مواد أخرى » دراسة صفقة أميركية ـ إيرانية

جورج فريدمان ـ Strategic Forecasting ـ 24 كانون الثاني، 2012

كتبت في الأسبوع الماضي حول التحدي الاستراتيجي الذي تواجهه إيران في محاولتها تشكيل نطاق النفوذ الممتد من غرب أفغانستان وصولاً إلى بيروت على شرق الساحل المتوسطي. كما أشرت أيضاً إلى الخيارات المحددة التي تواجهها الولايات المتحدة وقوى غربية أخرى لمكافحة إيران.
كان أحد الخيارات عبارة عن جهود متزايدة لإعاقة النفوذ الإيراني في سوريا. أما الآخر فكان دراسة إستراتيجية تفاوض مع إيران. وفي الأيام القليلة الماضية رأينا إشارات تتعلق بكليهما.

مكاسب التمرد في سوريا

سقطت مدينة الزبداني جنوب غرب سوريا في أيدي القوات المعادية للنظام بحسب ما قيل. ورغم أن لا قيمة تكتيكية كبيرة جداً للمدينة بالنسبة للمتمردين، وأن بإمكان النظام استرجاعها، فقد يكون للحدث أهمية حقيقية. فحتى هذه المرحلة، وبعيداً عن الاهتمام الإعلامي، لم تثبت المقاومة ضد نظام الرئيس بشار الأسد أنها مقاومة فعالة بالتحديد. فهي لم تكن قادرة، بالتأكيد،على أخذ المنطقة والإمساك بالأرض، الأمر الذي يعتبر أمراً حاسماً لأي تمرد له أهميته.

والآن وبعدما أخذ المتمردون الزبداني وسط  ضجة كبيرة، يبدو قسم صغير من سوريا الآن تحت سيطرة المتمردين ــــ حتى ولو كان من غير الواضح إلى أي حد تعتبر المدينة خاضعة لسيطرتهم، فإنه من غير الواضح، وبمراحل أيضاً، ما إذا كان المتمردون سيقدرون على الإمساك بها في مقابل عمل عسكري سوري. فكلما تمكن هؤلاء من الإمساك بها مدة أطول، كلما بدا الأسد أكثر ضعفاً وسيصبح مرجحاً أكثر أن يتمكن معارضو النظام من خلق حكومة مؤقتة على التراب السوري والالتفاف حولها.

كما أن الزبداني تعطي القوى الخارجية شيئاً ما للمساعدة بالدفاع، إذا ما اختاروا القيام بذلك. إن الدخول في حرب أهلية ضد متمردين يعانون من الضعف والتشتت أمر، ومهاجمة دبابات سورية تتحرك لاستعادة الزبداني أمر آخر تماماً. ليس هناك مؤشرات على أن هذا الأمر موجود بالاعتبار، لكن وللمرة الأولى، هناك وجود احتمال قيام لاعبين خارجيين بالتصرف ضد مجموعة أهداف عسكرية مجدية لصالح المتمردين. إن وجود تلك الإمكانية قد يغير الديناميكية في سوريا. عندما نأخذ في الاعتبار أجواء مطالب الجامعة العربية بحكومة مؤقتة، فقد يبرز بعض الضغط الجاد بالفعل.

من وجهة النظر الإيرانية، هذا يرفع الخطر لجهة أن يؤدي سقوط نظام الأسد إلى إعاقة نطاق النفوذ الذي تواصل إيران العمل عليه. هذا الأمر لن يشكل تحدياً أساسياً بالنسبة لإيران، طالما أن نفوذها في العراق لا يزال سليماً، لكنه سيمثل علامة بارزة محتملة تحد من الطموحات الإيرانية. إذ يمكن أن تفتح الباب أمام إعادة الحسابات في طهران من حيث حدود النفوذ الإيراني وتهديد أمنهم القومي. ينبغي ألا أبالغ بهذا: الأحداث في  سوريا لم تذهب بعيداً إلى هذا الحد، وإيران بالكاد تكون محشورة في الزاوية. مع ذلك، إنه تذكير لإيران بأن الأمور قد لا تسير كلها وفق طريقتها.

إمكانية المفاوضات

في هذا السياق ارتفعت إمكانية المفاوضات. وقد زعم الإيرانيون أن الرسالة التي أرسلتها الإدارة الأميركية إلى القائد الأعلى آية الله علي الخامنئي والتي حددت تهديدات إيران بخصوص مضيق هرمز كخط أحمر قد حوت فقرة ثانية تعرض القيام بمحادثات مباشرة مع إيران. وبعد تردد، أنكرت الولايات المتحدة عرض المحادثات، لكنها لم تنكر إرسالها رسالة إلى القيادة الإيرانية.  ومن ثم زعم الإيرانيون أن هذا العرض لإيران قد تم شفهياً وليس بالرسالة. مجدداً، لم تكن الولايات المتحدة قاطعة في إنكارها، إذ قالت وزيرة الخارجية كلينتون خلال اجتماع مع وزير الخارجية الألماني يوم الجمعة: " نحن لا نسعى إلى صراع. إننا نؤمن بقوة بأن الشعب الإيراني يستحق مستقبلاً أفضل. ويمكنه أن ينال ذلك المستقبل. بإمكان البلد أن يعيد اندماجه في المجتمع الدولي... عندما تصرف حكومتهم النظر، نهائياً، عن مواصلتها برنامج أسلحتها النووية."

من منظورنا نحن، تعتبر هذه فكرة حاسمة. فكما قلنا لسنوات عديدة، لا نرى إيران قريبة للغاية من امتلاك سلاح نووي. قد يكون الإيرانيون قريبين من القدرة على اختبار جهاز نووي خام تحت شروط متحكم بها ( ونحن لا نعرف هذا الأمر أيضاً)، إلا أن تطوير سلاح نووي قابل للقذف يشكل تحدياً كبيراً بالنسبة لإيران.

علاوة على ذلك، وفي حين قد يطمح الإيرانيون إلى الحصول على قدرة ردع عبر قدرات السلاح النووي المجدية، فإننا لا نعتقد بأنهم يعتبرون السلاح النووي مفيداً عسكرياً. إن بضعة أسلحة كهذه يمكن أن تدمر إسرائيل، لكن إيران ستكون قد أبيدت بردة فعل انتقامية. وفي حين يتحدث الإيرانيون بعدائية فإنهم، تاريخياً، يتصرفون بحذر. بالنسبة لإيران، تعتبر الأسلحة النووية قيمة تحمل في طياتها تهديداً وطنياً أكثر مما تعتبر قطعة مساومة يمكن نشرها بكثير. بالواقع، إن الوضع المثالي، تماماً، هو عدم امتلاك السلاح، وبذلك عدم إجبار أحد على التصرف ضدهم، بل الظهور بمظهر القريبين كفاية من امتلاك السلاح لأخذهم بجدية. وهم حققوا ذلك بالتأكيد.

لذا، فإن السؤال الهام هو هذا: ماذا ستقدم الولايات المتحدة إذا ما قامت إيران بتنازلات جادة بخصوص برنامجها النووي؟ وما الذي تريده إيران بدورها؟ بمعنى آخر، ومع تناسي الجزء النووي من المعادلة، ما الذي تعنيه هيلاري كلينتون عندما تقول إن بإمكان إيران إعادة الاندماج في المجتمع الدولي؟ وما الذي تريده إيران بالفعل؟

مع استذكارنا لهذا الأمر نجد أن الأسلحة النووية لم تكن أبداً هي القضية. بل إن القضية كانت تطوير نطاق النفوذ الإيراني عقب انسحاب الولايات المتحدة من العراق، والضغط الذي يمكن لإيران أن تفرضه على دول منتجة للنفط في شبه الجزيرة العربية. فلطالما شعرت إيران بأن دورها الطبيعي كقائدة في الخليج الفارسي كان محبَطاً، أولاً من قبل العثمانيين، ومن ثم من قبل البريطانيين والآن من قبل الأميركيين، وهم أرادوا خلق ما يعتبرونه الحالة الطبيعية للأشياء.

