع الأحداث والتطورات العربية والدولية.
ينبغي الإشارة إلى مشكلة منهجية تواجه الباحث في مواقف حركة حماس من الحركات الإسلامية الأخرى في فلسطين، وتتمثل أولاً: في أن حركة حماس لم تبلور منهجاً أو فكراً نظرياً سياسياً محدداً وواضحاً منذ بداية نشوئها [2]، بل أخذ فكرها وخطابها السياسي حول فلسطين يتبلوران ويتشكلان بصورة أساسية بعد انطلاقتها أواخر سنة 1987. ولا يعني هذا بأيّ حال أن حماس كانت حين تأسيسها تفتقر لخلفية نظرية، وأنها كانت خالية من أيّ طرح فكري منهجي؛ فهي باعتبارها امتداداً لجماعة الإخوان المسلمين استندت في بلورتها لقواعدها النظرية العامة ولفكرها السياسي لأدبيات جماعة الإخوان المسلمين، واستمدت خطابها من الخطاب السياسي والفكري الذي كان يطرحه الإخوان المسلمون الفلسطينيون في أنشطتهم الجامعية والنقابية. كما استفادت الحركة ممّا تمّ تقعيده في المؤتمر التأسيسي (السري) الذي عقد في تشرين الأول/ أكتوبر 1983، أو عند تشكيل جهاز فلسطين سنة 1985. ولا تتناقض هذه الرؤية مع القول إن فكر حماس السياسي قد تبلور ونضج مع مرور الزمن، كما يحدث مع باقي الحركات الأخرى، وعَبْرَ نشاطها وعملها خلال صراعها مع العدو الإسرائيلي خلال الانتفاضة، وعقب توقيع اتفاقات أوسلو وقيام السلطة الوطنية الفلسطينية على أراضي قطاع غزة وأجزاء من الضفة الغربية، وتبلور فكرها أيضاً نتيجة لعلاقاتها مع الحركات الوطنية والإسلامية الأخرى، مثل حركة فتح وحركة الجهاد الإسلامي.
لقراءة الدراسة كاملة يمكن النقر هنا
المصدر: مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات