مواد أخرى » المملكة العربية السعودية: الدكتاتورية الرجعية والإرهاب العالمي

غلوبال ريسيرش ـ جيمس بتراس 11 كانون الثاني/ يناير 2014
لدى المملكة العربية السعودية جميع رذائل دولة غنية بالنفط مثل فنزويلا لكنه ليس لديها أي من فضائلها. فالبلاد محكومة من قبل ديكتاتورية عائلية لا تتسامح مع أي معارضة وتعاقب المدافعين عن حقوق الإنسان والمعارضينالسياسيين بشدة. وتتحكم الملكية المستبدة بمئات المليارات من عائدات النفط وتغذي  الاستثمارات التضاربية في جميع أنحاء العالم. وتعتمد النخبة الحاكمة على القواعدالعسكرية الامريكية وشراء الأسلحة الغربية لحماية نفسها. كما وُتختلس ثروة الأمم المنتجة للاستهلاك الواضح للأسرة السعودية الحاكمة. وتقوم النخبة الحاكمة بتمويل الطائفة 'الوهابية' التي هي أكثر نسخ الإسلام أصولية ورجعية وكراهية للمرأة.

وتعيالدكتاتوريةالسعوديةالتي تواجه معارضة داخلية نابعة عن الكبت ووجود أقليات دينية، التهديدات والأخطار المحيطة بها من كل جانب: ما وراء البحار: الحكومات العلمانية والقومية والشيعية؛ وعلى الصعيد الداخلي: القوميين السنة المعتدلين والديمقراطيين والحركات النسوية؛ وداخل الاسرة الملكية: التقليديين والتحدثيين . واستجابة لذلك، صبت المملكة اهتمامها على تمويل وتدريب وتسليح شبكة دولية من الإرهابيين الإسلاميين الذين يُوجهون لمهاجمة وغزو وتدمير الأنظمة المعارضة لنظام الملالي الديكتاتوري - السعودي.

والعقل المدبر لشبكة الإرهاب السعودية هو بندر بن سلطان، الذي يتمتع بعلاقات قديمة ووثيقة مع مسؤولين سياسيين وعسكريين واستخباراتين أميركيين كبار. وقد دُرب بندر ولقن في قاعدة ماكسويل الجوية وجامعة جونز هوبكنز كما شغل منصب السفير السعودي في الولايات المتحدة لأكثر من عقدين من الزمن ( 1983-2005 ) . وبين عامي 2005 - 2011 كان بندر أمين مجلس الأمن القومي، وفي عام 2012 عُين في منصب رئيس وكالة الاستخبارات السعودية. مبكرا، اصبح بندر غارقا في عمليات إرهابية سرية متصلة مع وكالة المخابرات المركزية . ومن بين العديد من 'العمليات القذرة ' مع وكالة الاستخبارات المركزية خلال الثمانينيات، أرسل بندر 32 مليون $ دولار لحركة الكونترا في نيكاراغوا المتورطة في حملة إرهابية لإسقاط الحكومة الساندينية الثورية في نيكاراغوا . وخلال فترة توليه منصب السفير، عمل بندر بنشاطعلى حماية أعضاء الملكية السعودية الذين كانت لديهم صلات بتفجير الأبراج الثلاثية والبنتاغون في الحادي عشر من ايلول. وما يثير الشكوك في أن بندر وحلفاءه في الأسرة الملكية كانوا على علم مسبق بتفجيرات الإرهابيين السعوديين (11 من أصل 19 منهم)، هو الرحلة الملكية المفاجئة عقب العمل الإرهابي . وثائق المخابرات الامريكية بشأن صلة السعودي بندر هي قيد المراجعة في الكونغرس.

ومع ثروة من الخبرة والتدريب في ادارة العمليات الإرهابية السرية، المستمدة من عقدين من التعاون مع وكالات الاستخبارات الأمريكية، كان بندر في وضع يمكّنه من تنظيم شبكة إرهابية عالمية للدفاع عن النظام الملكي الاستبدادي السعودي الرجعي الضعيف والمعزول.

