مواد أخرى » أزمة أوكرانيا

روبرت ماكماهون ـ Coascii117ncil on Foreign Relations ـ  6 آذار، 2014

مقدمة
بدأت أطول أزمة وأشدها إهلاكاً في أوكرانيا منذ استقلالها بعد انهيار الاتحاد السوفيتي كتظاهرة احتجاج ضد خطط  الخفض الحكومية لاقامة علاقات تجارية أوثق مع الاتحاد الأوروبي ودفعت منذ ذلك الحين إلى مواجهة عالمية بين روسيا والقوى الغربية. إن منشأ الأزمة هو أكثر من عشرين عاما من الحكم الضعيف، الاقتصاد غير المتوازن الذي يسيطر عليه الأوليغارشيين، الاعتماد الكبير على روسيا، والخلافات الحادة بين النصفين الشرقي والغربي لأوكرانيا، المتمايزان لغوياً، دينيا، وعرقياً. وبعد الاطاحة بالرئيس فيكتور يانوكوفيتش في فبراير/ شباط عام 2014، تشير التحركات الروسية للسيطرة على شبه جزيرة القرم إلى نية موسكو بتوسيع نطاق نفوذها ويطرح ذلك تساؤلات خطيرة حول قدرة القادة الجدد للدولة على توفير الاستقرار والسبيل الى اصلاحات جادة.

لماذا أوكرانيا واقعة في أزمة؟
كافحت البلاد التي يبلغ تعداد سكانها 45 مليون نسمة للحفاظ على هويتها منذ حصولها على الاستقلال مع تفكك الاتحاد السوفياتي في عام 1991. وقد فشلت أوكرانيا بحل الانقسامات الداخلية، وبناء مؤسسات سياسية قوية، مما يعوق قدرتها على تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية، التغلب على الفساد، والتقليل من سيطرة الأوليغارشية. ففي العقد التالي لاستقلالها، سمح الرؤساء المتعاقبون للأوليغارشية بكسب سيطرة متزايدة على الاقتصاد في حين شددوا القمع ضد المعارضين السياسيين. وبحلول عام 2010، كان أغنى 50 شخص في أوكرانيا يتحكمون بما يقرب من نصف الناتج المحلي الإجمالي للبلاد (GDP)، بحسب ما يقول أندرو ويلسون في كتابه 'مسارات إلى الحرية'.

وصل المد الإصلاحي الى أوجه لفترة وجيزة في عام 2004 عندما جلبت الثورة البرتقالية، التي انطلقت قبل الانتخابات الرئاسية المزورة، فيكتور يوشينكو إلى الرئاسة. رغم ذلك، فقد أعاق الاقتتال بين النخب الإصلاحات، وعادت المشاكل الاقتصادية الحادة مع الأزمة الاقتصادية العالمية عام 2008. كما حجبت الثورة الفجوة بين غرب ووسط أوكرانيا ذات المنحى الأوروبي وجنوب وشرق أوكرانيا ذات المنحى الروسي.
في حملته الانتخابية حول برنامج توثيق العلاقات مع روسيا، فاز يانوكوفيتش في الانتخابات الرئاسية عام 2010. ووفقاً للعديد من الروايات، فقد عاد حينها إلى نمط الفساد والمحسوبية. وقد تكون عائلته قد اختلست ما يصل إلى 10 مليار دولار وفقاً لأندرس آسلوند من معهد بيترسون للاقتصاد الدولي. وانقلب يانوكوفيتش أيضاً ضد خصمه في السباق الرئاسي عام 2010، يوليا تيموشينكو، أحد القادة الإصلاحيين البارزين للثورة البرتقالية، ليحبسه بتهمة إساءة استخدام السلطة.
واصل يانوكوفيتش محادثاته مع الاتحاد الأوروبي بشأن اتفاق الشراكة والتجارة، والذي أشار إلى أنه سيوقع في أواخر عام 2013. (كان الافراج عن تيموشينكو أحد الشروط التي وضعها الاتحاد الأوروبي لاتفاق الشراكة التجارية) لكنه، وتحت ضغط من روسيا، تراجع عن تلك الخطط، مشيراً الى مخاوف حول الأضرار التي لحقت بالصناعة الأوكرانية بسبب المنافسة الأوروبية. وقد أثار القرار المظاهرات في كييف حول ما أصبح يعرف باسم Eascii117romaidan من قبل المحتجين الساعين إلى تماشي مستقبلهم مع مستقبل أوروبا والتحدث جهراً ضد الفساد.
أثارت حملة القمع التي شنتها حكومة يانوكوفيتش بعد ثلاثة أشهر من الاحتجاجات والأعمال الانتقامية من قبل المتظاهرين المتطرفين الصراع الأكثر دموية في البلاد في فترة ما بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، حيث قتل العشرات. وقد زرعت الاطاحة لاحقاً بيانوكوفيتش انقسامات جديدة بين النصفين الشرقي والغربي للبلاد، على الرغم من وعد مجموعة جديدة من القادة الانتقاليين بتشكيل حكومة وحدة وطنية واجراء انتخابات في 25 مايو/ أيار 2014. وتتزايد المخاوف حول الانفصال في شبه جزيرة القرم والتحركات الروسية الإضافية للتدخل في المقاطعات الشرقية في دونيتسك، خيرسون، وغانسك، ميكولايف وزابوريزهيا، حيث يوجد هناك شعور قوي بالتراث الروسي. وقد أشار بوتين إلى مخاوف بشأن التهديدات ضد الناطقين بالروسية في شرق أوكرانيا، وهناك مخاوف من أن روسيا قد تقرر فرض سيطرتها في حالة وجود تنافس على السلطة هناك، بحسب ما يقول خبراء.

