قراءات عسكرية » قصف ميرون وإصابة إيشلون: دموع في عيون الــ 7Eyes الوقحة؟

إعداد: نسيب شمس
نقلت وكالة الأمن القومي في 24 آذار/ مارس 2010، محضر حديث جرى بين السفير الفرنسي في واشنطن بيار فيمون والمستشار الدبلوماسي لساركوزي في الإليزيه جان دافيد ليفيت، تناول المواضيع التي يود الرئيس بحثها خلال لقائه المقرر مع باراك أوباما في 31 مارس من تلك السنة.

خصصت  صحيفة  ليبراسيون الفرنسية، في 23 حزيران/يونيو 2015 إحدى عشرة صفحة لتسريبات ويكيليكس وكتبت أن هذه المعلومات التي صنفتها الوكالة الأميركية ضمن المعلومات السرية للغاية، كانت تتحصل عليها عبر التجسس الإلكتروني واعتراض المكالمات الهاتفية للرؤساء الفرنسيين والمقربين منهم، وكل هذه المعلومات كانت موجهة لمسؤولي الوكالة و للمصالح الاستخباراية الأمريكية.

ونددت الصحيفة ــ في افتتاحيتها ــ بلجوء الولايات المتحدة إلى التجسس على الأعداء و الأصدقاء، وتقول ليبراسيون إن الوثائق التي نشرها الموظف السابق في وكالة المخابرات المركزية إدوارد سنودن، توضح أن عمليات المراقبة التي تجريها وكالة الأمن القومي الأميركية غير محدودة وأنها متجذرة في شبكات التواصل العالمية.

كيف تتجسس 7 Eyes على العالم؟

في عام 1999 ظهرت إلى الوجود إشاعة مفادها أن تحالفا من الدول الغربية (5Eyes) يقوم بالتصنت على الاتصالات الإلكترونية على نطاق واسع، ولكن الوكالات الحكومية الغربية سارعت إلى إنكار ذلك. ولكن لجنة تحقيق تابعة للمجموعة الأوروبية أثبتت وجود هذا النظام، وقامت بنشر تقرير سنعتمد عليه في بقية موضوعنا هذا. وفي حين أن التقنيات التي يستخدمها العاملون ضمن شبكة ايشلون شبيهة جدا بالتقنيات المستخدمة في كارنيفور، فإن كارنيفور ليس تابعا بأي شكل من الأشكال لشبكة ايشلون، حيث أنه جزء من جهود وكالة المباحث الفيدرالية الأمريكية(FBI)، في حين أن ايشلون تابعة لجهاز الأمن القومي الأميركي، وهما مؤسستان متنافستان، وعملتا حتى 11 أيلول/سبتمبر الماضي بشكل منفصل، أي إلى أن تم تشكيل وزارة أميركية موحدة تجمع بين عمليات الاثنتين. كما أن ما تقوم المؤسستان بمراقبته مختلف تماما، ولكل منهما محدداته القانونية (لا يوجد الكثير من الحدود لما يمكن لوكالة الأمن القومي الأميركي أن تقوم بعمله).

تشير معلومات إلى أن التنصت الذي تجريه الولايات المتحدة على الاتصالات الهاتفية والجوالة في العالم يومياً يتخطى في بعض الاحيان الملياري اتصال وخصوصا أن طاقة أنظمتها تتخطى قدرة التنصت على 2.5 مليار اتصال يوميا، إضافة لذلك تستطيع محطات التنصت الأميركية، سواء كانت محمولة على طائرة فوق بلد ما أو على قمر اصطناعي، أن تراقب في اللحظة عينها 12مليون شخص دفعة واحدة.
 
وتقوم هذه المحطات الطائرة أو الفضائية بإجراء التنصت بالتنسيق مع محطات أرضية يتركز دورها على استقبال تسجيلات الاتصالات وتخزينها، ولكي تعمل هذه الأنظمة بالفاعلية القصوى يجب أن يمدها عملاؤها ضمن شركات الاتصالات الثابتة والجوال بمساعدة جوهرية.