شبكة بندر الإرهابية
حوّل بندر بن سلطان المملكة العربية السعودية من نظام قبلي ذات توجه داخلي يعتمد اعتمادا كليا على القوة العسكرية الأمريكية في بقائه، إلى مركز إقليمي رئيسي لشبكة واسعة للإرهاب، وداعم مالي نشط للديكتاتوريات العسكرية اليمينية (مصر) وأنظمة وكيلة (اليمن) وأنظمة تتدخل فيها المملكة عسكريا في منطقة الخليج (البحرين) . وقد سلّح بندر وموّل مجموعة واسعة من العمليات الإرهابية السرية، باستخدام  مجموعات إسلامية تابعة لتنظيم القاعدة، والطائفة الوهابية السعودية التي تسيطر عليها السعودية فضلا عن العديد من الجماعات المسلحة السنية الأخرى. وبندر هو مشغل إرهابي 'براغماتي': حيث يقمع خصومه من تنظيم القاعدة في المملكة العربية السعودية ويمول إرهابي تنظيم القاعدة في العراق وسوريا وأفغانستان وأماكن أخرى. ورغم أن بندر كان أحد الأوراق القديمة لأجهزة الاستخبارات الأمريكية، فإنه اتخذ في الآونة الأخيرة 'مسارا مستقلا' عندما تباعدت المصالح الإقليمية لدولته الاستبدادية عن مصالح الولايات المتحدة. وفي السياق نفسه، ورغم عدواة المملكة العربية السعودية القديمة تجاه إسرائيل، أرسى بندر 'تفاهما سريا'، وعلاقة عمل مع نظام نتنياهو، تتمحور حول عدائهم المشترك لإيران، وبشكل أكثر تحديدا معارضتهما للاتفاق المؤقت بين أوباما ونظام روحاني.

وقد تدخل بندر بشكل مباشر أو عن طريق وكلاء في إعادة تشكيلتحالفات سياسية وزعزعة خصومه وتعزيز وتوسيع نطاق التدخل السياسي للدكتاتورية السعودية من شمال إفريقيا إلى جنوب آسيا، ومن القوقاز الروسية إلى منطقة القرن الأفريقي، وأحيانا بالتنسيق مع الإمبريالية الغربية، ومرات اخرى خدمة لطموحات الهيمنة السعودية.

شمال أفريقيا: تونس والمغرب وليبيا ومصر
 لقد اغدق بندر المليارات من الدولارات لدعم الأنظمة اليمينية الإسلامية في تونس والمغرب، لضمان قمع الحركات المؤيدة للديمقراطية وتهميشها وتسريحها .. ويتم تشجيع المتطرفين الإسلاميين الذين يتلقون الدعم المالي السعودي لدعم 'المعتدلين' الإسلاميين في الحكومة عن طريق اغتيال قادة الحركات الديمقراطية العلمانية والقادة النقابيين الإشتراكيين في المعارضة. وتتوافق سياسات بندر إلى حد كبير مع مصالح الولايات المتحدة وفرنسا في تونس والمغرب، ولكن ليس في ليبيا ومصر.

لقد جاء الدعم المالي السعودي للإرهابيين الإسلاميين والحركات التابعة لتنظيم القاعدة ضد الرئيس الليبي القذافي، تزامنا مع الحرب الجوية للناتو . ومع ذلك، فقد برزت الخلافات في أعقاب ذلك: لقد وقف النظام العميل المدعوم من الناتو والذي كان يتكون من ليبراليين جدد قبالة عصابات القاعدة والإرهاب الإسلامي ومسلحين ولصوص قبليين مختلفين مدعومين من السعودية. وقد جرى تمويل المتطرفين الإسلاميين المدعومين ماليا من بندر في ليبيا لتوسيع عملياتهم العسكرية إلى سوريا، حيث كان النظام السعودي ينظم عملية عسكرية واسعة لإسقاط نظام الأسد. وقد امتد الصراع الضروس بين الناتو والجماعات المسلحة من السعودية في ليبيا، حتى أدى إلى مقتل السفير الاميركي وعملاء لوكالة المخابرات المركزية في بنغازي على يد جماعات اسلامية. من جانبه، وبعد أن أطاح بالقذافي، فقد بندر اهتمامه تقريبا بحمام الدم والفوضى التي تلت ذلك والتي أثارتها جماعاته المسلحة. هؤلاء بدورهم، أصبحوا ذات تمويل ذاتي – فسرقوا البنوك، والنفط وفرغوا الخزانات المحلية -  'المستقلة ' نسبيا عن سيطرة بندر.

في مصر طوّر بندر، بالتنسيق مع إسرائيل (ولكن لأسباب مختلفة)، استراتيجية لتقويض نظام محمد مرسي (الإخوان المسلمين) المنتخب ديمقراطيا والمستقل نسبيا. وقد دعم بندر والديكتاتورية السعودية الإنقلاب العسكري ودكتاتورية الجنرال سيسي ماليا. وخُربت بذلك الاستراتيجية الاميركية للتوصل الى اتفاق لتقاسم السلطة بين الإخوان المسلمين والنظام العسكري، يجمع بين الشرعية الانتخابية الشعبية والجيش المؤيد لإسرائيل ولحلف شمال الاطلسي. ومع حزمة مالية بقيمة 15 مليار دولار من المساعدات والوعود بالمزيد في المستقبل،  قدم بندر للجيش المصري شريان حياة مالي وحصانة اقتصادية تحميه من أي أعمال انتقامية مالية دولية. فسحق الجيش جماعة الإخوان المسلمين، وسجن وهدد بإعدام قادتها المنتخبين. كما حظر الجيش قطاعات من المعارضة الليبرالية اليسارية التي كانت قد استخدمت لتبرير استيلائه على السلطة. وبدعمه للإنقلاب العسكري، قضى بندر على نظام إسلامي منافس منتخب ديمقراطيا وقف على نقيض من الاستبداد السعودي. وضمن استيلاء نظام ديكتاتوري التفكير على السلطة في دولة عربية رئيسية، على الرغم من أن الحكام العسكريين هم أكثر علمانية، وموالاة للغرب، وتأييدا لإسرائيل وأقل معاداة للأسد من نظام الإخوان . نجاح بندر في تشحيم عجلات الإنقلاب المصري أمّن له حليفا سياسيا لكنه تركه يواجه مستقبلا غامضا .

إن إحياء حركة جماهيرية جديدة مناهضة للديكتاتورية من شأنه أن يستهدف الروابط السعوديةأيضا. وعلاوة على ذلك، لقد قوّض بندر واضعف وحدة دول الخليج: فقطر مولت نظام مرسي وقدمت 5 مليارات دولارات الى النظام السابق .

شبكة بندر الارهابية هي الأكثر وضوحا في تجربته الطويلة الأجل على نطاق واسع في تمويل وتسليح وتدريب ونقل عشرات الآلاف من 'المتطوعين' الإرهابيين الإسلاميين من الولايات المتحدة وأوروبا والشرق الأوسط والقوقاز وشمال أفريقيا وأماكن أخرى .. إرهابيو القاعدة في المملكة العربية السعودية أصبحوا 'شهداء الإسلام' في سوريا. والعشرات من العصابات المسلحة الإسلامية في سوريا تتنافس على السلاح والمال السعودي . وتم إنشاء قواعد تدريب مع مدربين أميركيين وأوروبين وبتمويل سعودي في الأردن وباكستان و تركيا. كما موّل بندر ''متمردي'' مجموعة إسلامية مسلحة إرهابية كبيرة، هي الدولة الإسلامية في العراق والشام، لشن عمليات عبر الحدود.

وفيما يدعم حزب الله الأسد، قدم بندر المال والسلاح لكتائب عبد الله عزام في لبنان لتفجير جنوب بيروت، وطرابلس والسفارة الإيرانية. وقدم بندر 3 مليارات دولار للجيش اللبناني مع فكرة إثارة حرب أهلية جديدة بين الأخير وبين حزب الله. وبالتعاون مع فرنسا والولايات المتحدة، ولكن بتمويل وحرية عمل أكبر لتجنيد إرهابيين إسلاميين، تولى بندر الدور القيادي وأصبح المدير الرئيسي لهجوم عسكري على ثلاث جبهات وحملة دبلوماسية ضد سوريا وحزب الله وإيران. بالنسبة لبندر، إن استيلاءا إسلاميا على سوريا سيؤدي إلى غزو سوري إسلامي دعما لتنظيم القاعدة في لبنان من اجل هزيمة حزب الله على أمل عزل إيران. وبذلك تصبح طهران هدفا لهجوم إسرائيلي سعودي وأميركي. غير أن استراتيجية بندر هي أقرب الى الخيال من الحقيقة.

بندر يبتعد عن واشنطن: الهجوم في العراق وإيران
كانت المملكة العربية السعودية عميلا مفيدا جدا ولكن خارجا عن السيطرة في بعض الأحيان بالنسبة لواشنطن. وهذا هو الحال سيما منذ تولي بندر منصب رئاسة المخابرات: وبوصفه أحد الأوراق القديمة لوكالة الاستخبارات المركزية فإنه أيضا، وفي بعض الأحيان، يأخذ حريته في انتزاع 'خدمات' لتحقيق مصالحه، وخصوصا عندما تعزز هذه ' الخدمات' تقدمه التصاعدي داخل هيكل السلطة في السعودية. فعلى سبيل المثال، إن قدرته على تأمين أواكس على الرغم من معارضة ايباك أكسبته نقاط جدارة . كما فعلت قدرته على تأمين ترحيل عدة مئات من 'الأمراء' السعوديين المرتبطين بهجومي الحادي عشر من ايلول، على الرغم من الحملة الأمنية الوطنية رفيعة المستوى في أعقاب التفجير. وفي حين كانت هناك تجاوزات عرضية في الماضي، انتقل بندر الى تباعد أكثر خطورة عن سياسة الولايات المتحدة . فمضى قدما، وبنى شبكة إرهابية خاصة به، تهدف الى تعظيم الهيمنة السعودية - حتى فيما تتعارض مع وكلاء الولايات المتحدة ونشطائها السريين.

ففي حين أن الولايات المتحدة ملتزمة بدعم نظام المالكي اليميني في العراق، يقدم بندر الدعم السياسي والعسكري والمالي لإرهاب 'الدولة الإسلامية في العراق والشام' السنية. وعندما تفاوضت الولايات المتحدة على 'اتفاق مؤقت' مع إيران أعرب بندر عن معارضته و'اشترى' الدعم لموقفه. حيث وقعت السعودية على اتفاقية للأسلحة بقيمةمليار دولار خلال زيارة الرئيس الفرنسي هولاند، مقابل فرض المزيد من العقوبات على ايران. كما أعرب بندر أيضا عن تأييده لإستخدام إسرائيل للقوة الصهيونية للتأثير على الكونغرس، من اجل تخريب المفاوضات بين الولايات المتحدة و إيران.

وقد خرج بندر عن انصياعه الأصلي لرؤسائه في المخابرات الامريكية. وقد شجعته علاقاته الوثيقة مع رؤساء أميركيين وأوروبيين حاليين وسابقين وشخصيات سياسية نافذة على الإنخراط في 'مغامرات كبرى للقوة '. وقد التقى الرئيس الروسي بوتين لإقناعه بإسقاط دعمه لسوريا، مستخدما سياسة الجزرة أو العصا: صفقة أسلحة بمليارات الدولارات وتهديد بإطلاق العنان للإرهابيين الشيشان لتقويض اولمبياد سوتشي. كما جعل أردوغان يتحول من حليف للناتو يدعم المعارضة المسلحة ''المعتدلة'' لبشار الأسد، الى احتضان 'الدولة الإسلامية في العراق والشام' المدعومة من السعودية، وهو تنظيم إرهابي تابع لتنظيم القاعدة. وقد تغاضى بندر عن جهود اردوغان 'الانتهازية ' للتوقيع على صفقات نفطية مع إيران والعراق، وترتيباته العسكرية المتواصلة مع حلف شمال الأطلسي وتأييده السابق لنظام مرسي البائد في مصر، من أجل ضمان دعم اردوغان لعبور سهل لأعداد كبيرة من الإرهابيين المدربين من قبل السعودية إلى سوريا وعلى الارجح الى لبنان.           

وقد عزز بندر علاقاته مع حركة طالبان المسلحة في أفغانستان وباكستان، وقام بتسلّيح وتمويل المقاومة المسلحة ضد الولايات المتحدة، فضلا عن التفاوض مع الولايات المتحدة ل ''الرحيل'. ومن المرجح أن بندر يدعم ويسلح إرهابيي اليوغور المسلمين غرب الصين، والإرهابيين الإسلاميين من الشيشان والقوقاز في روسيا، حتى فيما توسع السعودية اتفاقياتها النفطية مع الصين وتتعاون مع شركة جازبروم الروسية. المنطقة الوحيدة التي مارست فيها السعودية تدخلا عسكريا مباشرا هي دولة البحرين الخليجية، حيث سحقت القوات السعودية الحركة المؤيدة للديمقراطية التي تتحدى الطاغية المحلي .