ما هي مخاوف روسيا؟
لدى روسيا لديها علاقات أخوية قوية مع أوكرانيا يعود تاريخها إلى القرن التاسع وتأسيس كييف روسيا، أول دولة سلافية شرقية، والتي كانت عاصمتها كييف. كانت أوكرانيا جزءاً من روسيا لعدة قرون، واستمر الاثنان بتحالف وثيق خلال الفترة السوفياتية، عندما كانت أوكرانيا وروسيا جمهوريتين منفصلتين. 'إن الغرب يجب أن يفهم أنه، بالنسبة إلى روسيا، لا يمكن لأوكرانيا أبداً أن تكون مجرد بلد أجنبي'، وفقاً لما كتبه وزير الخارجية الأميركي الأسبق هنري كيسنجر في مقالة رأي للواشنطن بوست.
 إن أوكرانيا شريك اقتصادي أيضاً بحيث أن روسيا تود دمجها في ' اتحادها الأوراسي'، اتحاد جمركي من المقرر أن يتشكل في يناير/ كانون الثاني 2015 والذي من المرجح أن يتضمن أعضاؤه كازاخستان، بيلاروسيا، وأرمينيا. إن عضوية أوكرانيا سوف تزيد من عدد سكان الاتحاد بنسبة ثابتة هي 27 بالمئة، بحسب ما يقول سايمون ساراديزهيان، وهو زميل باحث في مركز Bascii117lfer التابع لمدرسة كينيدي.
تلعب أوكرانيا دوراً هاماً في تجارة الطاقة في روسيا؛ إذ توفر خطوط أنابيبها العبور إلى 80 في المئة من الغاز الطبيعي الذي ترسله روسيا إلى الأسواق الأوروبية، وتعتبر أوكرانيا نفسها السوق الرئيسة للغاز الروسي. أما عسكريا، فأوكرانيا مهمة أيضاً لروسيا كدولة عازلة، وهي موطن لأسطول البحر الأسود الروسي، ومقره في ميناء القرم في مدينة سيفاستوبول بموجب اتفاق ثنائي بين الدولتين.
وتعتبر روسيا جهود الاتحاد الاوروبي للتوسع شرقا إلى أوكرانيا، حتى من خلال اتفاق شراكة محدودة نسبياً، بأنه خطوة مثيرة للقلق لأنه يفتح الأبواب نحو تعزيز مجموعة من العلاقات المؤسسية الغربية على حساب تلك الروسية. إن برنامج الشراكة الشرقية للاتحاد الأوروبي، الذي أنشئ في عام 2009، يهدف إلى صياغة روابط أوثق وأكثر إحكاما مع بلدان الكتلة الشرقية السابقة الست. وتنظر إليه روسيا باعتباره نقطة انطلاق لمنظمات مثل منظمة حلف شمال الأطلسي، الذي تعتبر المؤسسة الأمنية الروسية توسعه شرقاً باعتباره تهديداً. وتنتمي أوكرانيا إلى شراكة الناتو من أجل السلام ولكن ينظر اليها باعتبارها لا تملك سوى احتمال ضئيل للانضمام إلى الحلف في المستقبل المنظور. وقد ساهمت مخاوف مماثلة بشأن جورجيا بنشر موسكو لقوات على الحدود الجورجية في عام 2008، مما أدى إلى حرب قصيرة والى احتلال روسي للمناطق الانفصالية في اوسيتيا الجنوبية وابخازيا.