ويقوم هؤلاء بإرسال (المعلومات) Data لكل التسجيلات التي تحصل عبر أجهزة إرسال خاصة، كما يستطيع هؤلاء العملاء أن يخّزنوا تسجيلات الاتصالات مرحليا على (أقراص صلبة) Hard Disks في كومبيوترات ثم يرسلونها في وقت لاحق.

وترجّح بعض المعلومات أن يكون عدد العاملين في مجال التجسس والمراقبة بحدود نصف مليون شخص، يعمل فيها مترجمون لمعظم لغات العالم أكثر من 100 لغة، بجانب محللي المعلومات المتواجدين في أجهزة المخابرات في هذه الدول 75 في المائة منهم في البلدان الغربية، ونحو 60 في المائة من العدد الإجمالي موجود في الولايات المتحدة التي تملك أضخم معدات المراقبة وأكثرها تطوراً وقدرة على تغطية أكبر مساحة ممكنة من الكرة الأرضية. ولدى وكالة الأمن القومي في الولايات المتحدة مشروع يتم تنفيذه حاليا يتضمن إنشاء 65 قاعدة ومركزاً جديداً للتنصت والمراقبة.

وتضيف بعض الدراسات الخاصة بأنشطة التجسس والتنصت أن عدد الأقمار الاصطناعية التي تسهم في مثل هذه النشاطات يراوح بين 42 و48 قمراً، تم تجهيزها بأحدث المعدات والتجهيزات المخصصة لإنجاح عمليات التنصت.

ويعتقد البعض أن التجسس والتنصت لا يعتمدان فقط على الأقمار العسكرية بل يعتمدان أيضا على أقمار تابعة لشركات خاصة تشكل واجهة لجهات استخبارية وعسكرية.
وذكر دونالد رامسفيلد وزير الدفاع الأميركي في حزيران/يونيو 2001 أن الولايات المتحدة تعتمد على الفضاء اكثر من أية دولة أخرى في أمنها ورفاهيتها، وأضاف إننا نعتمد على خدمات الأقمار الصناعية لمنازلنا ومدارسنا ودوائر أعمالنا ومستشفياتنا··· كما أن الأقمار الصناعية تمكننا من إجراء الاتصالات الكونية وشبكات الطاقة الكهربائية، أما بالنسبة للجوانب الأمنية والعسكرية فقد أوضح رامسفيلد أن الأقمار الصناعية هي أعيننا وآذاننا في كل أنحاء العالم، لذلك تبنت الولايات المتحدة مشروعين للتجسس الفضائي: الأول أطلقت عليه اصطلاح "Echelon" أي النسق أو المرتبة، أما المشروع الثاني فأطلقت عليه هندسة صورة المستقبل (FIA).

هذا المشروع ليس فقط من أجل التخلص من العيوب والانتقادات التي وُجهت لمشروع "إيشيلون"، ولكن لتحقيق الاستقلالية الأمريكية في مجال استراتيجية عسكرة الفضاء، وذلك من خلال تحزيم الكرة الأرضية بنطاقات من المنصات الفضائية والأقمار الصناعية العاملة في مجالات التجسس والمعلومات والتصدي للصواريخ المعادية في إطار برامج الدرع الصاروخي الأمريكي خاصة برنامج الدفاع الصاروخي القومي (NMP)·

