الجدول رقم 1. ملخص التكهنات |
الفرضيات | فرضية الاهتمام الانتقائي | فرضية القدرات | فرضية السلوك |
هل يختلف المراقبون في كيفية تقييم نوايا العدو السياسية؟ | نعم، سوف يعتمد صناع القرار ومجتمع الاستخبارات على مؤشرات مختلفة. | ليس بالضرورة | ليس بالضرورة |
ما هي مجموعة المتغيرات الأساسية التي توجه تقييمات المراقبين للنوايا السياسية؟ | سوف يركز صناع القرار على معلومات حيوية تعالج ما يحكمون عليه بموضوعية بأنها اخبارية. سوف يعطي مجتمع الاستخبارات الأولوية للمعلومات التي لديه خبرة أفضل فيها، والتي ستكون متعلقة بمعظم الحالات بالقدرات العسكرية للعدو. | المتغيرات المؤثرة هي التغييرات في مقدار القدرات العسكرية للعدو. | المتغيرات المؤثرة هي الأعمال القائمة على عدم القدرات من جانب العدو. |
متى تتغير التقييمات بشأن النوايا السياسية؟ | سوف يقوم صناع القرار بالتحديث رداً على المعلومات الحيوية والقراءة الموضوعية لمؤشرات ذات مصداقية. سوف يقوم مجتمع الاستخبارات بالتحديث رداً على التغييرات في الخبرات النسبية؛ في معظم الحالات رداً على القدرات العسكرية المتصورة للعدو. | تتغير التقييمات رداً على التغييرات المكطلفة في المقدار المتصور للقدرات العسكرية للعدو. | تتغير التقييمات عندما يشرع العدو بأعمال مكلفة معينة. |
كيف يفسر المراقبون تقييماتهم للنوايا السياسية؟ | يعلل صناع القرار تقييماتهم بالرجوع إلى المعلومات التي يعتبرونها حيوية او يتصورونها، وبموضوعية، بأنها ذات مصداقية. يعلل مجتمع الاستخبارات تقييماتهم بالرجوع إلى المعلومات التي لديهم خبرة كبيرة فيها، ما يتعلق عادة بالقدرات العسكرية للعدو. | يعلل المراقبون تقييماتهم بالرجوع إلى مقدار القدرات العسكرية للعدو. | يعلل المراقبون تقييماتهم بالرجوع إلى السلوك المكلف للعدو. |
لاختبار المقترحات التي تقدمها فرضة الاهتمام الانتقائي، أجري درساً لمدى التفاوت لدى صناع القرار الرئيسيين – الرئيس جيمي كارتر، الرئيس رونالد ريغان، ورئيس الوزراء نيفيل تشامبرلين وكبار مستشاريهم- في التقييمات الأولية للعدو. وكان صناع القرار الثلاثة الرئيسيين منخرطين أيضاً في المشاركة بلقاءات شخصية مع قيادة العدو، وإن كان ذلك بدرجات متفاوتة.
تتيح الحالات أيضا اختبار فرضية القدرات، لأن ميزان القدرات المبدئي وحجم التغير في قدرات العدو، على حد سواء، خلال فترة التفاعل يختلفان باختلاف الحالات. وتفترض كلتا الحالتين للحرب الباردة المساواة النسبية في القدرات العسكرية بين القوتين العظمتين مع زيادة معتدلة (انهيار حالة الانفراج) أو نقصان في القدرات السوفياتية خلال فترة التفاعل ( نهاية حالة الحرب الباردة). في المقابل، كان الجيش الألماني متخلفاً بمرتبته عن الجيش البريطاني، إلا أن زيادة غير مسبوقة تتعلق بالقدرات العسكرية الألمانية خلال الفترة من منتصف إلى أواخر الثلاثينات حولت ميزان القوى لصالح ألمانيا. بالتالي، ينبغي أن تكون الحالة ما بين الحربين العالميتين اختباراً سهلاً بالنسبة لفرضية القدرات، حيث أن الزيادة الهائلة في القدرات العسكرية الألمانية والتحول في ميزان القوى خلال تلك الفترة أدت بالمراقبين إلى التركيز على هذا المؤشر كإشارة على النوايا.
