وول ستريت جورنال (*)
الشيخ نبيل رحيم متفاجئ مما يسمعه هذه الأيام على لسان المراهقين الغاضبين في الأحياء الفقيرة في طرابلس، ثاني أكبر مدينة في البلاد، ومركز المسلمين السنة. وقال رحيم: &ldqascii117o;إنهم يقولون نريد الدولة الإسلامية، الدولة الإسلامية قادمة، ولكنهم لم يتحدثوا قط مع أي شخص من الدولة الإسلامية&rdqascii117o;.
كما وأكد رحيم، وهو واعظ سلفي مؤثر كان قد سُجن لسنوات بتهم تتعلق بالإرهاب، على أن الدعم للحركات الراديكالية الإسلامية الأخرى قد قل في أوساط هؤلاء الشباب. وأضاف: &ldqascii117o;السبب هو أن هذه الحركات لم يكن لديها كل هذه الانتصارات العظيمة&rdqascii117o;.
وفي حي باب التبانة في طرابلس، حيث تأثير الميليشيا الإسلامية موجود بالفعل، وحيث تتعرض نقاط التفتيش التابعة للجيش اللبناني لإطلاق نار أو هجوم بقنبلة يدوية في كل ليلة تقريباً، هناك اليوم دعم واضح للمتطرفين السنة في &ldqascii117o;الدولة الإسلامية&rdqascii117o;. حيث رسمت الجداريات العملاقة التي تجسد أعلام داعش السوداء على جانبي المباني وقبالة الطريق الرئيس.
وقال صاحب متجر سام عمر: &ldqascii117o;لقد حدث شيء مخيف في سوريا والعراق، والآن شيء غريب جاء إلى طرابلس&rdqascii117o;.
ولأن ما يفصل بينها وبين لبنان هي معاقل النظام السوري القوية، فإن &ldqascii117o;الدولة الإسلامية&rdqascii117o; ليست على وشك الاستيلاء على طرابلس في أي وقت قريب. ولكنها قد تشكل تهديداً من الداخل اللبناني نفسه. حيث إن أهل السنة، والذين يشكلون 27 في المئة من تعداد السكان في لبنان، قد يشكلون أرضية خصبة لهذا التنظيم العنيف نظراً لتعرضهم لنفس النوع من الاستياء والاغتراب الذي دفع إلى صعود التنظيم في سوريا والعراق.
وقال معين مرعبي، عضو البرلمان اللبناني والمدافع عن الطائفة السنية في طرابلس وشمال البلاد: &ldqascii117o;هناك ظلم هنا. هناك تهميش&rdqascii117o;.
وفي المنطقة التي ينهكها الصراع الطائفي الآن، زاد التهاب هذا الشعور بالظلم نتيجة حقيقة أن حزب الله قد تدخل مباشرة في الحرب الأهلية السورية، وساعد نظام الرئيس السوري بشار الأسد في محاربة الثوار السنة، والذين يتعاطف معهم العديد من السنة اللبنانيين.
وأدى هذا التدخل أيضاً إلى جلب الحرب إلى لبنان، وذلك مع قيام المتمردين السوريين بمهاجمة الجيش اللبناني الذي يعتبرونه متحالفاً مع حزب الله في منطقة عرسال الجبلية على طول الحدود في أغسطس. ويقول مسؤولون أمنيون إن هؤلاء المتمردين، وبعضهم ينتمون إلى &ldqascii117o;الدولة الإسلامية&rdqascii117o;، ما زالوا يحتجزون العشرات من القوات اللبنانية كرهائن.
وقال نهاد مشنوق، وزير الداخلية في الحكومة الائتلافية في لبنان وأحد كبار السياسيين السنة: &ldqascii117o;هناك مشكلة كبيرة: الوضع غير متوازن&rdqascii117o;. وأضاف: &ldqascii117o;السنة يشعرون وكأن حزب الله يقاتلهم هم في سوريا. إنهم يشعرون دائماً بأنه لا يسمح لهم القيام بذلك وهذا وذاك، ومن جهة أخرى، يسمح لحزب الله بأن يفعل كل هذه الأشياء&rdqascii117o;.
وأكد مشنوق على أن من يترجمون هذا الإحباط إلى تبني &ldqascii117o;الدولة الإسلامية&rdqascii117o; لا يزالون حتى الآن قليلين جداً. ولكنه أضاف أن بقاء الوضع هكذا أو تفاقمه سوف يعتمد على كيفية سير الأمور في العراق. وقال: &ldqascii117o;نحن جزء من المنطقة، ونحن الآن في الحرب السورية وفي الحرب العراقية&rdqascii117o;.
وبدوره، قال السيد عبد الرحمن، وهو الداعية الإسلامي الذي يساعد الآن في تشغيل محطة إذاعية دينية تمولها قطر في طرابلس: &ldqascii117o;على الرغم من أن الناس هنا غير راضين، إلا أن معظمهم لن يقفوا بجانب داعش ضد الجيش&rdqascii117o;. وأضاف: &ldqascii117o;ولكن، إذا جاء حزب الله هنا، فسوف يقوم الناس بالتأكيد بالوقوف إلى جانب داعش ضد حزب الله&rdqascii117o;.
المصدر: التقرير ـ 22 تشرين الاول/ أكتوبر 2014