قراءات سياسية » أول زعيم للبربر في ليبيا يصف الوضع الأمني في ليبيا

The JamesTown Foascii117ndation
أندرو ماكغريغور


إن نوري أبو سهمين، الرئيس الجديد للهيئة الحاكمة في ليبيا، المؤتمر الوطني العام (GNC)، هو أول عضو من الأقلية الأمازيغية ( أو البربرية) في ليبيا يقود البلد. ويحل أبو سهمسن، الخيار- المفاجأة للمنصب، محل محمد يوسف المقريف، الذي وقع ضحية لـ  ' قانون العزل السياسي' الجديد المثير للجدل في ليبيا، والذي يحظر على أعضاء سابقين في نظام القذافي (بما في ذلك الدبلوماسيين السابقين مثل المقريف) تولي مناصب سياسية. ويحتل أبو سهمين، غير المنتسب رسمياً لأي حزب سياسي، مقعداً كمستقل في المؤتمر الوطني العام ( GNC ) لكنه يعتبر عضواً في كتلة محافظة دينياً داخل  المؤتمر الوطني العام المشكل في وقت سابق من هذا العام تحت شعار 'الوفاء لدماء الشهداء ' (نورث أفريكا جورنال، 21 فبراير /شباط ).

ينحدر الزعيم الجديد للمؤتمر الوطني العام من بلدة زوارة، البربرية إلى حد كبير ( تامورتن وات ويللول باللغة البربرية) في منطقة الساحل غرب ليبيا. ويتحدث أهالي البلدة اللهجة البربرية المعروفة باسم بربر زوارة، وهم  وبشكل رئيس ( إنما ليس حصريا) أفراداً من الطائفة الإباضية في الإسلام، التي يعتبرها كثير من المسلمين بمثابة فرع متشدد من الدين تطور ليصبح امتداداً لحركة الخوارج الإسلامية المحتقرة جداً والتي قضي عليها منذ زمن طويل. في كل الأحوال، لقد جاءت أكبر مجموعة من أنصار أبو سهمين للتصويت لصالح الرئيس الجديد للمؤتمر الوطني العام من حزب العدالة والبناء التابع للإخوان المسلمين المتشددين للغاية ، مما أدى إلى الشك بأن أبو سهمين كان حليفاً، إن لم يكن عضواً، في الإخوان المسلمين في ليبيا. ورداً على هذه الشكوك، نفى أبو سهمين كونه عضواً في جماعة الإخوان، لكنه يشير إلى ذلك بقوله : ' إن العلاقات التي تربطني بكل الأطراف، سواء الإخوان المسلمين أو غيرهم، هي ثوابت بناء هذا الوطن. فإذا كانت هذه الثوابت تصلني بالإخوان المسلمين أو  بـ ' قوى التحالف الوطنية ' أو أي طرف آخر، فإنه  يشرفني أن يكون لدي مثل هذه الاتصالات ... لم يسبق لي أن انضممت إلى أي حزب في حياتي' ( صحيفة الشرق الأوسط، 30 يونيو/ حزيران).

سيكون على الزعيم الجديد للمؤتمر الوطني العام أيضاً مواجهة اتهامات من المجتمع العربي، أو المعرَّب، في ليبيا إلى حد كبير، لجهة انه سوف يستخدم  تعيينه في هذا المنصب لـ ' بربرة ' ليبيا. وسعى سهمين إلى درء مثل هذه الشكوك في الوقت الذي كان واضحاً فيه بأنه لن يفوِّت هذه الفرصة لاستعادة اللغة والاثنية البربرية اللتان تم استهدافهما من قبل العقيد معمر القذافي وجعلهما تنقرضان، والذي كان قد وصف ذات مرة تلك المطالبات حتى بقوله أن البربر تواجدوا في ليبيا بصفتهم ' بروباغندا استعمارية' ( جنا [طرابلس]، 2 يونيو / حزيران 2010).

ووفقاً لسهمين:
إذا كانت اللغة الأمازيغية إحدى الأدوات والوسائل لتوحيد هذا الوطن، فإننا فخورون بهذه الثقافة واللغة ... مع ذلك، إن الشائعات التي يتم نشرها من قبل البعض بأنها إحدى الطرق لزرع ثقافة عرقية غير موجودة في ثقافة شعبنا السمح ... ليبيا موحدة في الإسلام والوطن؛ هي متحدة في الأمازيغية والثقافات العربية ... وقد حوربت اللغة الأمازيغية في هذا البلد وتم تهميشها من قبل النظام ( القذافي). وسيكون من واجبنا الوطني ايجاد وسيلة لتمكين أولئك الذين يرغبون في تعلمها أو مساعدة الدولة في نشر هذه الثقافة ( صحيفة الشرق الأوسط، 30 يونيو/ حزيران).

