مواد أخرى » قراءة في هزيمة 2012 في غزة: لماذا لم تربح إسرائيل الحرب؟

آدم شاتز ـ London Review Books
إن الهدنة التي وافقت عليها "سرائيل" وحماس في القاهرة بعد ثمانية أيام من القتال هي مجرد وقفة في الصراع الإسرائيلي ـ الفلسطيني. فالهدنة تعد بتسهيل الحركة على كل المعابر الحدودية مع  قطاع غزة، لكنها لا ترفع الحصار عنها. وتتطلب الهدنة من إسرائيل وضع حد لهجومها على القطاع، ومن المسلحين الفلسطينيين وقف إطلاق الصواريخ على جنوب "إسرائيل"، لكنها غزة بحالتها المزرية والبائسة كما كانت من قبل: بحسب تقرير صدر في الآونة الأخيرة عن الأمم المتحدة، ستصبح غزة " غير صالحة للسكن" بحلول 2020. هذا ونحن نتحدث عن غزة فقط. كيف يتم بسهولة تناسي أن غزة ليست إلا جزءاً يعامل بوحشية جداً، جزء من " دولة فلسطينية مستقبلية" بدا مرة أنها حتمية وتبدو الآن أنها لا تعدو أكثر من صيحات القائمين الغربيين على عملية السلام.  إذ لم تتم معالجة أي من القضايا الجوهرية للصراع الإسرائيلي ـ الفلسطيني ـ الاحتلال، الحدود، حقوق المياه.
 إن القتال سوف يندلع مجدداً، لأن حماس ستخضع لضغوط مستمرة من قبل أعضائها ومن فصائل مسلحة أخرى، ولأن "إسرائيل" لم تكن في حاجة أبداً في أي يوم من الأيام لذريعة لتشن حرباً. ففي العام 1982، كسرت هدنتها مع منظمة التحرير الفلسطينية بقيادة عرفات وغزت لبنان متذرعة بمحاولة اغتيال سفيرها في لندن، رغم أن الهجوم كان من عمل العدو اللدود لعرفات، العميل العراقي أبو نضال. وفي العام 1996، وخلال فترة من الهدوء النسبي، اغتالت "إسرائيل" يحيى عياش المهندس القيادي وصانع القنابل في حماس. وردت حماس الضربة بموجة من الهجمات الانتحارية في مدن إسرائيلية. وعندما اقترحت حماس، بعد عام، وقفاً لإطلاق النار لمدة 30 عاماً، أو هدنة، أرسل نتنياهو فريقاً من عملاء "الموساد" لتسميم خالد مشعل قائد حماس في عمان؛ وبضغط من الأردن والولايات المتحدة، كانت "إسرائيل" مجبرة على توفير الترياق له. ومشعل اليوم رئيس الدائرة السياسية لحماس ـ وحليف محمد مرسي، رئيس مصر الجديد.
بدأت عملية "ركيزة الدفاع"، حرب "إسرائيل" الأخيرة، تماما ًعندما كانت حماس تعمل على ترقيع اتفاق لأمد طويل. واغتيل قائدها العسكري، أحمد الجعبري، بعد ساعات فقط من مراجعته مسودة الاقتراح. وكان يمكن أن يكون لدى نتنياهو ووزير دفاعه إيهود باراك اتفاق هدنة ـ ربما بشروط أفضل من دون مقتل أكثر من 160 فلسطينياً و 5 إسرائيليين، لكنهما كانا، عندئذ، سيفوتان على نفسيهما فرصة اختبار القبة الحديدية، درعهما الدفاعي الصاروخي الجديد، الذي كان أداؤه نجاح "إسرائيل" الرئيس في الحرب. كما كانا سيفوتان على نفسيهما فرصة تذكير غزة بضعفها في وجه الجبروت العسكري الإسرائيلي. لقد كان الدمار في غزة أقل امتداداً عما كان عليه في عملية  "الرصاص المصبوب"،  لكن في هذه المناسبة كان الهدف، بحسب ما قال جلعاد شارون، إبن آرييل شارون، في صحيفة "جيروزاليم بوست"، هو "إرسال صرخة طرزان تجعل كل الغابة تعلم بمصطلحات لا لبس فيها فحسب من الذي انتصر ومن الذي هُزم".