هذه الحالات مفيدة أيضاً في اختبار تكهنات فرضية السلوك. وعلى وجه الخصوص، تعتبر حالة نهاية الحرب الباردة اختباراً سهلاً لفرضية السلوك، نظراً إلى أن الزعيم السوفيتي ميخائيل غورباتشوف كان قد اتخذ سلسلة من الإجراءات القيمة للغاية. وكان ينبغي لذلك أن يكون له تأثير كبير مطمئن على تصورات المراقبين .
في كل حالة من الحالات، أقوم باخضاع الأدلة لتحقيقيْن. أولا، أبحث عن التباين بين التغيرات في المتغيرات المستقلة المذكورة في كل فرضية والتغيرات في المتغير التابع لتصورات النوايا. إن النتيجة حول عدم وجود علاقة سببية بين التوقعات لفرضية ما وبين الوقت أو الاتجاه الذي تتغير فيه تصورات النوايا لهو دليل ضد تلك الفرضية. ثانيا، ومن خلال تتبع عملية ما، أدرس، على سبيل المثال، ما إذا كان صناع القرار أو التقارير الاستخباراتية الجماعية قد ذكرت، وبشكل صريح، قدرات العدو أو سلوكه، بصفتها أدلة ذات صلة في تقييماتهم لنوايا العدو. هذه الخطوة توفر مراجعة إضافية وتدقيقاً في مقابل التناول المغلوط لترابط العلاقة السببية.
ثالثا، أقوم في كل حالة من الحالات باختبار تكهنات إطار طرح الاهتمام الانتقائي من خلال مقارنة تقديرات صناع القرار مع تلك التي لمجتمع الاستخبارات، وكذلك عن طريق تتبع العملية التي من خلالها تفسر معايير الاهتمام الانتقائي هذا التباين بين صناع القرار في كيفية تصنيفهم لإشارات ذات مصداقية، وتوقيت التغييرات في نواياهم المتصورة.
انهيار الانفراج، 1977- 1980بدأ جيمي كارتر رئاسته بتفاؤل كبير حول العلاقات مع الاتحاد السوفياتي. لكن بحلول السنة الأخيرة في منصبه كان الانفراج في العلاقات بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي قد انهار: لم يلتق كارتر مع القادة السوفييت؛ رفع موازنة الدفاع؛ سحب محادثات الحد من الأسلحة الاستراتيجية 2 (SALT 2) من البحث من مجلس الشيوخ؛ وأعلن عن " عقيدة كارتر " التي حذرت من التدخل بالمصالح الأميركية في الشرق الأوسط. في هذه الحالة، أحدد التوجهات العريضة في القدرات العسكرية السوفياتية والإجراءات القيمة خلال تلك الفترة التي تشي بمعلومات عن فرضيتيْ القدرات والسلوك، على التوالي. ثم أبين كيف قيَّم صانعا القرار الرئيسيين في إدارة كارتر - مستشار الأمن القومي زبيغنيو بريجنسكي للرئيس جيمي كارتر ووزير الخارجية سايروس فانس- النوايا السوفياتية المقررة بأسلوب أكثر انسجاماً مع طرح المصداقية الذاتية لفرضية الاهتمام الانتقائي. وتبع هذا مناقشة لتقييمات الاستخبارات الأمريكية التي، بحسب زعمي، تتماشى مع كل من فرضية القدرات وطرح الخبرات التنظيمية لفرضية الاهتمام الانتقائي.