لا تريد الولايات المتحدة وحلفاؤها أن تحصل إيران على أسلحة نووية.  لكن أكثر من ذلك، لا يريدون أن يروا إيران كقوة تقليدية مهيمنة في المنطقة وقادرة على استخدام نفوذها لتقويض السعوديين. فمع أو بدون الأسلحة النووية، ينبغي للولايات المتحدة احتواء الإيرانيين لحماية حلفائها السعوديين. لكن المشكلة هي أن إيران لم يتم احتواؤها بعد في سوريا، وحتى لو تم احتواؤها هناك، فإنها غير محتواة في العراق. لقد كسرت إيران مسألة الاحتواء هذه وخرجت منه بأسلوب حاسم، وقدرتها على فرض ضغط في السعودية هي مسألة أساسية وجوهرية.

افترضوا للحظة أن إيران كانت مستعدة للتخلي عن برنامجها النووي. فماذا ستعطي الولايات المتحدة بالمقابل؟ تود كلينتون، وهذا واضح، أن تعرض إنهاء العقوبات. لكن العقوبات على إيران، وببساطة، ليست بتلك المرهقة مع عدم تعاون الروس والصينيين وكون الولايات المتحدة مجبرة على السماح لليابانيين وآخرين بعدم المشاركة بشكل كامل. لكن المسألة أعمق من ذلك.

فرصة إيران التاريخية

 هذه فرصة تاريخية بالنسبة لإيران. إنها اللحظة الأولى التي تكون فيها قوة خارجية في موقع إعاقة إيران عسكرياً أو سياسياً. فمهما كان من الأثر المؤلم للعقوبات، فإن المقايضة والقول إن اللحظة هي لحظة رفع العقوبات لن يكون منطقياً. إن خطر النفوذ الإيراني هو المشكلة، وإيران لن تقايض ذلك النفوذ بإنهاء العقوبات. لذا، ومع افتراض زوال القضية النووية، ما هو الشيء الذي تعتبر الولايات المتحدة مستعدة لتقديمه؟

لقد أكدت الولايات المتحدة على قدرتها على الوصول إلى النفط الموجود في الخليج الفارسي منذ الحرب العالمية الثانية، ليس فقط لنفسها، بل للعالم الصناعي العالمي أيضاً. وهي لا تريد مواجهة انقطاع محتمل للنفط لأي سبب من الأسباب، كما حدث في العام 1973. بالتأكيد، وفي الوقت الذي توسع فيه إيران من نفوذها، تتزايد إمكانيات الصراع، إلى جانب إمكانية تدخل الولايات المتحدة لحماية حلفائها في السعودية من التآمر الإيراني أو من هجوم مباشر حتى. لا تريد الولايات المتحدة التدخل في المنطقة. لا تريد انقطاعاً في النفط. كما أنها لا تريد امتداداً للقوة الإيرانية. ومن غير الواضح أن تتمكن الولايات المتحدة من الحصول على الثلاثة معاً.

إيران تريد ثلاثة أمور أيضاً.

 أولاً، إنها تريد من الولايات المتحدة تخفيض وجودها في الخليج الفارسي بشكل دراماتيكي. فمع ما شهدته من تدخلات في كل من العراق وأفغانستان، تشعر إيران بالحذر والقلق من القوة الأميركية ومن الطريقة التي يمكن للمشاعر السياسية الأميركية أن تتحول بها.  لقد اختبرت إيران التحول الذي حصل بدءاً من جيمي كارتر وصولاً إلى رونالد ريغان، لذا فهي تعلم مدى السرعة التي يمكن للأمور أن تتغير فيها. وتعتبر طهران وجود الولايات المتحدة في الخليج الفارسي المقترن مع العمليات الأميركية والإسرائيلية السرية بمثابة خطر لا يمكن التكهن به على الأمن الوطني الإيراني.

