مواد أخرى » ماذا يعتقد الإيرانيون؟

مسح للمواقف حول الولايات المتحدة، البرنامج النووي والإقتصاد
"التقرير التقني"
سارة بيث إلسون، علي الرضا نادر ـ معهد أبحاث الدفاع القومي RAND
موجز
قامت شركة RAND بمسح هاتفي للرأي العام الإيراني لقياس المواقف الإيرانية حول قضايا حاسمة تؤثر على المصالح الأميركي. وتشكل المستطلعون من عينة تمثيلية وطنية مؤلفة من 1002 فرد من أفراد الشعب الإيراني، من سن الـ 18 عاماً وأكثر، ممن يعيشون في منازل فيها هواتف أرضية، يتحدثون الفارسية، ومستعدين للمشاركة. وقد شارك هؤلاء المستطلعين خلال الفترة الممتدة من 10 الى 28 كانون الأول، 2008. وكان هدف المسح قياس المواقف الإيرانية حول عدد من القضايا الهامة بالنسبة للمحللين وصناع السياسة الأميركيين، بما في ذلك العلاقات الأميركية- الإيرانية، تأثير العقوبات، والبرنامج النووي الإيراني. وقد برهن المسح على أن الإيرانيين منقسمين حول قضايا معينة راهنة بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والولايات المتحدة الأميركية، كمسألة تطوير الأسلحة النووية. إنما حول القضايا الأخرى، بما في ذلك الإقتصاد وفرص إعادة الروابط الأميركية - الإيرانية، فإن المستطلعين عبَّروا عن آراء أكثر توحداً. وهذه هي نتائجنا الأساسية:

 يعتبر أغلبية المستطلعين بأن الإقتصاد " عادي" أو أفضل، رغم أن كثيرين قد يكونوا ترددوا بالتعبير عن إنزعاجهم وخوفهم من الوضع الإقتصادي.

 ـ  لم يعتبر أكثرية المستطلعين بأنه كان للعقوبات تأثير سلبي على الإقتصاد، رغم أن هناك عدد معتبر رأى بأن للعقوبات تأثير سلبي عليه. فالنساء، المستطلعون الأكثر فقراً، وأولئك الأكثر إرتياحاً مع المسح صنفوا تأثير العقوبات على أنه الأمر الأشد سلباً على الإقتصاد.

 ـ  كان المستطلعون منقسمين حيال قضية الأسلحة النووية، مع وجود جزء هام يفضل تطويرها. فأولئك الذين كانوا أكثر إرتياحاً مع المسح، الرجال، وذوي المستوى التعليمي الأعلى عبَّروا عن معارضة أكبر لتطوير السلاح النووي. أما الطبقات الأدنى وأصحاب المستوى التعليمي الأدنى فقد دعموا تطوير الأسلحة النووية.

 ـ  يعبر أكثرية المستطلعين عن رأي معارض لإعادة العلاقات مع الولايات المتحدة. كان المستطلعون من النساء والناس الأقل تعليماً الأقل حظاً في تأييد إعادة العلاقات اديبلوماسية، إلا أن المرتاحين أكثرمع المسح كانوا الأكثر إحتمالاً في تأييد هكذا إعادة.

 ـ  عموماً، كان الجنس ومستوى التعليم عوامل تنبؤ هامة بالمواقف. فقد مالت النساء والناس الأقل تعليماً للتعبير عن وجهات نظر سلبية حول الأمن والعلاقات الشاملة تجاه لولايات المتحدة. أما الرجال وأصحاب الوسائط  والموارد الإجتماعية الأكبر فقد مالوا لأن يكونوا أكثر إيجابية.

 ـ  لم ترتبط مشاهدات الأحداث التاريخية والحالية في العلاقات الأميركية- الإيرانية، بشكل جوهري، مع المواقف تجاه إعادة العلاقات. في الواقع، لقد لعبت الرؤى الشخصية للشعب الأميركي وإدارة أوباما دوراً أكثربروزاً وأهمية في التفضيلات المتعلقة بإعادة العلاقات مع الولايات المتحدة.

