مواد أخرى » الإخوان المسلمون في مصر

الكاتب: زاكاري لوب، كاتب مشارك
Coascii117ncil on Foreign Relations
تحديث: 10 يوليو/ تموز 2013


الإخوان المسلمون أقدم وأكبرمنظمة إسلامية في مصر ، وقد ولدت مجموعة متنوعة من الجماعات الإسلامية السنية في جميع أنحاء العالم العربي. لقد كان التنظيم، ولوقت طويل، ممنوعاً من العمل بالسياسة، وتخلت المجموعة عن هدفها المتمثل بالإطاحة عن طريق العنف بالحكومة المصرية في السبعينات في الوقت الذي سعت فيه إلى كسب التأييد الشعبي من خلال توفير الخدمات الاجتماعية وتنمية التنظيم سراً. وبعد الاطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك في عام 2011، تولى الذراع السياسي للإخوان المسلمين السلطة من المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي لا يحظى بأي شعبية ، والفوز في الانتخابات البرلمانية وانتخاب محمد مرسي لمنصب الرئاسة، والذي يعتبر براغماتياً محافظاً.
اعتقد العديد من المحللين للفرصة السياسية لجماعة الإخوان المسلمين بأنه اختبار لهم لجهة ما إذا كانوا لا زالوا ملتزمين ايديولوجياً بالمبادئ الإسلامية لمؤسسي التنظيم أم أنهم سيقومون بتعديلها بسبب مقتضيات الحكم. مع ذلك، فقد تشوهت فترة حكم مرسي، والتي انتهت فجأة في يوليو/ تموز 2013 بعد تدخل عسكري، بسبب الإحباط الواسع  من جراء سوء الإدارة الاقتصادية وسوء الحكم، والنزعات الاستبدادية. ويواصل الخبراء التكهن بشأن الدور المستقبلي لجماعة الإخوان في الحياة السياسية المصرية.
 
تاريخ من العنف

تعتبر جماعة الإخوان المسلمين، التي أسسها حسن البنا في عام 1928 ، وعلى نطاق واسع، المنظمة الإسلامية الأكثر تأثيراً في العالم، مع العديد من الفروع والمنتمين التابعين لها. إنها ' أم كل الحركات الإسلامية'، يقول شادي حميد، خبير شؤون الشرق الأوسط في مركز الدوحة التابع لمؤسسة بروكينغز. فقد كانت مهمة الإخوان المسلمين الأصلية أسلمة المجتمع من خلال الترويج للشريعة والقيم والأخلاق الإسلامية. وكونها حركة إحيائية منذ أيامها الأولى، فقد جمعت بين الدين، والرعاية الاجتماعية، والنشاط السياسي في عملها.

اكتسب الإخوان شرعية في أوساط جمهورهم الناخب الأساسي، ولدى الطبقة المتوسطة الدنيا، بصفتهم مجموعة المقاومة الأكثر فعالية ضد الهيمنة البريطانية (1882-1952)، لقد ' رفض البنا الحكومة الديمقراطية العلمانية وفق النموذج الغربي والتي تتناقض مع مفهومه للحكم الإسلامي العالمي'، كما يشيرلورانس رايت ، الكاتب العامل في صحيفة ' نيو يوركر'.

تحول التعاون بين الضباط الأحرار، أي المجلس العسكري بقيادة جمال عبد الناصر الذي أطاح بالنظام الملكي المصري الذي كان برعاية بريطانيا، وبين جماعة الإخوان إلى صراع ما أن تنازل الملك فاروق عن العرش في عام 1952. فالجيش، المروج للاشتراكية والعلمانية، كان يتصور مصر على رأس الحركة القومية العربية، في حين رفضت جماعة الإخوان المساواتية والقومية بصفتهما غير إسلاميين، ودعت إلى الشريعة الإسلامية لتنظيم جميع جوانب الحياة. وبلغت هذه التوترات ذروتها في محاولة اغتيال عبد الناصر. وبينما ارتفعت شعبية عبد الناصر، سُجن الآلاف من الإخوان المشتبه بهم من بينهم سيد قطب، خلف البنا. وأصبحت جماعة الإخوان، المحظورة من المشاركة في الحكومة من جانب عبد الناصر ، تدريجياً، في كل مكان في المجتمع، لتبني بذلك قاعدة الولاء لها كبديل شعبوي عن الدولة المصرية، التي لم توفر لا الرخاء ولا الرفاه للشعب وتكبدت هزائم عسكرية متكررة على يد إسرائيل.