في كل الأحوال، النصر في الحرب لا يقاس فقط بأعداد القتلى. وقد تكون " الغابة" هي من تضحك أخيراً ـ الكلمة الإسرائيلية ليست للفلسطينيين فقط، وإنما للعرب ككل. فحماس لم تحارب بشكل أفضل من الحرب الأخيرة فحسب، وإنما تجنبت حصول هجوم بري إسرائيلي، وفازت باعتراف ضمني كفاعل شرعي من قبل الولايات المتحدة ( الأمر الذي ساعدها للتوسط في المحادثات التي جرت في القاهرة)، وحققت مكاسب صلبة، قبل كل شيء وقف عمليات الاغتيال وتخفيف القيود على حركة الناس ونقل البضائع على المعابر. لم يكن هناك حديث في القاهرة أيضاً عن "مبادئ الرباعية" التي تطلب من حماس نبذ العنف، والاعتراف بـ"إسرائيل" والالتزام بالاتفاقيات السابقة بين "إسرائيل" والسلطة الفلسطينية: نصر رمزي لحماس، لكنه ليس صغيراً. ولم يكن الفلسطينيون العرب الوحيدين الذين كان بإمكانهم إدعاء النصر في القاهرة، ففي المصطلحات الديبلوماسية، إن انتهاء القتال بظل وساطة مصرية هو علامة على بزوغ فجر مصر، الحريصة على استعادة الدور الذي فقدته عندما وقع السادات اتفاقية سلام منفصلة مع "إسرائيل". "مصر اليوم مختلفة عن الأمس. نحن نؤكد لهم أن الثمن سيكون غالياً لعدوانهم المستمر"، قال مرسي محذراً "إسرائيل" في اليوم الأول من الحرب. وقد شدد على هذه النقطة بإرساله رئيس وزرائه هشام قنديل إلى غزة في اليوم التالي. وفي حين امتنع مرسي عن الإدلاء بخطاب ناري، فإنه أوضح أنه لا يمكن لـ"إسرائيل" الاعتماد على الدعم المصري في هجومها على غزة، كما كان الحال أيام حكم مبارك، وأنها لن تلوم سوى نفسها إذا ما تعرضت معاهدة السلام للخطر. فبعد كل شيء، عليه الاستجابة للإخوان المسلمين، المنظمة الأم لحماس، كما عليه الاستجابة للشعب المصري، المعادي لـ"إسرائيل" بغالبيته الساحقة. أما إدارة أوباما، المتحمسة للمحافظة على العلاقات مع مصر، فقد وصلتها الرسالة، وكذلك وصلت لـ"إسرائيل"، بحسب الظاهر. وأثبت مرسي أن بإمكانه التفاوض مع "إسرائيل" من دون " بيع المقاومة"، بحسب تعبير مرسي. أما دولياً، فقد كانت الهدنة في أفضل الأوقات بالنسبة له، رغم أن المصريين قد يتذكرون ذلك كمقدمة لتحركه بعد يوم من الهدنة لمكافأة نفسه بسلطات تنفيذية واسعة النطاق تضعه فوق أي قانون.