تشير النتائج الى أن عدداً من سياسات الجمهورية الإسلامية، بما فيها معارضة المصالح الأميركية ومواصلة العمل على القدرات النووية المدنية و( ربما) الأسلحة النووية، كانت مدعومة من قبل جزء هام من الشعب الإيراني. في كل الأحوال، ينبغي الإشارة الى أن جزءاً من المستطلعين ظهروا غير مرتاحين بالمشاركة في المسح، ومال هؤلاء المستطلعين الى التعبير عن وجهات نظر متعاطفة مع الحكومة الإيرانية ومصالحها. أما أولئك الأكثر إرتياحاً مع المسح فقد مالوا للتعبير عن مجهات نظر متعاطفة مع المصالح الأميركية. فلو شعر قسم أكبر من المستطلعين بالإرتياح مع المسح، فربما كان عبَّر عدد أكبر منهم عن الدعم لسياسات مناسبة ومرضية للمصالح الأميركية.

قد يكون الكشف الذي أبداه المستطلعون عن مدى الدعم الشعبي لسياسات الحكومة الإيرانية عائداً الى جهود الحكومة الإيرانية الدائمة والمثابرة في التأثير على الرأي العام الإيراني من خلال السيطرة على معظم أشكال وسائل الإعلام. فقد كشف المسح عن أن الإيرانيين معتمدين بشدة على وسائل الإعلام وعلى مصادر تعليمية تسيطر عليها الدولة وبأن ليس لدى هؤلاء إمكانية دخول  واسعة الى مصادر معلومات أخرى قد توفر صورة إيجابية عن الولايات المتحدة. إن البث الإذاعي الأميركي بإتجاه إيران وتوفير تكنولوجيا مضادة للترشيح لمستخدمي شبكة الإنترنت الإيرانيين قد يكونا مفيدين بهذا الخصوص. إضافة لذلك، نحن نوصي بألا يقوم صناع السياسة بلفت الإنتباه الى أحداث تاريخية محددة قديمة في إتصالاتهم مع الشعب الإيراني، حيث أن الرأي العام الإيراني يميل الى التركيز على الصور الشخصية لإدارة أوباما والشعب الأميركي بدلاً من التركيز على أحداث ماضية. وتعرض نتائجنا أيضاً الى أن الموضوع يستحق درس الكيفية التي تتباين بها الآراء عبر أجزاء من مجموع  الشعب الإيراني – كالرجال والنساء، ذوي الخلفيات التعليمية المختلفة، وذوي الطبقات الإجتماعية المختلفة – عند صناعة التواصل الحاذق المقصود التوجه به الى الشعب الإيراني.

 ـ  للحصول على معلومات أكثر أنظر فهرس A.

 ـ  قد يكون المستطلعون الغير مرتاحين متخوفين من أن تكون ردودهم مراقبة من قبل مسؤولين في الحكومة. ولدى قياس  مستوى إرتياح المستطلعين، قام الذين أجروا المقابلات في عملية المسح الهاتفي بتقييم لهجة المستطلعين وصمتهم القصير. وكلما كان مستوى الإرتياح لدى المستطلعين يصنع فرقاً في النتائج، كنا ندرس كيفية إختلاف الردود على كل سؤال إعتماداً على مستوى هذا الإرتياح.

 ـ  هناك تنبيه محتمل يما يتعلق بالمستطلعين الأكثر تعليماً. فلدى كل مستويات الإنجاز التعليمي، كان المستطلعون هم الأكثر إحتمالاً بتحصيل المعلومات من وسائل إعلامية تهيمن عليها الدولة. في كل الأحوال، ومقارنة مع المستطلعين الأقل تعليماً، سجل المستطلعون الأكثر تعليماً ميلاً أعلى بشكل ضئيل للحصول على معلومات من وسائل إعلام غير حكومية أيضاً، خاصة حول مواضيع الرد الأميركي على الإنتخابات الإيرانية عام 2009 وسياسات إدارة أوباما لإعادة العلاقات مع إيران. هذا الموقع الإلكتروني المرافق لهذا التقرير يزودنا بالإحصائيات والأرقام ذات الصلة بهذه النتيجة.

 ـ  ينبغي الإشارة، مجدداً، الى أن مستوى الإرتياح مع المسح قد أثر على الردود حول عدد من القضايا، وبذلك فإنه منع إستكشاف الرأي العام حول مواضيع "حساسة"، مثل الإنتخابات الرئاسية الإيرانية عام 2009. إن إجراء بحث حول إستخدام الإيرانيين لوسائل الإعلام الإجتماعية، مثل تويتر، المدونات، والفايسبوك، قد يقود الى تحليلات أعمق للرأي العام الإيراني.

موقع الخدمات البحثية