بندر: الإرهاب العالمي على أسس محلية متزعزعة
شرع بندر في تحول غير عادي للسياسة الخارجية السعودية وتعزيز نفوذها العالمي. وكل ذلك نحو الأسوأ. فعلى غرار إسرائيل، عندما يتولى حاكم رجعي زمام السلطة ويقلب النظام الديمقراطي، تصل السعودية الى الساحة محملة بالدولارات لدعم النظام. وكلما تظهر هناك شبكة إرهابية إسلامية لتخريب نظام قومي أوعلماني أو شيعي، فإنه بإمكانها الاعتماد على المال والسلاح السعودي. وما يصفه بعض الكتبة الغربيين مجازا بأنه 'جهد طفيف لتحرير وتحديث' النظام السعودي الرجعي، هو في الحقيقة ترقية لنشاطها الإرهابي العسكري في الخارج.

ويستخدم بندر التقنيات الحديثة للإرهاب لفرض النموذج السعودي للحكم الرجعي على أنظمة الدول المجاورة والبعيدة. المشكلة هي أن عمليات بندر 'المغامرة' والواسعة النطاق في الخارج تتعارض مع أساليب البعض داخل العائلة المالكة في الحكم . أنهم يريدون أن يُتركوا وحدهم لجمع مئات المليارات من عائدات النفط لاستثمارها في عقارات راقية في جميع أنحاء العالم، ولدعوة الفتيات في واشنطن ولندن وبيروت – فيما يظهرون بوصفهم الحماة الاتقياء للمدينة المنورة ومكة المكرمة والمشاعر المقدسة. حتى الآن لم يتحد أحد بندر، لأنه كان حريصا على تقديم الولاء للعاهل الحاكم ودائرته . وقد اشترى بندر وجلب رؤساء وزراء ورؤساء دول وشخصيات بارزة اخرى هامة بالنسبة للرياض في الغرب وفي الشرق لتوقيع اتفاقيات وللقيام بمجاملات لإسعاد الطاغية الحاكم. غير أن سلوكه التواق لعمليات تنظيم القاعدة في الخارج، وتشجيعه المتطرفين السعوديينعلى السفر الى الخارج والتورط في حروب إرهابية، يزعج بعض الدوائر الملكية . إنهم يشعرون بالقلق من أن هؤلاء الإرهابيين المسلحين والمدربين من السعودية - أو ما يعرف ب ' المجاهدين ' - قد يعودون من سوريا وروسيا والعراق ويفجرون قصور ملوكهم. علاوة على ذلك، قد تقوم الأنظمة الخارجية المستهدفة من قبل شبكة بندر الإرهابية بالانتقام: فقد تطور روسيا أو إيران أوالسوريين أوالمصريين أوالباكستانيين أوالعراقيين حركات خاصة بهم بهدف الانتقام.

على الرغم من إنفاق مئات المليارات على شراء الأسلحة، إن النظام السعودي ضعيف للغاية على جميع المستويات. وبصرف النظر عن جحافل القبائل، ليس لدى النخبة الغنية تأييد شعبي كبير، والوضعأسوأ فيما يتعلق بالشرعية . إن السعودية تعتمد على العمال المهاجرين، و'الخبراء' الأجانب وقوات الجيش الامريكي . كما أن النخبة السعودية مكروهة أيضا من قبل معظم رجال الدين الوهابيين لأنها تسمح 'للكفار' بدخول الأرض المقدسة. وفي حين يوسع بندر سلطة السعودية في الخارج، فإن المؤسسات المحلية للحكم تضيق . وفيما يتحدى صناع السياسة الأمريكية في سوريا وإيران وأفغانستان، إن النظام يعتمد على سلاح الجو الأميركي والأسطول السابع لحمايته من مجموعة متزايدة من الأنظمة المعادية.

قد يعتقد بندر، بغروره المتضخم، أنه 'صلاح الدين الأيوبي' وانه يبني إمبراطورية إسلامية جديدة، ولكن اشارة واحدة من سيده الملك يمكن أن تؤدي إلى إقالته سريعا. وقد تؤدي التفجيرات المدنية الاستفزازية من جانب المستفيدين الإرهابيين الإسلاميين من دعمه إلى أزمة دولية كبرى  للمملكة العربية السعودية تصبح على أثرها هدفا لازدراء العالم.

في الواقع ، إن بندر بن سلطان هو ربيب وخليفة بن لادن، لقد عمّق ونظّم الإرهاب العالمي . وقد قتلت شبكة بندر الارهابية ضحايا أبرياء أكثر بكثير مما قتل بن لادن. هذا، بطبيعة الحال، أمر متوقع ، ففي النهاية لدى بندر مليارات الدولارات من الخزينة السعودية، وتدريب من وكالة المخابرات المركزية ومصافحة من نتنياهو.

موقع الخدمات البحثية