وصف النائب الأول لرئيس المؤتمر الوطني العام الدكتور جمعة عتيقة المخاوف المحيطة باختيار شخص من البربر لرئاسة المؤتمر الوطني العام بأنها مخاوف 'لا أساس لها على الاطلاق، وبأن هذا الاختيار يعتبر مؤشراً على التغيير الإيجابي في ليبيا ' (Gnc.gov.ly ، 25 يونيو/حزيران).

مع إقراره بالصعوبات الأمنية المستمرة داخل ليبيا، لا يزال أبو سهمين متفائلاً لجهة إمكان قلب الوضع الحالي مشيراً إلى أن المشاكل القائمة لا تشكل تهديداً وجودياً للدولة الليبية: ' قد تحدث مفاجآت في منطقة معينة مرة من حين لآخر.  قد تحدث أمور في طرابلس أو بنغازي أو في الجنوب. مع ذلك، فهي كلها تحت سيطرة الدولة. ولم تتسبب لنا هذه الحوادث بانعدام الأمن على مستوى الأمن القومي '.  ويزعم الرئيس الجديد للمؤتمر الوطني العام بأنه يسافر ذهاباً وإياباً من زوارة إلى طرابلس في سيارته الخاصة، من دون حراسه (صحيفة الشرق الاوسط، 30 يونيو/ حزيران).

على الرغم من أن العديد من المراقبين قد يصفون الميليشيات المسلحة الخارجة عن القانون والإرهابيين الإسلاميين أو المنافسات القبلية بأنها تعتبر أعظم التهديدات الأمنية في ليبيا، يصر أبو سهمين على القول بأن الخطر الحقيقي على ليبيا يأتي من مؤيدي نظام القذافي المخلوع العاملين سواء داخل البلد أو في الملاذات الخارجية: ' إنهم يحاولون نشر الفوضى وحالة من عدم الطمأنينة العامة. انهم يحاولون كسب المواقف أو جعل بعض المواطنين يشعرون بأن ليبيا ليست هادئة '. وبالحاح من مراسل مشكك طلب تقديم أسماء متآمرين من هذا النوع ( نظراً إلى أن معظم الأعضاء الكبار في النظام السابق هم إما قتلى أو رهن الاعتقال)، رفض أبو سهمين إعطاء أسماء، ولكنه أشار إلى ذلك بغموض إلى حد ما قائلاً: 'لدينا معلومات استخبارية، في الواقع، لدينا أسماء محددة. فالمعلومات التي لدينا أدت إلى إلقاء القبض على العديد من المجموعات في العديد من المدن، وهؤلاء رهن التحقيق '(الشرق الأوسط، 30 يونيو/ حزيران).

إن إحدى أهم مهام أبو سهمين ستكون الإشراف على صياغة الدستور الليبي الجديد، وهي عملية ضرورية للتطور السياسي في البلاد، لكنها عملية من شأنها أن تكون موضوع العديد من الخلافات بين الفئات الدينية والسياسية. وقد أعلن أكبر تحالف سياسي في ليبيا، 'تحالف القوى الوطنية' لمحمود جبريل ،  في 4 تموز أنه كان مقاطعاً لجلسات المؤتمر الوطني العام احتجاجاً على التأخير في تشكيل الدستور الجديد، وهي مهمة من شأن 60 مندوباً أن ينتهوا منها بعد انتخابهم من قبل الناخبين الليبيين ( آمون نيوز [عمان]،5  يوليو/ تموز). ووعدت حركة ' رفض'  في ليبيا، التي تدعي امتلاكها لكتلة جماهيرية تابعة لها، بالقيام باحتجاجات حاشدة على الطريقة المصرية للاطاحة بالمؤتمر الوطني العام إذا ما فشل في إحراز تقدم كبير بحلول 30 أكتوبر/ تشرين أول ( الجديدة [طرابلس]، 4 يوليو /تموز). واقترح أبو سهمين بالفعل تأجيل التصويت حتى عام 2014، مدعيا بأن 'الرأي العام يتقبل ما يقتضيه الواجب الوطني ' (الشرق الأوسط، 30 يونيو/ حزيران).

سوف يرث أبو سهمين مجموعة أخرى من المشاكل المسببة للصداع في دوره الجديد كمسؤول وكقائد عام للقوات المسلحة الوليدة في ليبيا ، التي لا تزال تكافح لخلق جيش وطني محترف من المادة الخام لميليشيات مسيسة للغاية ومسلحة تسليحاً جيداً والتي تتخذ عادة توجهات الحكومة عندما يناسبها ذلك  وتحاصر مباني الحكومة عندما لا يناسبها. ويأتي انتخاب سهمين في وقت يتصارع فيه رئيس هيئة الأركان العامة الليبية النافذ سالم قنيدي مع رئيس الوزراء علي زيدان، متهماً الحكومة بالتدخل في الشؤون العسكرية ومهدداً بإنزال الجيش الى الشوارع اذا لم توسع الحكومة موازنة وزارة الدفاع (الجديدة [طرابلس]، 25 و 27 يونيو/ حزيران ).

موقع الخدمات البحثية