كان الإجماع الأميركي خلال هذه الفترة هو أن الاتحاد السوفياتي كان يبني ويدعم ويحدث قدراته العسكرية وبأن ترابط القوات العسكرية كان يتجه لصالحه. كان السوفييت يقومون بتوسيع قواتهم البرية والجوية التقليدية الكبيرة أساساً إضافة إلى إدخال أنظمة حديثة تساوي أو تتفوق على تلك التي لحلف شمال الاطلسي (الناتو). وأسفر نشر الصواريخ البالستية المتوسطة المدى السوفيتية في أوروبا عن قلق متزايد إزاء التهديد المحتمل من التفوق الاستراتيجي القاري للاتحاد السوفيتي. وفي حين حافظت الولايات المتحدة على ما وصفته بـ "المعادلة غير متكافئة" مع الاتحاد السوفياتي، فإن مؤسسة الدفاع الاميركي شعرت بالقلق خاصة بشأن الزيادات في قدرة المعادلة النووية السوفياتية. كان السوفييت يحسِّنون، وبشكل مطرد ، قدرة قواتهم الاستراتيجية على البقاء ومرونتها، التي وصلت إلى القدرة على تدمير حوالي أربعة أخماس مخابئ "مينتمان " الأميركية للأسلحة والقذائف بحلول عام 1980 أو 1981. وفي منتصف عام 1979، حذر مجلس الأمن القومي ( NSC) من أن التوازن النووي الاستراتيجي يتدهور بشكل أسرع مما كانت تتوقعه الولايات المتحدة بعامين، وبأن الوضع سيزداد سوءاً في أوائل الثمانينات.
اتخذ السوفيات نوعين من الإجراءات القيمة التي تتلاءم مع معايير فرضية السلوك. الأول هو التوقيع على معاهدة SALT II في شهر يونيو/ حزيران عام 1979، الذي دعا إلى إجراء تخفيضات في القوات الاستراتيجية للولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي إلى 2250 في جميع فئات آليات اطلاق الأسلحة. والثاني التدخلات السوفياتية في أزمات حول العالم. إذ تدخل السوفييت في ستة وعشرين صراعاً خلال الفترة الممتدة من عام 1975 وحتى عام 1980. مع ذلك، وخلافاً للتدخلات السابقة خلال تلك الفترة، فقد كان التدخل السوفياتي عام 1978 في إثيوبيا مباشراً، وليس، وببساطة، من خلال وكلاءه الكوبيين، وكان الغزو السوفياتي لأفغانستان في أواخر عام 1979 تطبيقاً للقوة العسكرية السوفياتية على نطاق كامل. وكانت الولايات المتحدة متخوفة من امتداد نمط الإجراءات السوفييتية وتوسعه خارج "قوس الأزمة" ليشمل مناطق وبلداناً أخرى أكثر أهمية بالنسبة للمصالح الأميركية. وقد زاد الغزو السوفيتي لأفغانستان، على وجه الخصوص، من حدة هذا التخوف بشكل كبير،، لأنه كان أولاً استخداماً مباشراً للقوة السوفيتية خارج دول حلف وارسو لاستعادة النظام الموالي للاتحاد السوفياتي. بالإضافة إلى هذين التدخلين، أحدثت تقارير عام 1979 عن وضع السوفييت للواء قتالي في كوبا شعوراً من الذعر في واشنطن لم يهدأ إلا عندما أدرك صناع القرار الأميركي بأن اللواء كان في كوبا منذ عام 1962.
تقييم إدارة كارتر للنوايا السوفيتيةفي ما يلي ، وانسجاماً مع فرضية المصداقية الذاتية المستمدة من طرح الاهتمام الانتقائي، أبين سبب عدم موافقة كارتر ومستشاريه على القيمة المعلوماتية للإجراءات السوفياتية القيمة. بدلا من ذلك، لقد ناقشوا أهمية المؤشرات المختلفة في استنتاج النوايا، وفسروا السلوك السوفيتي المكلف بشكل مختلف وملحوظ عن بعضهم البعض. لقد أثرت المعتقدات والنظريات الأولية، على وجه التحديد، حول الاتحاد السوفياتي على درجة المصداقية التي كل من صناع القرار الثلاثة يعلقونها على الإجراءات السوفيتية المختلفة.