وقد صور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دور بلاده في أوكرانيا بمثابة حماية الناس من العرق الروسي القلقين من انتشار الفوضى من العاصمة شرقاً، وهي تهم يرفضها قادة في كييف بصفتها استفزازات. وفي حالة شبه جزيرة القرم، أكد بوتين أن موسكو لا تفرض إرادتها، وإنما تدعم الاختيار الحر للسكان المحليين، راسماً بذلك خطوطاً موازية للدعم الذي أعطته الدول الغربية عام 2008 لإعلان كوسوفو الاستقلال عن صربيا.

ما هو دور الاتحاد الأوروبي ؟
أنشئ برنامج الشراكة الشرقية للاتحاد الأوروبي في عام 2009 لتوسيع العلاقات السياسية والاقتصادية بين الاتحاد الأوروبي وأرمينيا، أذربيجان، بيلاروسيا، جورجيا، مولدوفا، وأوكرانيا، في حين أوقف لوقت قصير منح عضويته للبلدان الشريكة. وقد تضمن اتفاق الشراكة المتفاوض عليها من قبل المسؤولين في الاتحاد الأوروبي وحكومة يانوكوفيتش اتفاق 'عميق وشامل ' للتجارة الحرة. وقبيل التوقيع المقرر في نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2013، تراجع يانوكوفيتش بضغط من موسكو، ذاكراً بأن الكلفة كانت باهظة جداً بالنسبة للاقتصاد الأوكراني وهو غير قادر على تحملها.
هناك عدد من المحللين يخطِّئون مسؤولي الاتحاد الاوروبي لإهمالهم الآثار الجيوسياسية الأوسع للصفقة بالنسبة لروسيا، والتراجع لرسم الأهداف الاستراتيجية لأوروبا. ' يجب على الاتحاد الأوروبي الاعتراف بأن التوسعة البيروقراطية والتبعية للعنصر الاستراتيجي بالنسبة للسياسة المحلية في التفاوض حول العلاقة بين أوكرانيا وأوروبا قد ىساهما في تحويل التفاوض إلى أزمة '، بحسب ما ذكر كيسنجر في افتتاحيته في صحيفة الواشنطن بوست.

ما هو الوضع بالنسبة لشبه جزيرة القرم؟
إن شبه جزيرة القرم هي جمهورية ذات حكم ذاتي في أوكرانيا لها برلمانها الخاص وقوانينها التي تجيز استخدام اللغة الروسية في الحياة اليومية وتمكين الممثلين المحليين من فرض الضرائب. لكن أعمال البرلمان يمكن نقضها من قبل الحكومة المركزية في كييف، التي يجب أن توافق على رئيس وزراء الجمهورية. ومنذ الاطاحة بيانوكوفيتش في فبراير/شباط عام 2014، وأكد البرلمان في شبه جزيرة القرم على مزيد من الحكم الذاتي وصوت لصالح اجراء استفتاء 16 مارس ليقرر ما إذا كان ينبغي أن تصبح شبه جزيرة القرم جزءاً من روسيا أو البقاء جزءاً من أوكرانيا، ولكن مع تعزيز السلطات المحلية.
كانت شبه جزيرة القرم، المحتلة لقرون من قبل التتار المسلمين التابعة للإمبراطورية العثمانية، محتلة في عام 1783 من قبل امبراطورة روسيا كاترين العظمى. وقام الزعيم السوفيتي جوزيف ستالين بترحيل السكان التتار البالغ تعدادهم حوالي مائتي ألف إلى آسيا الوسطى خلال الحرب العالمية الثانية، ولم يعد الجزء الأكبر منهم حتى عام 1989. ويشكل التتار اليوم نحو 12 في المئة من سكان شبه جزيرة القرم.
لم تصبح شبه جزيرة القرم جزءاً من أوكرانيا إلا في عام 1954، وذلك عندما نقلها الزعيم السوفيتي نيكيتا خروشوف من الجمهورية الاشتراكية السوفياتية الروسية إلى جمهورية أوكرانيا الاشتراكية السوفياتية في ما كان ينظر إليه داخل الاتحاد السوفياتي على أنها خطوة إدارية رمزية الى حد كبير. واستمر السكان ذوي الغالبية الروسية في شبه جزيرة القرم بعلاقات قوية مع روسيا. وبعد تفكك الاتحاد السوفياتي في عام 1991، توصل البلدان إلى اتفاق جديد يسمح للأسطول الروسي في البحر الأسود الروسي بأن يبقى قواعده في ميناء سيفاستوبول في شبه جزيرة القرم.
وقع يانوكوفيتش ثم الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف اتفاقاً في عام 2010 مُدد فيه إيجار ميتاء سيفاستوبول لروسياحتى عام 2042 في مقابل خفض 30 في المئة في سعر الغاز الطبيعي المباع إلى أوكرانيا. ولدى روسيا 11 الف من قواتها المرابطة في شبه جزيرة القرم، التي قيل أنه قد انضم إليها خمسة آلاف من القوات الروسية منذ الاطاحة بيانوكوفيتش، على الرغم من نفى مسؤولون روس لهذا الأمر. وهناك الآلاف من القوات الأوكرانية الذين يشغلون قواعد في شبه الجزيرة ممنوعين حاليا من التحرك من قبل ما يقولون أنها القوات الروسية.
عموماً، يشكل الروس نحو 59 في المئة من سكان شبه جزيرة القرم؛ ويشكل الأوكرانيون نحو 23 في المئة.

هل تنتهك التحركات الروسية القانون الدولي؟
 يقول مسؤولون أميركيون بأن التصرفات الروسية هي انتهاك للقانون الدولي ، بما في ذلك أحكام وبنود عدم التدخل في ميثاق الأمم المتحدة، ومعاهدة عام 1997 بشأن الصداقة والتعاون بين روسيا وأوكرانيا، والتي تتطلب من روسيا احترام سيادة وسلامة أراضي أوكرانيا، ومذكرة بودابست عام 1994 بشأن ضمانات الأمن. وتنص الوثيقة على : 'أن الاتحاد الروسي، المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى، أيرلندا الشمالية ، والولايات المتحدة الأميركية يعيدون تأكيد التزامهم بأوكرانيا، وفقا لمبادئ الوثيقة الختامية لمؤتمر الأمن والتعاون في أوروبا، احترام استقلال وسيادة أوكرانيا وحدودها القائمة'. من جانبها، رفضت روسيا الاتهامات بانتهاكها القانون الدولي ودعت أوكرانيا الى العودة إلى اتفاق 21 فبراير/ شباط 2014 بين قادة المعارضة ويانوكوفيتش والذي يسمح له بالبقاء في منصبه على رأس حكومة وحدة وطنية في الوقت الذي كان يخطط فيه لإجراء الانتخابات.