لذلك جاء مشروع (FIA) أمريكيا خالصا، وليشرك التجسس السمعي مع التجسس البصري آليا في منظومة واحدة، وبذلك تجنب أحد العيوب الرئيسية في مشروع إيشيلون، والمتمثلة في الفصل بين الوسيلتين، وتدخل العالم البشري في تحليل وتقييم المعلومات، كما نبعت الحاجة إلى هذا المشروع من شكوى القادة العسكريين الأمريكيين في حرب الخليج الثانية من تأخر وصول المعلومات التي كانت تحصل عليها أقمار التجسس بعد تصويرها لمسرح العمليات، وعدم وضوح الصور وقلة ما تحويها من تفاصيل، مع انعدام الربط بين المعلومات الناتجة من هذه الصور، والمعلومات الأخرى التي تصل القيادات العسكرية من مصادر المخابرات والاستطلاع الأخرى، بالإضافة إلى الحاجة السياسية المتمثلة في سعي الولايات المتحدة في إطار النظام العالمي الجديد إلى تأكيد تربعها منفردة على قمته وما يفرضه ذلك من إدارة السياسة العالمية، وبسط هيمنتها الاستراتيجية بأبعادها الشاملة (عسكرية واقتصادية وإعلامية وثقافية) على كافة دول العالم، لذلك أقرت الحكومة الامريكية مشروع التجسس (FIA)، وهو مشروع ضخم وباهظ التكاليف، حيث يسعى لبناء شبكة من الأقمار الصناعية التجسسية تغطى جميع أجزاء الكرة الأرضية بدقة متناهية، وتسمح لوكالات المخابرات الأمريكية المختلفة بالتجسس السمعي والبصري على أي بلد في العالم.

ويشرف على مشروع التجسس (FIA) مكتب الأبحاث الوطني (NRO) مع وكالة الأمن القومي (NSA) ويعتبر مكتب الأبحاث الوطني أحد أجهزة المخابرات الأمريكية التي تحظى بالسرية البالغة والتمويل الجيد.

وتقوم فكرة مشروع (FIA) للتجسس على أساس الربط اللحظي بين المعلومات التي تحصل عليها وسائل التجسس البصري، وذلك في وقت واحد بعملية تجسس متكاملة تحقق متابعة الهدف أو الأهداف المطلوب التجسس عليها بما يشبه البث المباشر.

وفي حال التقاط أجهزة التنصت حادثة أو محادثة مثيرة، تدخل فيها إحدى الكلمات ذات الحساسية الاستراتيجية المبرمج عليها لائحة الكمبيوتر، فإنه يتم متابعتها آليا في وقت واحد بواسطة أجهزة التجسس السمعي وتوجيه أقمار التصوير نحو مصدر المحادثة لالتقاط صور المكان ورواده والمحيطين به، مع استمرار المتابعة بالصوت والصورة حتى تنتهي الأزمة.

كما يسمح هذا المشروع لأجهزة المخابرات الأميركية بتتبع ما يجري من محادثات سرية تجريها القيادات السياسية والحكومية والمخابراتية والاقتصادية في الدول المعادية والصديقة على السواء، سواء أجريت هذه المحادثات بواسطة هواتف ثابتة أو نقالة أو أجهزة لاسلكية عسكرية أو مدنية في أي مكان من العالم، مع القدرة على فك تشفيرها، بجانب تصوير القائمين بها في أماكن إجرائها لحظياً.
 
ولتحقيق هذا المسح المخابراتي الشامل للأرض تقرر إطلاق 24 قمراً صناعياً جديداً في عام 2006، على شكل شبكة تطوق الكرة الأرضية وتسمح بتغطيتها سمعياً وبصريا بشكل كامل.

هذا بالإضافة إلى أن الصور الواضحة التي ستؤخذ للأنشطة التي تجري على الأرض سيتم إرسالها بسرعة تفوق ما يجري حالياً بعشري ضعف، ويرجع ذلك إلى تزويد الأقمار الجديدة بتلسكوبات قوية للغاية، وأجهزة رادار غاية في الحساسية، حتى تكون قادرة على التقاط صور أي هدف ليلا ونهاراً وفي أحوال الرؤية السيئة، وإرسال آلاف الصور للهدف أو الأهداف المطلوبة في التوقيت المحدد لذلك، وتشير معلومات إلى أن الأقمار الصناعية المخصصة لمشروع (FIA) دخلت مداراتها فعلياً، على أن يبدأ عمل النظام في شكل متكامل منذ مطلع العام 2005.