قبل أن يصبح مستشارا للأمن القومي، كان بريجنسكي يحمل انطباعاً أكثر سلبية عن الاتحاد السوفياتي سواء من كارتر أو فانس. فخلال عامهما الأول في منصبيهما، كان كارتر وفانس يعتبران النوايا السوفياتية نوايا انتهازية، في أسوأ الأحوال. وتكشف المذكرات الأسبوعية الخاصة ببريجنسكي إلى كارتر أنه على الرغم من أن بريجينسكي كان أكثر تشكيكا من الرئيس حتى بخصوص النوايا السوفياتية، فقد كان يأمل أيضاً، بأن يظل السوفييت متعاونين نسبياً. مع ذلك، وبينما كانت الصراعات في العالم الثالث يتوسع نطاقها وتزداد حدتها وأهميتها على امتداد عام 1978، فقد توصل بريجنسكي إلى أن الانخراط السوفيتي في أفريقيا كان توسعياً، وليس مجرد انتهازية. وفي يناير/ كانون الثاني 1978، أكد بريجينسكي ذلك بقوله " لقد كثف السوفييت جهودهم، إما عن تخطيط وتصميم وإما استجابة لفرصة واضحة، ببساطة، لاستغلال الاضطرابات الأفريقية لمصلحتهم الخاصة ". بعد فترة وجيزة، قال كارتر محذراً من أن " القادة السوفيات ربما يتصرفون استجابة لفرصة واضحة فحسب، أو أن الإجراءات السوفياتية قد تكون جزءاً من خطة استراتيجية أوسع". وفي 17 فبراير/ شباط، قدم بريجنسكي لكارتر قدراً من انطباعاته النادرة والصريحة عن النوايا السوفيتية، بما في ذلك جدولاً يقسم السلوك السوفيتي إلى ثلاث فئات: سلوك حميد، محايد، وخبيث. ووصف بريجنسكي الأهداف السوفياتية بأنها تسعى لـ "انفراج انتقائي"، وأوضح أن تقييماته المنقحة بشأن النوايا السوفياتية " برزت من السلوك والتصريحات السوفياتية منذ الانتخابات ". ويُعتبر الجدول، تنويرياً، بشكل خاص، لأنه لا يقدم أية إشارة عن القدرات العسكرية السوفياتية، وإنما عن السلوك السوفيتي فقط، على الرغم من أن الأخير لا يقتصر على التدخل السوفياتي أو الإجراءات المكلفة وحدها. وخلال شهري شباط وآذار، دعمت القوات الكوبية والسوفيتية الحكومة الإثيوبية في جهودها لطرد الجيش الصومالي المهزوم؛ وكان بريجنسكي يعتقد بأن الاتحاد السوفياتي موجود في اثيوبيا "لأن لديه خطة أكبر في ذهنه ". وكرر هذه الاستنتاجات في تقاريره اللاحقة إلى الرئيس.
في المقابل، كان وزير الخارجية فانس يعتقد بأن تصرفات الاتحاد السوفياتي في أفريقيا لم تكن "جزءاً من خطة سوفياتية كبيرة، وإنما كان السوفيات يحاولون استغلال الفرصة لأهدافهم الخاصة "، وأنهم " ضمن حدود المنافسة المقبولة ". وبسبب قلقه من شكوك كارتر المتزايدة حول دوافع السوفييت وأهدافهم، طلب فانس مراجعة رسمية للعلاقات بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي في مايو/ أيار 1978. " يتساءل كثيرون عما إذا كانت هذه الإدارة قد قررت القيام بتحول حاد في أولويات سياستها الخارجية "، وأشار فانس، معرباً عن قلقه من تأثير بريجنسكي الأكثر تشددا على وجهة نظر الرئيس إزاء الاتحاد السوفياتي. في الواقع، إن عدم ثقة كارتر المتزايد بالنوايا السوفيتية، التي أثارها الانخراط السوفيتي في القرن الأفريقي، أصبح واضحاً في سلسلة من التصريحات العلنية التي تصور السوفييت بأنهم أقل جدارة بالثقة وتدعو إلى اعتماد موقف أميركي أقسى. مع ذلك ظل كارتر يعتبر إجراءات الاتحاد السوفييتي في القرن الأفريقي انتهازية.
بحلول منتصف عام 1978، وجد بريجنسكي وفانس نفسيهما في معسكرين متعارضين، في حين كان كارتر متردداً. ولخص بريجنسكي هذه الاختلافات بقوله:
الرؤية الأولى. . . وكانت تقول بأن "السوفييت قد داسوا على جميع رموز الانفراج". لقد استمروا باتباع سياسة الانفراج الانتقائية. إن عملهم يعكس الحزم المتزايد في السياسة الخارجية السوفيتية عموما. إذ تسمح سيطرة بريجينيف المتقلصة باندفاعة الهيمنة الطبيعية والتاريخية للنظام لفرض نفسه بأقل درجة من درجات ضبط النفس.