أما سيد قطب، التي كانت نظرته العالمية قد تشكلت، إلى حد كبير، أثناء الدراسة في الولايات المتحدة ، فقد طور مذهبه الجهادي، أو الكفاح المسلح، ضد نظام الحكم في مصر وخارجها في كتاباته التي وضعها وهو في السجن. وقد قدمت أعمال قطب، خاصة كتابه ( الوثيقة) 'معالم في الطريق' ، الأسس الفكرية والدينية للعديد من الجماعات الإسلامية السنية المسلحة، بما في ذلك تنظيم القاعدة وحماس. وغالباً ما يستقي قادة التطرف أفكارهم من قطب، الذي أعدم شنقا في عام 1966، ليقولوا بأن الحكومات لا تحكمها الشريعة ، ولذا فهي مرتدة، وبالتالي فإنها أهداف مشروعة للجهاد.

لقد ولد الإخوان فروعاً لهم في جميع أنحاء العالم. لكن في حين تحمل هذه المنظمات اسم الإخوان، فإن صلاتها بالمجموعة المؤسِّسة تختلف.  ويحذر إد حسين، وهو زميل بارز في مجلس العلاقات الخارجية  CFR))، من جعل جماعة الإخوان المسلمين ' مسؤولة عن تصرفات كل من هو من نسلها الفكري'.

نحو السياسة الواقعية

تدير جماعة الإخوان المسلمين المصرية العديد من المؤسسات، بما في ذلك مستشفيات، مدارس، بنوك شركات، مؤسسات، مراكز الرعاية النهارية، محلات التوفير، نوادي اجتماعية، ومؤسسات للمعوقين. وقد نبذت المجموعة العنف بعد إصرار من قبل أنور السادات الذي خلف عبد الناصر، والذي سمح للإخوان بالتبليغ والدعوة في مقابل دعمه ضد خصومه السياسيين، الموالين لعبد الناصر واليساريين. أما عبد الناصر فقد تغنى بالشريعة وباطلاق سراح المعتقلين الإسلاميين، من دون أن يدرك كثيراً أنه كان يعرض نفسه  للخطر. (قام أعضاء من الجهاد، الذين استاؤوا من التزام السادات الاسمي بمبادئ الشريعة الإسلامية، إضافة إلى معاهدة السلام مع إسرائيل عام 1979، باغتياله في عام 1981. وبحسب ما يشير رايت ، فإن للجهاد أهداف مماثلة لتلك التي للإخوان، لكنه يريد ' تقويض الدولة' بدلاً من العمل ضمن القنوات السياسية المشروعة لتحقيقها).

اعتبرت جماعة الإخوان النظام المصري ' نظاماً قمعياً، فاسداً، وسفيهاً، لكنه بالكاد يكون على مستوى الاحتلال الأجنبي'، بحسب ما كتب ناثان براون من جامعة جورج واشنطن في عام 2010. فهو يقول بأن المجموعة قد وفقت ما بين التزامها المستمرة بقطب وبين تخليها عن العنف من خلال التركيز على مفهوم 'الطليعة' ( كان قطب قد درس ماركس). وبهذا المفهوم، تسعى جماعة الإخوان إلى أسلمة المجتمع 'من خلال النخبة (السياسية) ' بالقدر الذي تقوم بذلك 'من خلال العمل والمشاركة الجماعية'.

زادت جماعة الإخوان، في العقود الثلاثة الماضية، من تقدمها ودخولها الى الساحة السياسية من خلال عقد تحالفات مع أحزاب المعارضة الأخرى، ومن خلال أعضاءها المرشحين للبرلمان كمستقلين.

ويقول بعض المحللين بأن الجماعة تطورت لتصبح أكثر اعتدالاً وهي تتبني المبادئ الديمقراطية والليبرالية، كالشفافية والمساءلة. وقد شارك المرشحون المنتمون للإخوان لأول مرة في الانتخابات المحلية والبرلمانية كمستقلين في عام 1984. 'على الرغم من أن الإخوان دخلوا النظام السياسي من أجل تغييره، فقد انتهى بهم الأمر بأن غيَّرهم النظام'، بحسب ما كتبت كاري ويكهام من جامعة إيموري. وتشير كاري إلى أن التفاعلات مع السياسيين وأعضاء المجتمع المدني خارج المعسكر الإسلامي أدى إلى تعديل وتخفيف بعض المواقف السياسية لجماعة الإخوان المسلمين. وفي حين انفصل الجناح ذي التوجهات الإصلاحية للإخوان في عام 1996 لتشكيل حزب جديد، هو حزب الوسط، فإنه لا يزال هناك آراء متنوعة داخل جماعة الإخوان المسلمين، بوجود أعضاء مختلفين بالعقيدة لجهة تفسيرهم للإسلام وميولهم الايديولوجية في مقابل الميول البراغماتية.