ويدير هذا النظام التجسسي الجديد بعد اكتماله جهاز يضم ممثلين عن وكالة الأمن القومي التي ستهتم بأعمال التجسس السمعي وتحليلها وتقديم التقارير بشأنها إلى وكالة المخابرات المركزية والوزارات والمؤسسات الأخرى المعنية، ويعمل بها أكثر من 6000 متخصص في جميع اللغات، ويطلق البعض على هذا الجهاز الاستخباراتي الجديد آذان واشنطن كما يعمل فيه أيضا ممثلون من مكتب الأبحاث الوطني المعني بمهام التجسس الفضائي، ويطلق عليه عيون واشنطن.

ويحظى مشروع هندسة صورة المستقبل (FIA) بدرجة عالية من السرية، وأن ما نشر عنه حتى اليوم من معلومات تعتبر ضئيلة جداً بالنظر لما يجري فعلا من إعداد جيد له، وما توفره له الإدارة الأميركية من إمكانات ومواد ضخمة تحقق له أهدافه النهائية، حتى أن معظم العاملين فيه لا يعلمون حقيقة الهدف النهائي لما يؤدونه من أعمال منفصلة عن بعضها.

ولا ترغب واشنطن في إثارة المزيد من المعارضة ضدها من جانب حلفائها، بعد أن عارضوا مشروعها الخاص بالدفاع الصاروخي وعدم الربط بين المشروعين بالرغم من أن هدفها النهائي واحد، وهو تكبيل الكرة الأرضية من كل الجوانب العسكرية بواسطة شبكة من الوسائل المضادة للصواريخ، والجوانب المعلوماتية بواسطة الشبكة التجسسية الجديدة، لاسيما بعد أن أصبحت قوة المعلومات في هذا العصر الرديف الأقوى للقوة العسكرية، بحيث صارت القوتان مكملتين كل منهما للأخرى، ومتكاملتين كلتيهما مع القوة الاقتصادية.

كما ذكر مسؤولون أميركيون أن البيت الأبيض يعيد النظر في برامج التجسس لتحديد مواطن الخلل والمجالات التي تتطلب تغييراً، وقد أجرى جورج تينيت مدير وكالة المخابرات المركزية قبل استقالته في 5 حزيران/ يونيو 2004 مراجعة لأداء وأوضاع أجهزة المخابرات الأميركية بأسرها والتي تشمل بجانب وكالته، وكالة الأمن القومي وجهاز الاستخبارات العسكرية، وذلك بهدف تحديد احتياجاتها المستقبلية بشكل أكثر شمولية ودقة، وبالتالي دعم قدراتها الذاتية على جمع المعلومات التي تلبي هذه الاحتياجات خاصة في مجال التجسس الفضائي، وبشكل استقلالي عن غيرها من الدول، وهو الأمر الذي دفع الإدارة الأمريكية إلى المضي في مشروع تجسس فضائي آخر أوسع نطاقاً هو هندسة صورة المستقبل.

ويوضح الأمريكي فيليب زيليكوف (PHILIP ZELIKOV) في كتابه (المخابرات الأمريكية وعالم الاقتصاد) (THE AMERICAIN IN INTELLIGENCE NAD THE WORLD ECONOMY) الصادر في نيويورك عام 1996.

وقد قال الرئيس السابق لوكالة المخابرات المركزية CIA جيمس وولسي في مقابلة صحفية: نعم يا أصدقائي في القارة الأوروبية، لقد تجسسنا عليكم.

