علاء الدين السيد
يواجه الجنس البشري احتمالًا يقدر بواحد إلى 500 بالتعرض للانقراض خلال العام المقبل، طبقًا لما أعلنه أحد علماء الرياضيات.
وقال «فيرغوس سيمبسون»، وهو عالم رياضيات في جامعة معهد برشلونة للعلوم الكونية: إن هناك فرصة تصل إلى 0.2% لحدوث كارثة عالمية تصيب كوكب الأرض في أي عام من أعوام القرن الـ21.
ويستند «سيمبسون» في هذه الحسابات على ما يعرف باسم «حجة يوم القيامة»، التي يقال إنه يمكن عبرها التنبؤ بعدد أعضاء الجنس البشري في المستقبل، وهي التي تمكنت من إعطاء تقدير لعدد من ولد من البشر حتى الآن.
وحجة يوم القيامة هي حجة احتمالية التي تدعي التنبؤ بعدد الأفراد المستقبليين للجنس البشري من خلال الاعتماد فقط على تقديرات أعداد المولودين حتى الآن. ببساطة، فإن هذه الفرضية تقول: إنه إذا افترضنا أن جميع البشر يولدون في ترتيب عشوائي، فهناك احتمالات بأن أي إنسان واحد سوف يولد في الوسط.
وكتب سيمبسون في ورقة أكاديمية بعنوان «نهاية العالم الآن؟ إحياء حجة يوم القيامة» على الموقع الرسمي لمكتبة جامعة كورنيل على شبكة الإنترنت «استنتاجنا الرئيس هو أن الخطر السنوي لكارثة عالمية يتجاوز حاليًا نسبة 0.2%».
كرة القدم ونهاية العالم
وحتى يقرب سيمبسون هذه الفكرة للأذهان، فهو يضرب مثالًا بكرة القدم. فريق «ليستر سيتي» لكرة القدم تمكن من التتويج في مفاجأة غير مسبوقة ببطولة الدوري الإنجليزي لكرة القدم عام 2016، «إننا نتذكر أن أحداثًا نادرة مثل هذه يمكن أن تثبت تحديًا للتوقعات»، هي مجرد حالات شاذة تثبت القاعدة كما يقول البعض، لكن هذا لا يعني أنه ينبغي تجاهلها، تخيل ان تحصل إحدى الدول العربية على كأس العالم القادم.
وفقًا لحسابات سيمبسون، فإن حوالي 100 مليار شخص سبق أن ولد على هذا الكوكب بالفعل، وسوف يولد، طبقًا لما تقوله حجة يوم القيامة، عدد مماثل في المستقبل قبل انتهاء الجنس البشري وفنائه من على الأرض. وقدر أن هناك فرصة تصل إلى 13% من البشر لن يحيوا ليروا القرن الـ21.
هذا الاستنتاج يعد أكثر تفاؤلًا من الدراسات السابقة، فقد اقترح عالم الفلك البريطاني الملكي السير «مارتن ريس» أن هناك احتمالًا بنسبة 50% أن انقراض الجنس البشري سيحدث بحلول عام 2100، وفقًا لما ذكره في كتابه «ساعة النهاية» عام 2003. وقال سيمبسون: إنه بغض النظر عن الاستدلال الإحصائي المذكورة أعلاه، فسيكون من السذاجة الشديدة الاعتقاد بأن الخطر السنوي لكارثة عالمية هو أمر صغير يمكن تلاشيه وعدم التفكير به.
وفي الوقت الذي تملك فيه ثماني دول، ذات سيادة، الأسلحة النووية، بما في ذلك تلك الدولة التي يترأسها زعيم قام بقتل أفراد عائلته، وهو رئيس كوريا الشمالية؛ يظهر لنا بوضوح أن نهج دفن الرأس في الرمال هو أمر خطير وغير مسؤول على الإطلاق. يقول سيمبسون «التحقيقات نحو التخفيف من مختلف المخاطر العالمية يجب أن يستمر بإصرار وإلحاح مستمر. نحن قد لا نكون قادرين على الهرب مما لا مفر منه، ولكن كما هو الحال مع التوقعات بشأن حياتنا الشخصية، فإن الأمر يقع حاليًا ضمن إطار سعينا الممكن لتأخير الأمر قدر المستطاع».
الفناء والاحتباس الحراري
وتأتي فرضية سيمبسون كأمر تال للعديد من الدراسات التي تحذر من الآثار الرهيبة للتغير المناخي، فقد حذر بحث جديد نشر في مجلة (ساينس أدفانسس) أنه إذا استمر البشر في استخدام كميات كبيرة من الوقود الأحفوري، فإن كوكب الأرض يمكن أن يكون في طريقه إلى ظاهرة الاحتباس الحراري بمعدل أكبر من سبع درجات مئوية خلال بضعة عقود، وهو ما سيكون له آثار كارثية على البشر.