رؤية أخرى. . . وكانت تقول بأن سجل عمل السوفييت أكثر اختلاطاً من ذلك بكثير و لابد من النظر إلى كل حالة على حدة. فالسوفييت يتصرفون وفق الخطوط التقليدية ورداً على الخطوات الأميركية بشكل أساسي.
وبقناعة منه منذ أوائل عام 1979 بأن السوفييت يواصلون العمل على " خطة توسعية كبرى"، تابع بريجنسكي الضغط على كارتر للتصرف على نحو أكثر جرأة وحسماً. وكتب إلى كارتر يقول بأن النمط الأخير للتدخلات السوفياتية يكشف عن نوايا رجعية. على الرغم من انزعاجه وشعوره بالخطر، واصل الرئيس رفض دعوات بريجنسكي إلى " التشدد سواء في لهجة أو في مضمون سياستنا الخارجية عمداً ". وعادت مسألة النوايا السوفياتية إلى الظهور في خريف عام 1979 إبان الضجة حول وجود لواء سوفياتي في كوبا. ورأى بريجنسكي بهذا الأمر مؤشراً آخر على مصداقية النوايا التوسعية السوفيتية، لكن كارتر وفانس كانا غير مقتنعين بذلك.
أدى الغزو السوفياتي لأفغانستان في ديسمبر/ كانون أول 1979 إلى جعل كارتر يعيد تقييم تصوراته للنوايا السوفياتية. وفي 20 يناير/ كانون الثاني 1980، أعلن عن أنه قد أجرى " تغييراً دراماتيكياً في رأيه لماهية الأهداف النهائية للسوفييت هو أكبر من أي تغيير آخر منذ استلامه منصبه". وأصبح كارتر ينظر إلى الاتحاد السوفياتي كدولة توسعية، ليس بالضرورة بسبب التكاليف المالية أو السياسية التي يتكبدها السوفييت، وإنما لأن الغزو قد مثل نقلة نوعية في السلوك السوفيتي. وفي تفسيره لهذا التحول، اعتمد كارتر خط منطق بريجنسكي قائلا: "من الواضح أن غزو السوفيات الفعلي لبلد من بلدان عدم الانحياز سابقا، مستقل، بلد محب للحرية، وبلد شديد التدين، بواسطة قواتهم الضخمة هو أمر يشكل خروجاً جذرياً عن السياسة أو الإجراءات التي اتبعها السوفييت منذ الحرب العالمية الثانية ". وبناء على ذلك، فقد حذر قائلاً من أن غزو أفغانستان " يشكل تهديدا خطيرا للغاية للسلام بسبب التهديد بمزيد من التوسع السوفياتي في الدول المجاورة".
كان ينظر إلى الغزو كمؤشر اخباري غني، ليس فقط لأنه كان عملاً " قيماً"، وإنما أيضاً بسبب رد الفعل العاطفي الذي أثاره في نفس كارتر. في الواقع، إن السبب الذي جعله يعتبر الغزو السوفياتي مؤشراً على النوايا السوفياتية يمكن تفسيره أيضاً، كما يشير كل من ريتشارد نيد ليبو وجانيس شتاين، بـ"التحيز الأناني" التي أدى بكارتر إلى المبالغة إلى حد أنه كان فيه هو، شخصيا، الهدف من الإجراءات السوفياتية. فعلى وجه الخصوص، لقد تعارض الغزو مع التقرير الصريح والتفاهم الذي شعر بأنه كان قد حققه مع بريجنيف خلال اجتماعهما في يونيو /حزيران عام 1979 في فيينا. بالواقع، وخلال اجتماع القمة، تحدث كارتر عن "استمرار التعاون و الصدق في مناقشاتنا " وعند عودته كان قد أبلغ الكونغرس بفخر أن " لقد أخذت أنا والرئيس بريجنيف فكرة أفضل عن كل منا