ما هي خيارات السياسة الأميركية والأوروبية في أوكرانيا؟
أعرب المسؤولون الأميركيون مراراً عن رغبتهم في رؤية أوكرانيا تصبح بلداً ديمقراطياً مستقراً مع اتصالات اقتصادية وسياسية حازمة مع الاتحاد الأوروبي. ورداص على التطورات في شبه جزيرة القرم، فإن النتيجة المفضلة لواشنطن والعديد من الدول، بحسب ما يقول ريتشارد هاس رئيس مجلس العلاقات الخارجية هو ' أن نرى الروس وقد اقتنعوا بمغادرة شبه جزيرة القرم في مقابل مشاركة ما في حزمة اقتصادية وبعض الحماية للناطقين بالروسية مثلاً '. وقد بدأ واضعو السياسات الأميركيين وفي الاتحاد الأوروبي القيام بسلسلة من الخطوات تشمل:
المساعدات الاقتصادية: أعلن الاتحاد الاوروبى عن 15 مليار دولار على مدى السنوات القليلة القادمة مشروطة بتوصل أوكرانيا إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي وإجراء إصلاحات صعبة وقاسية مثل انهاء دعم الغاز. وقد وعدت واشنطن بتقديم  بليون دولار بشكل ضمانات قروض ومساعدات تقنية اميركية.
العقوبات: أعلنت وزارة الخارجية الامريكية في 6 مارس/ آذار حظراً على 'المسؤولين والأفراد الروس والأوكرانيين المسؤولين أو المتواطئين في تهديد سيادة وسلامة أراضي أوكرانيا.' كما وقع الرئيس باراك أوباما أمرا تنفيذياً بفرض عقوبات على الأفراد والكيانات التي تعتبر مسؤولة عن الأزمة، ولكن لم يتم حتى الآن تحديد أي من المسؤولين أو الكيانات. وقال الاتحاد الاوروبي انه جمد أصول يانوكوفيتش وسبعة عشر مسؤول آخر يشتبه في انتهاكهم لحقوق الإنسان وغيرها من الانتهاكات. إلا أن الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي مثل ألمانيا وبريطانيا يختلفون حول ما إذا كان ينبغي التمهيد لعقوبات قاسية على روسيا.
مساعدات في مجال الطاقة: دعا بعض الخبراء والمشرعين الاميركيين إلى تسريع الموافقة على مقترحات الغاز الطبيعي الأميركي، التي من شأنها أن تستفيد من الإنتاج الأميركي المزدهر للمساعدة في تقليل اعتماد الشركاء الأوروبيين وأوكرانيا على الغاز الطبيعي الروسي. يستثني القانون في الولايات المتحدة حاليا بيع الغاز الطبيعي للبلدان التي ليست شريكة في التجارة الحرة، ولكن يمكن لوزارة الطاقة المصادقة على المبيعات التي تعتبر بأنها تصب في المصلحة العامة. إلا أن بعض المحللين يحذرون من أنه حتى مع رفع القيود المفروضة على التصدير، فإن ذلك قد يستغرق سنوات، ويكلف مليارات الدولارات لاقامة البنية التحتية لتسييل وشحن إمدادات الغاز جادة للحلفاء الأوروبيين. ومن المتوقع أن تصبح أول محطة أميركية للغاز الطبيعي المسال على خط التشغيل في منتصف عام 2015.
المساعدات العسكرية: اتخذت الولايات المتحدة عدداً من الخطوات الأولية لطمأنة حلفائها في المنطقة، بما في ذلك إرسال اثني عشر مقاتلة من نوع F-16 إلى بولندا لبدء تدريبات عسكرية مشتركة. تبع ذلك أيضاً خطوات حول خطط لإرسال مدمرة صواريخ موجهة إلى البحر الأسود لإجراء مناورات مقررة مع القوات البحرية البلغارية والرومانية. وقد ساهمت الولايات المتحدة أيضاً بتعزيز الوجود الجوي للناتو فوق دول البلطيق. وقد دعا الامين العام للحلف اندرس فوغ راسموسن الأزمة بأنها أكبر تهديد للأمن الأوروبي منذ نهاية الحرب الباردة، وأعاد التأكيد على روابط التحالف مع أوكرانيا من خلال الشراكة من خلال 'برنامج السلام'. وقال ان تصعيد تعاون الشراكة سوف يتضمن دعم وبناء قدرات الجيش الأوكراني من خلال المزيد من التدريب والمناورات المشتركة.
(*) ترجمة إيمان سويد ـ خاص مجموعة الخدمات البحثية

موقع الخدمات البحثية