مايكل سينغ(*) ـ 'وول ستريت جورنال' / 10 تشرين الثاني/نوفمبر 2014يبدو أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما بعث برسالة إلى المرشد الإيراني الأعلى بشأن المفاوضات النووية والحملة التي تتزعمها الولايات المتحدة ضد متشددي &laqascii117o;الدولة الإسلامية" في العراق وسوريا، غير أنّ واقع كتابة هذه الرسالة ليس ذو أهمية بحدّ ذاته. فلم يخطئ الرئيس أوباما في ما ذُكر من وجهة نظره بأن آية الله علي خامنئي هو الشخص الذي 'سيتخذ القرارات النهائية حول برنامج إيران النووي' وحول السياسات الإقليمية، وليس رئيس البلاد حسن روحاني الذي يتمتع بشخصية أكثر جاذبية ومقاربة أكثر عملية. إنّ التعاطي هو أداة بالفعل، ومثلها مثل معظم الأدوات، يجب استخدامها مع مجموعة أخرى من الأدوات عندما يكون ذلك مناسباً من أجل دعم استراتيجيةٍ ما وتحقيق هدفٍ معقول، عوضاً عن استبعادها بكل بساطة.
لكن ما يثير القلق في رسالة الرئيس أوباما هو ما يقترحه حول استراتيجياته وأهدافه الخاصة بإيران.
لقد أفادت التقارير أنّ رسالة الرئيس الأمريكي تضمّنت هدفَين: الأول أنّ 'أي تعاون في ما يخصّ &laqascii117o;الدولة الإسلامية" يعتمد بشكلٍ كبير على توصّل إيران إلى اتفاق [نووي] شامل' والثاني 'تهدئة مخاوف إيران حول مستقبل حليفها الوثيق الرئيس السوري بشار الأسد'. ويبدو أنّ هاتين الفكرتين صُممتا لتبينا أن الولايات المتحدة لا تشكل أي خطر على المصالح الإيرانية في العراق وسوريا وأنّ واشنطن مستعدة للتعاون مع إيران في كلا البلدين مقابل توقيع طهران على اتفاق نووي بحلول 24 تشرين الثاني/نوفمبر.
وتعكس هذه الرسالة استراتيجيةً إقليميةً في حالة من الفوضى - وقد تداولت وسائل الإعلام هذه الرسالة بعد فترة ليست بعيدة من نشر صحيفة 'وول ستريت جورنال' خبراً مفاده أنّ إدارة الرئيس أوباما تنظر إلى علاقتها مع إيران ذات صلة 'وفاق'. وتشير الرسالة إلى أنّ الولايات المتحدة تعتبر إيران شريكاً محتملاً في سوريا والعراق بينما، في الواقع، تشكل طهران جزءاً من المشكلة: فقد أدى دعم إيران للرئيس الأسد إلى تمديد الحرب الأهلية في سوريا كما ساهم دعمها للميليشيات الطائفية في العراق إلى تهميش السنّة في ذلك البلد وخارجه.
وبالإضافة إلى ذلك، قد يؤدي هذا النهج أيضاً إلى استبعاد حلفاء الولايات المتحدة العرب والمعارضة السورية، التي ضعف دعمها للحملة الأمريكية ضدّ تنظيم &laqascii117o;الدولة الإسلامية في العراق والشام" بسبب قلقها من دعم واشنطن ضمنياً لإيران والرئيس الأسد، الذي تعتبره الخطر الأول عليها. وبالتالي، من الصعب الموافقة مع رسالة الرئيس أوباما حول رؤيته لعراقٍ جامع أو حول دعواته الصريحة إلى تنحّي الأسد عن السلطة.
إنّ المعنى الضمني بأنّ واشنطن مستعدة للتكيف مع السياسات الإيرانية يخفف أيضاً من الضغوط على طهران من أجل القيام بالتغييرات الاستراتيجية الأساسية لوضع حدّ دائم لطموحاتها النووية، إذا ما اعتمدنا على السوابق التاريخية للدول التي تخلّت عن برامج أسلحتها النووية.
وقد يؤدي تلطيف العلاقات بين الولايات المتحدة وايران إلى تعزيز الاستقرار في المنطقة، إلا أن ذلك لن يتم إلا إذا نتج هذا التطور الإيجابي عن تعديل إيران لطموحاتها وسياساتها الإقليمية. يجب عدم تبني صفقة مع إيران تضع جانباً المبادئ الأمريكية وتتبنى على حسابها مصالح الحصول على مساعدة طهران في محاربة &laqascii117o;الدولة الإسلامية"، إذ لن تعالج مثل هذه الصفقة الدور الذي تلعبه إيران في توليد عدم الاستقرار في المنطقة. ولا تحتاج الإدارة الأمريكية إلى بعث رسالة رئاسية أخرى بل، وأكثر من أي وقت مضى، تحتاج إلى استرايجية بشأن الشرق الأوسط تعالج بالفعل مجموعة كاملة من التهديدات التي تواجه المصالح الأمريكية وتحشد دعم الحلفاء.
(*) مايكل سينغ هو زميل أقدم في زمالة 'لين ـ سويغ' والمدير الإداري في معهد واشنطن. وقد نشرت هذه المقالة في الأصل من على مدونة 'ثينك تانك' على موقع الـ 'وول ستريت جورنال'المصدر: معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى