قراءات سياسية » بوتين واليمين الأوروبي

جوشوا كيتنج
من المزمع إجراء انتخابات البرلمان الأوروبي هذا الأسبوع، ومن المتوقع أن تزيد الأحزاب اليمينية المتطرفة من تمثيلها بشكل هام في هذه الهيئة التي باتت تتمتع بصلاحيات تخول لها وضع القوانين والتصديق على الاتفاقيات الدولية. ويشير جيف ويت من صحيفة &laqascii117o;واشنطن بوست" إلى أن أحد المستفيدين الرئيسيين من هذه الانتخابات ربما يكون الخصم الرئيسي للاتحاد الأوروبي حالياً، فلاديمير بوتين، حيث كتب ويت يقول: &laqascii117o;يبدو أن الناخبين مستعدون ليكافئوا الأحزاب التي لا تخفي إعجابها بالطريقة التي تحدى بها الزعيم الروسي الغرب وفكك أوكرانيا"، مضيفاً: &laqascii117o;لكن النتيجة يمكن أن تشكل ضربة جديدة لما بات يعتبر منذ بعض الوقت جهداً أوروبياً فاشلا لاتخاذ موقف صارم وموحد ضد روسيا".
والواقع أنه من غير الصعب إيجاد أمثلة على ذلك الإعجاب. فمثلما يشير أنتون شيخوفتسوف، الخبير في اليمين المتطرف الأوروبي، فإن زعيمة الجبهة الوطنية في فرنسا مارين لوبين تعد من الزوار المعتادين لموسكو، حيث سبق أن عقدت اجتماعات مع مستشاري بوتين؛ وجابور فونا، زعيم حزب جوبيك القومي المناوئ للسامية في المجر الذي يجادل بأنه سيكون من الأفضل لبلاده الانسحاب من الاتحاد الأوروبي والانضمام للاتحاد الأوراسي بزعامة روسيا؛ وحزب أتاكا اليميني المتطرف في بلغاريا الذي أطلق حملته للانتخابات الأوروبية في موسكو.
إلى ذلك، فإن أندرياس مولزر من حزب الحرية النمساوي أشاد ببوتين لأنه &laqascii117o;استطاع قيادة روسيا من المرحلة السوفييتية والمبتلية بالأزمات نحو مياه أكثر هدوءاً". كما أشادت الجبهة الوطنية الإيطالية ببوتين لـ&laqascii117o;موقفه الشجاع من لوبي المثليين القوي" ورفعت ملصقات العام الماضي تقول: &laqascii117o;أتفقُ مع بوتين".
ومن جانبه، وصف نيجل فراج، زعيم حزب الاستقلال البريطاني، بوتين بأنه أكثر زعيم عالمي يثير إعجابه، وإن أوضح أن ذلك &laqascii117o;كسياسي وليس كإنسان"، لافتاً إلى أنه لا يوافق على سجن الصحافيين. كما قال فراج في نقاش تلفزيوني الشهر الماضي إن الاتحاد الأوروبي &laqascii117o;يداه ملطختان بالدماء" بسبب الأزمة في أوكرانيا.
والواقع أن إغراء بوتين لهذه الأحزاب واضح إلى حد ما؛ فهو يجمع بين المحافظة الثقافية واعتقاد قوي في سيادة الدولة، والأهم من ذلك أنه يمثل شوكة دائمة في خاصرة الاتحاد الأوروبي.
وأعتقدُ أنه من الممكن المغالاة في هذه العلاقة. فقد كتب المؤرخ تيموثي شنايدر في مجلة &laqascii117o;ذا نيو ريبابلك" الأسبوع الماضي، أن بوتين &laqascii117o;بات يقدم نفسه الآن باعتباره زعيم اليمين المتطرف في أوروبا" وأن &laqascii117o;التصويت لستراش في النمسا أو للوبين في فرنسا أو حتى لفراج في بريطانيا، سيكون تصويتا لبوتين".
وأعتقدُ أن ناخبي اليمين المتطرف في أوروبا، ومعظم ساسته، باتوا أقل اهتماماً بالأحداث في أوكرانيا وسوريا، منهم بالمشاكل الداخلية المتعلقة بالاقتصاد والهجرة. ولا توجد أي مؤامرة هنا. ونظراً للأزمة الاقتصادية المدمرة وتزايد الهجرة، فإن اليمين المتطرف لديه الكثير من الذخيرة بدون أي تدخل روسي.
ومثلما يُظهر المستشار الألماني السابق جيرهارد شرودر، فإن الدعم لسياسات بوتين وتوجهاته لا يقتصر على اليمين المتطرف. بيد أنه من العدل القول إنه بالنظر إلى قرب انعقاد نقاشات مهمة بشأن العقوبات على روسيا واتفاق تجاري مخطط له مع الولايات المتحدة، فإن الانشقاق في الصفوف في بروكسل ربما يصب في مصلحة روسيا على المدى الطويل.
المصدر:  'الاتحاد' ينشر بترتيب خاص مع خدمة 'واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس'

موقع الخدمات البحثية