ووجد الباحثون أن المناخ يمكن أن يكون أكثر حساسية بكثير تجاه الغازات المسببة للاحتباس الحراري مما كان يعتقد سابقًا، وإذا تحققت هذه المخاوف فستكون بمثابة صافرة النهاية لمحاولات منع ظاهرة الاحتباس الحراري الخطيرة، وفقًا لأستاذ علم المناخ، «مايكل مان»، من جامعة ولاية بنسلفانيا الأمريكية.
وكشف تقرير نشر في أكتوبر (تشرين الأول) 2016، أنه بحلول عام 2020، فإن أعداد الثدييات والطيور والأسماك والزواحف وأنواع الفقاريات الأخرى ستكون في طريقها للانخفاض بنسبة أكثر من الثلثين خلال السنوات الخمسين (بين عامي 1970 و2020 ستقل أعداد هذه الكائنات بمقدار الثلين)؛ وهو ما يعني أن معدل الانقراض الحالي للكائنات الحية هو أسرع 100 مرة من المعتاد.
هذا الأمر جعل الكثير من المختصين يشعرون بحالة من الاكتئاب والإحباط تجاه مستقبل كوكب الأرض. ومع ذلك، يقول العلماء إنه بغض الظر عن قرب أو بعد لحظة فناء البشرية، فإن هؤلاء الذين يملكون خلفية جيدة في علم الكونيات يعرفون يقينًا أننا محكوم علينا بالفناء بالفعل خلال خمسة مليارات سنة؛ لأننا لن يكون لدينا أي أمل في رؤية الشمس التي سينتهي عمرها الافتراضي.
كيف ستنتهي الحياة على الأرض؟
حتى الآن 99% من جميع أنواع الكائنات الحية التي عاشت على كوكب الأرض، تعرضت بالفعل للانقراض، وفي عام 1983، أطّر عالم الكونيات البريطاني براندون كارتر، لما أطلق عليه اسم «برهان يوم القيامة»، وهي عبارة عن وسيلة إحصائية لمعرفة الوقت الذي سينضم فيه البشر إلى هؤلاء الـ99% من الكائنات المنقرضة، فكيف يمكن للبشر أن يشهدوا يوم نهاية الأرض أو نهاية الحياة؟
النشاط البشري هو المسؤول عن حدوث اضطرابات شديدة لبقية أشكال الحياة على هذا الكوكب. هذا النشاط بالطبع لا يساعد، لكنه يضر في الأغلب.
وذكرت دراسات أن المعدل الحالي للانقراض، بحسب بعض التقديرات، زاد بمقدار 10 آلاف مرة في المتوسط في السجل الأحفوري. في الوقت الحاضر، نحن يمكن أن نكون قلقين بشأن انقراض السناجب الحمراء أو الحلزونات، لكن الإحصائية التالية على قائمة الانقراض قد تكون نحن!
أوضح «بيني بيسر»، عالم أنثروبولجيا «متشائم» في جامعة ليفربول بالمملكة المتحدة، أن اصطدام الكويكبات بالأرض قد عطل مرارًا الحضارة الإنسانية. وكمثال على ذلك، يقول: إن أحد الكويكبات تسبب في مقتل عشرة آلاف شخص في مدينة شينج يانج الصينية عام 1490.
إذا لم تتسبب الأرض نفسها في فنائنا، فقد تكون الكائنات الحية الصغيرة المحيطة بنا هي السبب في هذا الفناء، فعلى مر الزمان، تعايش الإنسان بشكل جيد مع الجراثيم، ولكن في بعض الأحيان فإن هذا التوازن يخرج عن السيطرة.
قتل الطاعون الأسود شخصًا واحدًا من كل أربعة أشخاص في القارة الأوروبية خلال القرن الـ14. وتسبب وباء الأنفلونزا في وفاة 20 مليون شخص على الأقل بين عامي 1918 و1919، كما تسبب وباء الإيدز في وفاة عدد مماثل، ولا يزال قويًا.
يُعد الاحتباس الحراري، الأب الروحي لكل المخاوف المتعلقة بمستقبل البشرية؛ فالتغيير المناخي هو أكبر تهديد يواجه كوكب الأرض حاليًا.
يعتبر أم كل المخاوف المروعة؛ فالتغير المناخي هو أكبر تهديد يواجه كوكب الأرض حاليًا، طبقًا لما يقوله كثير من العلماء. ويمكن أن تتسبب عملية التغير المناخي هذه، في تطرف الطقس بصورة أكبر حدة، وزيادة الجفاف في بعض المناطق، وتغيير توزيع الحيوانات والأمراض في جميع أنحاء العالم.
كما أنه يمكن أن يتسبب في غمر المناطق المنخفضة من هذا الكوكب بالمياه؛ كونها منخفضة أقل من مستوى مياه المحيطات بشكل عام. ويمكن أن تتسبب سلسلة من التغييرات المتعلقة بالتغير المناخي في عدم الاستقرار السياسي، والجفاف الشديد والمجاعة وانهيار النظام البيئي، والتغيرات الأخرى التي تجعل الأرض مكانًا غير مضياف بالتأكيد للعيش. وأضف إلى هذا الكثير من الكوارث المحتملة.