يحيى دايخ
بعد تزايد خروقات العدو الصهيوني في جنوب وشمال الليطاني، وتقدم قواته إلى بعض الاماكن التي لم يستطع الدخول إليها خلال معاركه مع رجال المقاومة الإسلامية مثل مدينة الخيام وبلدة مركبا وغيرها، كثرت المطالبات والمناشدة والتساؤلات على وسائل التواصل من المواطنين الجنوبيين والنخب والشخصيات الوطنية عن دور الجيش الوطني والمسؤولية التي أُنيطت به من خلال توسيع إنتشاره في الجنوب اللبناني، حيث من المفترض أن دوره حماية الأرض والمواطن من هذه الإعتداءات والتعديات، والتي سقط خلالها جرحى وارتفع بعضهم شهداء، وليس أن يكون دوره حارساً لحدود لدولة الكيان المؤقت او تعداد خروقاته.
وبناء على ذلك من المهم توضيح التالي:
إن جيشنا وطنيٌ بإمتياز، ويمتلك من الضباط والعناصر الكثير الذين يتمتعون بالكرامة والحس الوطني والبسالة والعقيدة الوطنية والسيادية.
كما أنه يعتبر أن الكيان العبري في عقيدته القتالية عدو، ولكن للأسف الجيش والقوى والأجهزة الأمنية تتبع في الدستور الى القيادة السياسية وهي التي تعطيه الأوامر، وعليه إن لم يكن هناك قرار سياسي سيبقى الجيش شاهد زور، دوره تسجيل وتعداد الخروقات وبالتالي سيتحول دوره إلى حارس لحدود العدو.
فالمطلوب قرار سياسي يخول الجيش بالرد على هذه الاعتداءات والتعديات.
ومع كل إحترامي وتقديري لآراء الوطنيين كافة والمدافعين عن شعبهم وإخوانهم في الجنوب اللبناني.
ان لاكتفاء بالكتابة على وسائل التواصل بهذا الموضوع لا يكفي ولا يؤدي الى شيئ إلا اعتباره تعبير عن آراء ونقاشات جانبية لاغير.
إذاً المطلوب من كل القوى وطنية في الاحزاب السياسية والاجتماعية ومجلس النواب وهيئاته والنقابات والجمعيات وغيرها.. واعتقد أنها مليئة بالوطنيين وتمتلك من الخبراء القانونيين والاجتماعيين والإقتصاديين والإعلاميين والمثقفين ما يكفي لتفعيل شتى أنواع الندوات والمؤتمرات الإعلامية والقيام بتقديم المقترحات التشريعية والقانونية وغيرها وممارسة الضغوط على صناع القرار السياسي في لبنان والتي لست ضليعا بها، ولكن لابد ولزاماً عليها إتجاه مسؤولياتها الوطنية من تحرك الواسع لتسجيل وممارسة كافة الضغوطات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والإعلامية المواقف والدعاوي أمام الهيئات المختصة ذات الشأن، وخاصة أننا على أبواب إنتخابات رئاسة جمهورية ومن ثم تليها تسمية رئيس وزراء وتشكيل حكومة جديدة.
ومن خلال هذا التحرك أعتقد أنه ستتشكل بعض الضغوطات والتي يمكن من خلال إحداث بعض التغييرات في المواقف من رئيس حكومة تصريف الأعمال ومن المرشحين لرئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة وقيادة الجيش لتبني نهجاً يعبروا فيه عن وطنيتهم.
أعتقد أن هكذا تحرك يجب أن يكون على كافة الصعد والمستسويات نخبويةٍ وعامة.
أما من يتحدث عن الإمكانات والوسائل التي لا تمكن الجيش من مواجهة العدو، هنا نكتفي بالقول لرئيس حكومة تصريف الأعمال ولقائد الجيش أن إطلاق رصاصة من بندقية يكفي لتسجيل موقف وطني أمام أهلهم في الجنوب وأمام المجتمع الدولي، وهذا بحد ذاته يرفع من شأنهم في أنظار شعبهم في الجنوب، وبالمقياس والمعايير الانتخابية يزيد من حظوظهم.
نحنا أمام عدو حاقد ذو أطماع مراوغ ناقض للعهود والمواثيق لا يحترم القرارات الأممية وخير مثال تمزيق ممثل دولة الكيان في الأمم المتحدة لميثاقها على منبرها وأمام المجتمع الدولي كافة وبدعم واضح وظاهر من أمريكا.
وبالتالي إننا في مرحلة حساسة ومعقدة جداً، والعدو لايرتدع إن لم يواجه.