أول من كشف هذا المشروع الصحفي البريطاني (دونكان كامبل) في تقريره أمام البرلمان الأوروبي في منتصف العام 2000 يصف فيه "حالة التقنيات للتنصت في العام 2000" الجارية بناء على طلب مجموعة العمل بالاتحاد الأوربي الـ "الخيارات العلمية والتكنولوجية المساعدة" (STOA)، يظهر كيف أن كل دولة مساهمة في البرنامج، عندها معرفة كاملة بالسبب، تسمح لوكالاتها السرية و/ أو بعض الوزراء، ولكل استقصاء وطلب كل مادة تجنى، لها أهمية في النظام الاقتصادي. كذلك، هل يؤدي نظام ايشلون خدمة للتجسس على أهداف مدنية خاصة: نعم حكومية منظمات من جميع الأنواع، مشروعات تجارية أو صناعية، معاهد وشركات ذات تكنولوجيات عالية… الخ.
 
الأعضاء:

ايشلون (ECHELON بالإنجليزية) هو نظام عالمي لرصد البيانات، واعتراضها، ونقلها، يتم تشغيله من قبل مؤسسات استخبارية في خمس دول هي: الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، وكندا، وأستراليا، ونيوزلندا (5 Eyes) وانضمت اليه لاحقاً فرنسا والكيان المؤقت فبات يُعرف بـ(7 Eyes). ومن المعتقد أن الاسم إيشلون هو التسمية الخاصة بجزء من النظام يقوم باعتراض الاتصالات التي تتم عبر الأقمار الاصطناعية. وتقوم هذه المؤسسات الاستخبارية بالتنسيق بين جهودها استنادا إلى اتفاقية UKUSA والتي تم توقيعها في العام 1947، ولكن نظام ايشلون المستخدم حاليا ابتدأ العمل منذ عام 1971، وقد توسعت طاقاته وقدراته ومستوى شموليته كثيرا منذ ذلك الحين، ومن المعتقد أن عملياته تغطي كافة أنحاء العالم. وطبقا للتقارير، ومنها التقرير الذي أعدته اللجنة الأوروبية، فإن بإمكان ايشلون اعتراض وتعقب أكثر من ثلاثة بلايين عملية اتصال يوميا (تشمل كل شيء من المكالمة الهاتفية العادية، والجوالة، واتصالات إنترنت، وانتهاء بالاتصالات التي تتم عبر الأقمار الاصطناعية). ويقوم نظام ايشلون بجمع كافة هذه الاتصالات دون تمييز ومن ثم تصفيتها وفلترتها باستخدام برامج الذكاء الاصطناعي لإنشاء تقارير استخبارية. وتقول بعض المصادر لأن ايشلون يقوم بالتجسس على 90% من المعلومات المتداولة عبر الإنترنت، وتبقى هذه مجرد إشاعة حيث أنه لا يوجد مصادر يمكنها أن تشير بدقة إلى قدرة النظام.

كيف يعمل ايشلون؟

يقوم نظام ايشلون بجمع البيانات بطرق متعددة؛ حيث تشير التقارير إلى أن الوكالات الاستخبارية قامت بتثبيت هوائيات راديوية عملاقة في مواقع مختلفة من الكرة الأرضية، وذلك لاعتراض البث المرسل من وإلى الأقمار الاصطناعية، كما أن هنالك بعض المواقع المتخصصة في تعقب الاتصالات الأرضية. وتوجد هذه الهوائيات حسب التقارير في الولايات المتحدة، وإيطاليا، وإنجلترا، وتركيا، ونيوزلندا، وكندا، وأستراليا، ومجموعة من المواقع الأخرى. كما أن ايشلون يستخدم مجموعة من الأقمار الاصطناعية الخاصة التي تقوم بمراقبة البيانات "الفائضة Spillover" بين الأقمار الاصطناعية، ومن ثم إرسال هذه البيانات إلى مواقع معالجة خاصة على الأرض تتمركز في الولايات المتحدة بالقرب من مدينة دنفر بولاية كولورادو، وفي بريطانيا (منويث هيل)، وأستراليا، وألمانيا.