ثانياً، يريد الإيرانيون أن يكون معترفاً بهم كقوة قيادية في المنطقة. هذا لا يعني أنهم ينوون احتلال أية دولة مباشرة. هذا يعني أن إيران لا تريد، على سبيل المثال، أن تشكل السعودية تهديداً عسكرياً ضدها.

ثالثاً، تريد إيران إعادة هيكلة عائدات النفط في المنطقة. أما كيفية إنجاز ذلك رسمياً ـ سواء بالسماح بالاستثمار الإيراني في شركات النفط العربية ( الممولة ربما من قبل البلد المضيف) أم بعض الوسائل الأخرى ـ فالأمر ليس مهماً. ما يهم هو أن الإيرانيين يريدون حصة أكبر من موارد المنطقة المالية الهائلة.

لا تريد الولايات المتحدة صراعاً مع إيران. ولا تريد إيران صراعاً مع الولايات المتحدة. إذ لا تعلم أي منهما كيف يمكن لصراع كهذا أن يتطور. يريد الإيرانيون بيع النفط. يريد الأميركيون أن يكون الغرب قادراً على شراء النفط. أما القضية فتتلخص بما إذا كانت الولايات المتحدة تريد ضمان تدفق النفط عسكرياً أو عبر التكيف السياسي مع البلد الذي يمكنه تعطيل تدفق النفط ، تحديداً إيران. هذا بدوره يطرح سؤالين: الأول، هل بإمكان الولايات المتحدة الوثوق بإيران؟ والثاني: هل بإمكانها التعايش مع سحب الوصاية الأميركية على شبه الجزيرة العربية، ملقية بحلفائها القدماء ليهيموا على غير هدى؟

عندما نصغي لخطاب السياسيين الأميركيين والإيرانيين، من الصعب تصور وجود الثقة بينهم. لكن عندما نستذكر التحالف الأميركي مع ستالين وماو تسي تونغ أو تعاون الجمهورية الإسلامية مع الإتحاد السوفياتي، نجد أن الكلام ليس إلا دليلاً متواضعاً. فالدول تواصل العمل وفق مصلحتها الوطنية، وفي الوقت الذي لا تعتبر فيه تلك المصالح أبدية، فإنها يمكن أن تكون أساسية وجوهرية. ومن وجهة النظر الكلامية المجردة، ليس من السهل دائماً القول مَن مِن سياسيي الجانبين أكثر تلوناً. سيكون من الصعب التسويق لتحالف ما بين الشيطان الأكبر وبين عضو مؤسس لمحور الشر لدى شعبَي البلدين، لكنّ هناك أموراً أصعب من هذه قد تمت معالجتها.

إن مصلحة إيران في نهاية المطاف هي الأمن من الولايات المتحدة والقدرة على تسويق النفط بأرباح أهم. (هذا الأمر سيحتم تخفيفاً للعقوبات وإعادة تحديد لكيفية توزيع عائدات النفط في المنطقة). أما مصلحة الولايات المتحدة النهائية فهي الوصول إلى النفط والأسعار التي يمكن التحكم بها  من دون أن يتطلب ذلك تدخلاً عسكرياً أميركياً. وعلى هذا الأساس، المصالح الأميركية والإيرانية ليست متباعدة.

العامل العربي والتكيف المحتمل

إن النقطة الأساسية في هذا السيناريو هي مستقبل العلاقات الأميركية مع بلدان شبه الجزيرة العربية. فأية صفقة مع إيران والولايات المتحدة ستؤثر على هذه الدول بطريقتين. الأولى، إن تخفيض القوات الأميركية في الخليج الفارسي يتطلب من هذه البلدان التوصل إلى التكيف مع الإيرانيين، وهذا أمر يعتبر صعباً وربما مزعزعاً بالنسبة لهم. ثانياً، إن التحول في التدفق المالي سوف يضرهم وقد لا تكون الصفقة النهائية. فبمرور الوقت، سيستخدم الإيرانيون موقعهم المعزز في المنطقة للاستمرار بالدفع قدماً والحصول منهم على تنازلات إضافية.

