مواد أخرى » الحرب السرية حول روسيا في إدارة أوباما

وليم كريستول ـ The Weekly Standard ـ 13 نيسان، 2014

حددت إدارة أوباما اجتماعاً للجنة نواب هذا الاسبوع – المعين مبدئياً يوم الثلاثاء- لتسوية نزاع مرير بين الوكالات حول طلب تقدمت به روسيا يتعلق ببرنامج ' الأجواء المفتوحة '. وتعتقد مصادر مطلعة أن من المرجح أن يقف البيت الأبيض الذي يريد استيعاب روسيا إلى جانب وزارة الخارجية، على الرغم من اعتراضات وزارة الدفاع وأجهزة الاستخبارات التابعة لإدارة أوباما.

تسمح معاهدة 'الأجواء المفتوحة' للولايات المتحدة وروسيا بالتحليق فوق أراضي كل منهما بطائرات محملة بحزم استشعار معينة متفق عليها، من أجل ضمان الامتثال لاتفاقات الحد من التسلح ولتوفير ضمانات ازاء الاستعدادات لمختلف المفاجآت العسكرية. وقد طلبت روسيا من الولايات المتحدة الموافقة على رفع مستوى حزمة الاستشعار التي يمكن للطائرات الروسية حملها. ( ومن الواضح أن الطبيعة الدقيقة لحزم أجهزة الاستشعار هذه ورفع المستوى المقترح أمر سري جداً ). ومن شأن هذا الطلب أن يؤدي على ما يبدو إلى زيادة كبيرة في قدرات التجسس الروسية؛ وكان أول رد من وزارة الدفاع الأميركية، وفقاً لمسؤول حكومي مقرب من الوضع، ' لا بد أنكم تمزحون '. لكن وزارة الخارجية كانت توضب القضية بخصوص الموافقة على مطالب الروس، ويبدو أن البيت الأبيض سيكون الى جانب وزارة الخارجية في هذا الصدد. وقد عرقل البيت الأبيض أيضاً طلبات للحصول على معلومات من لجان الاستخبارات في الكونغرس .
إن مايك روجرز، رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب، يشعر بالقلق على ما يبدو، حتى أنه بعث برسالة علنية غير عادية للرئيس يوم الجمعة. وهنا البيان الصحفي المحرر:

رئيس HPSCI مايك روجرز يحث الرئيس أوباما على رفض محاولة الرئيس بوتين الحصول على مراقبة أكثر وضوحا داخل الولايات المتحدة ودول حلف شمال الأطلسي ( الناتو)

حث مايك روجرز رئيس 'لجنة الاستخبارات المختارة الدائمة في مجلس النواب' (HPSCI) الرئيس أوباما اليوم على رفض طلب الرئيس بوتين لرفع مستوى القدرة التقنية لروسيا بخصوص رحلات الرصد الجوية لمقاطعات أميركية ودول حلف شمال الاطلسي .
وقعت الولايات المتحدة، حلف شمال الأطلسي وروسيا في عام 1992 'معاهدة الأجواء المفتوحة '. وتتيح المعاهدة للأطراف القيام برحلات استطلاع ومراقبة جوية محددة، معدودة، واستهدافية فوق بلدان بعضها البعض. وإن أي تغييرات على المبادئ التوجيهية نفسها في المعاهدة يجب أن تحظى بمصادقة من قبل جميع الأطراف قبل التمكن من استخدامها.
في رسالة بعث بها إلى الرئيس أوباما اليوم، كتب الرئيس روجرز يقول، 'بالنظر الى الأحداث العالمية الراهنة، يبدو الرئيس بوتين أكثر من مستعد لتجاهل المعايير الدولية للسلوك في سعيه للحصول على ميزة جيوسياسية. لا ينبغي لنا أن نصدق الآن، وبسذاجة، انه سوف يلتزم من جانب واحد بقيود معاهدة الأجواء المفتوحة '.
وقال روجرز، ' إن محاولة بوتين لرفع مستوى قدرات الاستشعار الروسية تعتبر اشكالية خاصة. لدي مخاوف جدية حول المزايا التقنية التي ستكسبها روسيا '.
يتؤكد احد المصادر المقربة من روجرز أن روجرز لم يكن ليخط مثل هذه الرسالة إلا إذا كان مجتمع الاستخبارات ' قلقاً جداً ' مما يبدو قراراً محتملاً من قبل البيت الأبيض.
في هذه الأثناء، حصلت  صحيفة ' ويكلي ستاندارد' على نص رسالة من مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ من الحزبين حول لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ، موجهة، وهذا مثير للاهتمام، الى وزير الخارجية كيري، الذي كانت وزارته تدفع باتجاه هذا الاتفاق.

معالي وزير الخارجية جون كيري، واشنطن ، DC 20521

عزيزي السيد الوزير ،

في السنوات القليلة الماضية ، أنجز الاتحاد الروسي بناء طائرتين جديدتين 'للأجواء المفتوحة'، واللتين ستدعمان معدات الصور الرقمية، الرادار ذا الفتحة التركيبية الاصطناعية للمراقبة الجانبية، وأجهزة الأشعة تحت الحمراء. كما تعلمون، يجب على الدول -الأطراف في معاهدة 'الأجواء المفتوحة' أن تصادق على أي طائرة جديدة قبل أن يكون بالامكان استخدامها لرحلات المراقبة المنصوص عليها في المعاهدة.
نحن نفهم أن اجتماع اللجنة النيابية المقبلة سوف يتناول مسألة المصادقة الروسية هذه. ونحن نحثكم بقوة على اجراء تقييم، وبعناية، لتداعيات المصادقة على رحلات المراقبة الجوية التي تنص عليها معاهدة الأجواء المفتوحة في المستقبل، ودرس سجلات الأطراف المعنية الحكومية الأميركية الرئيسة.
إن غزو شبه جزيرة القرم وجهود موسكو الجارية لزعزعة استقرار أوكرانيا باستخدام أساليب تخريبية  كافية للتشاور حول اجراء المزيد من المراجعة، بصرف النظر عن أية مخاوف تقنية قد تكون موجودة.

شكراً لكم مقدماً على اهتمامكم بهذا السلوك المهم وفي الوقت المناسب.

مع خالص التقدير،

دان كوتس ـ مارك دبليو وارنر  ـ جيمس إ. ريش ـ مارتن هاينريش
(*) ترجمة إيمان سويد ـ خاص موقع مجموعة الخدمات البحثية

موقع الخدمات البحثية