التحديات السياسية منذ الثورة

بعد استقالة مبارك وسط احتجاجات حاشدة في فبراير /شباط 2011، ظهرت جماعة الإخوان كقوة سياسية مهيمنة في مصر إلى حد كبير بسبب مصداقيتها كمعارضة، انضباطها الحزبي، وكمنظمة على مستوى القاعدة.

ففي الانتخابات البرلمانية التي استمرت في الفترة الممتدة من نوفمبر/ تشرين الثاني 2011 وحتى فبراير/ شباط 2012، فاز حزب الحرية والعدالة التابع لجماعة للإخوان المسلمين بما يقرب من نصف المقاعد في مجلس النواب و 90 في المئة من المقاعد في مجلس الشيوخ. وبعد الجولة الأولى من التصويت في شهر مايو/ أيار، فاز مرشح الإخوان المسلمين محمد مرسي بأغلبية ضئيلة (51.7 في المئة) في جولة الاعادة لانتخابات يونيو / حزيران ضد أحمد شفيق رئيس الوزراء في عهد مبارك.

مع ذلك، فقد شابت هذه الانتصارات الانتخابية عدد من الصراعات على السلطة مع السلطة القضائية والجيش. ففي يونيو/ حزيران 2012، حلت المحكمة الدستورية العليا في البلاد مجلس الشعب، مجلس النواب فى البرلمان، لاسباب اجرائية. كما ألغت المحكمة قانوناً يحظر على مسؤولي النظام السابق تولي مناصب، مما أتاح الفرصة لأحمد شفيق  منافسة مرسي في الانتخابات الرئاسية.

بعد أخذ العباءة من المجلس الأعلى للقوات المسلحة في يونيو/ حزيران 2012، بدأ مرسي بتوطيد سلطته. ففي أغسطس/ آب، أصدر الرئيس مرسوماً يعيد فيه الجيش إلى الثكنات العسكرية، وهي خطوة رحب بها الكثير من الضباط، الذين كانوا واعين ومدركين لتزايد الاستياء الشعبي العام إبان وجودهم ما يقرب من سنة ونصف على رأس الحكم في مصر. مع ذلك، ومع حل البرلمان، وجد مرسي نفسه صاحب سيطرة منفردة بالحكومة، بامتلاكه السلطة التنفيذية والتشريعية على حد سواء.


في أواخر شهر نوفمبر/ تشرين الثاني 2012، وفي حين كان يُشاد بمرسي دولياً لتوسطه في وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، أعلن عن نفسه بأنه صاحب حصانة في مجلس الشورى (الغرفة العليا في البرلمان)، والجمعية الدستورية إزاء المراجعة القضائية. وأثار هذا المرسوم رد فعل فوري، بما في ذلك المظاهرات العامة ضد ما سماه المعارضون الاستيلاء على السلطة وتشكيلهم لـ 'جبهة الخلاص الوطني' ، وهو ائتلاف المعارضة العلمانية. وقال محمد البرادعي، الذي نال جائزة نوبل للسلام، وزعيم جبهة الخلاص الوطني، بأن مرسي جعل من نفسه 'فرعوناً جديداً'. وأشار أنصار مرسي إلى أن القضاء قد إمتلأ بفلول نظام مبارك الحريصبن على إحباط أهداف الثورة. ( أدت المعارضة الشعبية الشديدة لمرسي إلى إبطال المرسوم في ديسمبر / كانون الاول).

 وسط هذا الصراع، كان هناك جهد مبذول لإعادة كتابة دستور البلاد. فالجمعية الدستورية، التي أنشئت قبل حل مجلس النواب، سيطر عليها الإسلاميون: حزب الحرية والعدالة لجماعة وحزب النور السلفي التابعان للإخوان المسلمين. وانسحب الليبراليون والمسيحيون من الجمعية، مشيرين إلى مخاوف حول دور الشريعة كأساس للقانون، حماية حقوق المرأة، وحرية التعبير والعبادة. ( كما أن كثيراً من السلفيين، أيضاً، كان لهم مشكلة مع الدستور، واعتبروا التأكيد على 'مبادئ الشريعة الإسلامية' - كما جاء في الدستور المصري  منذ عام 1971 – ضعيفاً وبأنه ينبغي أن يكون لدى علماء الدين سلطة الاعتراض على التشريعات التي تعتبر مخالفة للشريعة الإسلامية ). وفي حين يضع الدستور حدوداً لمدة الولاية فإنه يمنح صلاحيات واسعة لرئيس الجمهورية.

تمت الموافقة على الدستور في استفتاء وطني، مع 63.8 في المئة لصالح التصويت لكن مع تسجيل نسبة مشاركة متدنية. وكان زعماء المعارضة العلمانيين والمسيحيين، والجماعات النسائية من بين الذين احتجوا على الميثاق.

استمرت المواجهة بين مرسي والقضاء عندما ألغت المحكمة الإدارية العليا مرسوماً رئاسياً يدعو لانتخابات برلمانية في أبريل/ نيسان، مشككة في دستورية أحكام قانون الانتخابات.

وقد انتقد بعض الخبراء، بما في ذلك الباحث روبن رايت،  تكتيكات مرسي بصفتها غليظة وشديدة الوطأة؛ إذ يشير رايت إلى أسلوب حكمه على أنه  حكم الأغلبية، ،' حكم استبدادي من قبل أكبر حزب'. فبعد الاطاحة بمبارك، تعهدت جماعة الإخوان المسلمين بعدم السعي وراء الأغلبية البرلمانية أو منصب الرئاسة، إلا أنها جاءت لتهيمن على كليهما ، على حد سواء – وقامت بالضغط من خلال دستور قال النقاد بأنه كتب على عجل من قبل هيئة غير تمثيلية. ووصلت الاتجاهات الاستبدادية المتصورة إلى ذروتها في منتصف يونيو/ حزيران 2013 مع تعيين سبعة عشر محافظ ينتمون للإخوان، بما في ذلك عضو في الجماعة الإسلامية في الأقصر، وهي بلدة حيث قتلت الجماعة فيها العشرات من السياح في عام 1997.

عندما أطاح الجيش بمرسي في 3 يوليو/ تموز 2013، علق اللواء عبد الفتاح السيسي العمل بالدستور الجديد، لكنه قال بأنه سيتم تعديل الوثيقة بدلاً من إلغاءها. فقد كتب الإخوان في البنود ما هو في مصلحتهم لشراء الجماهير الناخبة الكبرى: الجيش، العلماء المسلمين في الأزهر، والسلفيين المحافظين المتشددين. وهكذا، يبدو بأن دستور الإخوان كان على وشك أن يجعل حكمهم معمِّراً ، على الرغم من أنه لا زال هناك تغييرات جوهرية قد تأتي عليه .

الاقتراع أو الرصاص؟

بعد ثورة 2011، لاح في الأفق، وإلى حد كبير، شبح الثورة الإيرانية عام 1979  بالنسبة لكثيرين في الغرب الذين لطالما كانوا يخشون من نظام إسلامي في مصر. ويشير ستيفن كوك في ' CFR' ( مجلس العلاقات الخارجية) أن مبارك استخدم المنظمة كفزاعة على مدى ثلاثة عقود لـ ' إخافة الإدارات الأميركية المتعاقبة، وهذا بدوره ضمن لمصر دعم واشنطن الدبلوماسي والسياسي والمالي السخي'. القادة الإسرائيليون، أيضاً، يخشون تكرار عام 1979.

على الرغم من خطاب مرسي الناري في بعض الأحيان، فإن المخاوف الاسرائيلية لم تكن في محلها. فقد حافظ مرسي على معاهدة السلام المصرية- الإسرائيلية عام 1979، توسط في وقف لإطلاق النار واستمر بذلك بين إسرائيل وحماس، واتخذ إجراءات صارمة ضد الجهاديين العاملين في سيناء.

كان موضوع إقامة دولة إسلامية قائمة على الشريعة مركز الفكر الإيديولوجي لسيد قطب، لكن المحللين يقولون بأن جماعة الإخوان لم تكتسب أهمية من خلال أجندتها السياسية، بل من خلال تشغيل 'دولة الظل' التي قدمت ، وعلى نحو فعال، الرعاية الاجتماعية - وخاصة التعليم والرعاية الصحية - حيث فشلت الدولة الأمنية. وبالتالي فقد تم التخلي، وإلى حد كبير، عن هدف إقامة الخلافة الجديدة أو دولة إسلامية عصرية في سبيل تحقيق أهداف أكثر واقعية. في الواقع، ومن خلال نبذ العنف قبل سنوات، كانت جماعة الإخوان قد تعرضت للتنديد من قبل تنظيم القاعدة والإسلاميين الراديكاليين الآخرين. ويكتب حسين في  CFR فيقول، 'لقد ساعد وجود الإسلاموية في السلطة على التخفيف من الإديولوجية المعادية للغرب '.

في كل الأحوال، إن السؤال عما إذا كان فعل الحكم له تأثير ملطف بطبيعته لا يزال أمراً غير واضح. ونقلاً عن 'السياسات التقييدية الثقافية،' يؤكد وائل نوارة، وهو ناشط وزميل زائر في كلية كينيدي بجامعة هارفارد، على أن 'اعتداء الإخوان المسلمين على الهوية والثقافة، وطريقة الحياة المصرية' ، وليس سوء الحكم والقضايا الاقتصادية العالقة، كان هو 'السبب الجوهري للاحتجاجات'.

بعد الفوز بالسلطة من خلال صناديق الاقتراع وخسارتها بعد ذلك بالقوة، يعتقد كثيرون بأن جماعة الإخوان المسلمين على مفترق طرق. هناك أمور كثيرة تعتمد على ما اذا كان سيتم السماح لجماعة الإخوان بالمشاركة في السياسة الانتخابية، التي تدعمها الولايات المتحدة، وإذا كان الأمر كذلك، ما إذا كانت ستظل الجماعة تعتبر السياسة أفضل طريق للشرعية والسلطة.

في أعقاب إزالة مرسي، واحتجازه مع العديد من المسؤولين الإخوان واشتباك المتظاهرين الموالين لمرسي مع قوات الأمن، أعلنت جماعة الإخوان انها 'ترفض المشاركة في أي عمل مع مغتصبي السلطة' ودعت إلى ' انتفاضة ' ضد أولئك الذين يريدون 'سرقة ثورتهم بالدبابات والمذابح'.

أياً كانت النتيجة، سوف يكون للاطاحة بمرسي عواقب على الأحزاب الإسلامية في جميع أنحاء الشرق الأوسط، التي لطالما كانت جماعة الإخوان المصرية نموذجها الأصلي . لقد غرس هذا الفصل 'الحذر في أوساط بعض الإسلاميين من الدفع بأجندتهم بكل قوتهم، لكنه عزز أيضاً موقف المتشددين الذين لطالما كانوا معارضين للديمقراطية'، بحسب تقارير وكالة أسوشيتد برس. إن نتائج 'تجربة مصر بالتوفيق بين الإسلام السياسي وبين حكومة عصرية' سيكون لها عواقب إقليمية، ما يوحي 'بتجدد العنف من قبل الإسلاميين الذين يشعرون بأنهم قد خُدعوا بواسطة الديمقراطية والعلمانية،' يقول حسين ، مضيفاً بأن 'العلمانيين العرب يتجاهلون هذه الرواية الكبيرة في مواجهة الخطر المحدق بهم '.

ويعتقد براون من جامعة جورج واشنطن بأن استراتيجية الإخوان بالمضي قدما ستتوقف على كيفية تشخيص المنظمة لرئاسة مرسي، والتي يسميها ' إحدى أضخم الاخفاقات في تاريخ جماعة الإخوان المسلمين'، في الأسابيع والأشهر المقبلة. فالإخوان قد يخرجون من السياسة تماماً، ويعودون إلى المجالات التقليدية المتعلقة بالتوعية الدينية والرعاية الاجتماعية؛ ومقاربة السياسة النهج بحذر أكبر؛ إضافة إلى ترك السياسة لحزب الحرية والعدالة، أو ' الاشتغال بالسياسة – لكن ليس وفق قواعد سلمية بعد الآن'، يقول براون.

ـ ساهم جايشري باجوريا في هذا التقرير.

(*) ترجمة : إيمان سويد، خاص لمجموعة الخدمات البحثية

موقع الخدمات البحثية