هناك خطر دائماً في التخلي عن الحلفاء. فقد يحدث أن يشعر حلفاء آخرون بعدم الارتياح، على سبيل المثال. إلا أن هذه الأمور قد حدثت من قبل. فالتخلي عن حلفاء قديمين لأجل مصلحة وطنية ليس أمراً اخترعته الولايات المتحدة. فوجوب أن تجد الولايات المتحدة فكرة تدفق المال إلى السعوديين جذابة بطبيعتها أكثر من تدفق المال إلى الإيرانيين أمر غير واضح.

إن السؤال الرئيس بالنسبة للولايات المتحدة هو كيفية احتواء إيران. فتدفق المال سيقوي إيران ويعززها، وقد تسعى إلى مد سلطتها وقوتها إلى ما هو أكثر مما هو مسموح بالنسبة للولايات المتحدة. هناك أجوبة محتملة. الأول، بإمكان الولايات المتحدة العودة دائماً إلى المنطقة. فالإيرانيون لا يعتبرون الأميركيين ضعفاء، وإنما يعتقدون بأنه لا يمكن التنبؤ بأفعالهم. إن قيام إيران بتحدي الولايات المتحدة بعد تحقيقها لهدفها التاريخي أمر غير مرجح. ثانياً، مهما يكن من تزايد نفوذ إيران، فإنها لا تزال بعيدة كل البعد عن تركيا بكل المقاييس. وتركيا ليست جاهزة للعب دور فعال يوازن إيران الآن.  لكن ما إن تعزز إيران موقعها، فإن تركيا ستكون قوة توازن إيران وتحتويها في نهاية المطاف. في النهاية، إن الصفقة تتلخص بأن يستفيد الجانبان منها وتحدد بشكل واضح حدود القوة الإيرانية، حدود من مصلحة إيران أن تحترمها نظراً إلى استفادتها بشدة من الصفقة.

تقودنا الجيوبوليتيكا باتجاه واحد وتقودنا الإيديولوجيا باتجاه آخر. إن القدرة على وثوق كل واحد منهما بالآخر هو، مع ذلك، اتجاه ثالث. في نفس الوقت، لا يستطيع الإيرانيون التأكد مما تستعد له الولايات المتحدة. لا يريد الأميركيون المضي بحرب مع إيران. كلاهما يريد تدفق النفط، ولا يهتم أي منهما بشأن الأسلحة النووية كما قد يتظاهران. في النهاية، لا أحد آخر غيرهما مهم في هذه الصفقة. فالإسرائيليون ليسوا متشددين بشأن إيران كما يبدون، ولا الولايات المتحدة سوف تصغي لإسرائيل بخصوص مسألة أساسية وجوهرية للاقتصاد العالمي. في النهاية، ومع غياب الأسلحة النووية، ليس لدى إسرائيل تلك المشكلة الكبيرة مع إيران.

لن أتفاجأ لو وجدت أن الولايات المتحدة قدمت عرضاً بإجراء مباحثات مباشرة، ولا إذا اكتشفت أن تعليقات كلينتون لا يمكن أن تمتد إلى أكثر من تكيف واسع مع الأوضاع. ولا أعتقد بأن إيران ستفوت فرصة حصول تحول إستراتيجي في موقعها الاستراتيجي والمالي لصالح الإيديولوجيا. إنهم يسخرون جداً من ذلك. أما أكبر الخاسرين فهم السعوديون، لكن بإمكانهم التوصل إلى صفقة بحيث تكون مرضية تماماً لهم، ولو أنها أقل إرضاء من التي لديهم الآن.

هناك عوائق كثيرة في طريق صفقة من هذا النوع، بدءأً من الإيديولوجية وصولاً إلى عدم الثقة بالسياسات المحلية. لكن نظراً إلى العقدة المربوطة في المنطقة، تأتي الإشاعات عن تعويم المفاوضات غير مفاجئة. قد لا تسير الأمور في سوريا بالطريقة التي تريدها إيران، والعراق لا يسير بالتأكيد بالطريقة التي تريدها الولايات المتحدة.  لقد بنيت الزيجات على ما هو أقل من ذلك.

موقع الخدمات البحثية