كما أن نظام ايشلون يقوم بشكل روتيني بمراقبة عمليات الإرسال التي تتم عبر الإنترنت، حيث قامت المؤسسة بتثبيت عدد من برمجيات وأدوات "تعقب" الحزم شبيهة بكارنيفور ولكن دون المحددات المفروضة عليه. وإضافة إلى ذلك فإن ايشلون يستخدم عددا من برمجيات البحث للتنقيب في المعلومات الموجودة في مواقع إنترنت مختارة. وأُشيع أيضا بأن ايشلون استخدم معدات تحتمائية خاصة، يمكن تركيبها على الكوابل التي تحمل المكالمات الهاتفية، وقد تم اكتشاف إحدى هذه الأدوات في عام 1982. ومن غير المعروف حاليا إذا ما كان بإمكان ايشلون رصد المكالمات المتداولة عبر كوابل الألياف الضوئية. وإضافة إلى جميع الوسائل المذكورة أعلاه، والتي تتم عادة عن بعد، دون الاحتكاك مع الجهات المشبوه بها، فإن الوكالات المشاركة في ايشلون تقوم باستخدام عملاء سريين مدربين خصيصا يقومون بتثبيت أدوات للتصنت وجمع المعلومات في المواقع التي ترغب بها الوكالة. وبعد جمع البيانات الخام، يقوم نظام ايشلون بالتنقيب في هذه البيانات والبحث بها باستخدام نظام اسمه DICTIONARY، والذي يتكون من مجموعة من أجهزة الكمبيوتر الفائقة يطلق عليها حسب ما قاله "مايك فورست Mike Frost" الجاسوس الكندي السابق ـــ اسم المصلى "Oratory" ويعرف نظام التجسس على البرد الالكترونية باسم Mantis وعلى نظام كشف النواسيخ باسم ذبابة نوار Mayfly، والتي تعثر على المعلومات المفيدة للتقارير الاستخبارية بالبحث عن كلمات مفتاحية، وعناوين، وما إلى ذلك. وبفضل برمجيات البحث المتقدمة هذه، يمكن الاستفادة بشكل جيد من الكميات المهولة من البيانات التي تمر عبر النظام يوميا، كما يبدو أنها تسمح للعملاء بتركيز بحثهم على المعلومات الضرورية فقط.

فإذا التقطت أجهزة التنصت محادثة تحوي إحدى هذه الكلمات كلمات (نووي، صاروخي، بيولوجي، كيماوي، ناتو، الدرع الصاروخي···الخ) تجرى متابعتها آليا بعد تحديد مصدرها، وتسجيلها وإرسالها إلى مركز تجميع المعلومات الذي يقوم بتحليل المحادثة في ضوء المتوفر لديه مسبقا من معلومات، وتقييم أهميتها، ونتيجة لذلك إما أن يتقرر متابعة التنصت على محادثات هذا المصدر بنفس الوسيلة أو بإضافة وسائل تجسسية أخرى مثل أقمار التصوير وعناصر المخابرات البشرية العاملة داخل الدولة المستهدفة، وإما الاكتفاء بتسجيلها.

وفي عددها الصادرفي أيلول/ سبتمبر2010 كشفت صحيفة "لوموند ديبلوماتيك" الفرنسية عن وجود أكبر محطة تجسس إسرائيلية في صحراء النقب للتنصت على المنطقة، وأكبرها في العالم، وتحديدا في منطقة أوريم جنوب إسرائيل على بعد 30 كيلومترا من سجن مدينة بئر السبع.

واليوم، قصفت المقاومة قاعدة ميرون، هذه القاعدة المتقدمة في التجسس، ويُحكى أنها القاعدة تعتبر "مركزًا للإدارة ‏والمراقبة والتحّكم الجوّي الوحيد في شمال الكيان المؤقت، ولكن قاعدة ميرون بما تملك من المراصد التجسسية تخطي البادية السورية، كما يصل مداها الحيوي لغاية جبال طوروس التركية...

ويبقى السؤال هل ثقبت العين وأيضا الاذن الإسرائيلية وبالتي عيون دول (7 Eyes) في منطقة شرق المتوسط؟

القادم من الأيام كفيلة بالإجابة المعروفة.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد البشري


موقع الخدمات البحثية