أن يكون نتانياهو لم يصل إلى حد القيام بحرب برية، وأن يعطي المطالب الأساسية في محادثات القاهرة، فإن هذا مؤشر ليس فقط على المكانة المتنامية لمصر فحسب، وإنما على ضعف موقف إسرائيل. فعلاقتها مع تركيا، التي كانت حليفتها الأقرب في المنطقة ذات مرة ، وركيزة " عقيدة المحيط الخارجي" لها ( استراتيجية مبنية على التحالفات مع دول غير عربية) قد تدهورت مع صعود أردوغان وحزب العدالة والتنمية. أما الملكية الأردنية، ثاني حكومة عربية توقع معاهدة سلام مع "إسرائيل"، فتواجه تظاهرات متطرفة على نحو متزايد. ورغم أن "إسرائيل" قد ترحب بسقوط الأسد، وهو حليف حزب الله وإيران، فإنها قلقة من حكومة ما بعد الأسد، حكومة يهيمن عليها الفرع السوري للإخوان المسلمين،  فهذه لن تكون أقل عدائية إزاء القوة المحتلة لمرتفعات الجولان: إطلاق الصواريخ بين الفينة والأخرى من داخل سوريا في الأيام الأخيرة تذكير لـ"إسرائيل" حول مدى هدوء الحدود الذي كان بظل حكم آل الأسد. فقد كان قادة "إسرائيل"، ولسنوات، يأسفون لكونهم الديمقراطية في المنطقة. أما ما كشف عنه فصل الثورات فهو أن "إسرائيل" لديها استثمارات عميقة في الحكومات الاستبدادية العربية. كان انهيار النظام العربي القديم مؤلماً بالنسبة لـ"إسرائيل". عندما يكون بإمكان "إسرائيل" أن تعتمد على تواطؤ هادئ من الرجال الكبار الذين أرضوا رعاياهم باستنكارات نارية بسبب الإساءات الإسرائيلية ولكنهم لم يفعلوا شيئاً يذكر لمنع الإسرائيليين من ارتكابها، ما يترك "إسرائيل" تشعر بالوحدة أكثر من ذي قبل. إنه هذا الشعور الحاد بالاستهداف الذي قاد "إسرائيل" للدخول في حرب، أكثر حتى من رغبة نتانياهو بتعزيز ودعم أوراق اعتماده قبل انتخابات  كانون الثاني،.
في هذه الأثناء، انتعشت حماس بسبب نفس التحولات الإقليمية، تحديداً انتصار الحركات الإسلامية في تونس ومصر: لقد " تطبعت" حماس، وليس "إسرائيل"، بالثورات العربية. ومنذ فضيحة قضية السفينة، طورت حماس علاقة وثيقة مع تركيا، المتحمسة لاستخدام المسألة الفلسطينية لنشر نفوذها في العالم العربي. كما خاطرت بكسر العلاقة مع الراعين لها في سوريا: ففي وقت سابق من هذا العام، ترك خالد مشعل دمشق متوجهاً إلى الدوحة، في حين أقام موسى أبو مرزوق، الرجل الثاني بعد مشعل، في القاهرة. ومنذ ذلك الحين، رمت حماس بثقلها في الثورة السورية، أبعدت نفسها عن إيران ووجدت مصادر جديدة للدعم المالي والسياسي في قطر، ومصر، وتونس، تحايلت والتفَّت على صعوبات الحصار عن طريق تحويل الأنفاق إلى مصدر عائدات مربح وعملت، بنجاح غريب، لفرض الانضباط على الجهاد الإسلامي وعلى فصائل مسلحة أخرى في القطاع. وكانت النتيجة مكانة إقليمية متزايدة، وموكب من كبار الزوار، بمن فيهم أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الذي جاء إلى غزة قبل ثلاثة أسابيع من الحرب ووعده بتقديم 400 مليون دولار لبناء المنازل وإصلاح الطرقات. ولم يقم الأمير برحلة مماثلة إلى رام الله.
لم يمر نفوذ حماس المتزايد مرور الكرام في تل أبيب: فتحجيم حماس كان أحد أهداف حرب "إسرائيل" بالتأكيد. فلو كانت "إسرائيل" مهتمة حقاً في تحقيق تسوية سلمية ـ معايير كانت حماس قد تقبلتها ـ لكانت حاولت ربما تعزيز وضع عباس عن طريق إنهاء النشاط الاستيطاني، وبدعم، أو على الأقل عدم معارضتها، رهانه على وضع مراقب غير عضو بالنسبة لفلسطين في الأمم المتحدة. بدلاً من ذلك، لقد قامت بكل ما في وسعها لتخريب مبادرته في الأمم المتحدة ( مع تعاون قوي من قبل إدارة أوباما)، مهددة ببناء مستوطنات أكثر إذا ما واصل عمله بهذا الإطار. هكذا تكون المكافآت لمقاومة فلسطينية لا تستخدم العنف، وكانت حماس سعيدة جداً فحسب بالإشارة إلى ذلك. إن عملية "ركيزة الدفاع" ستقوض أكثر موقف عباس الهش أساساً في الضفة الغربية حيث الدعم لحماس لم يسبق أن كان بهذا الارتفاع من قبل.
ما أن دخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ ، حتى داهمت "إسرائيل" الضفة الغربية لمحاصرة أكثر من خمسين شخصاً من أنصار حماس، في حين حذر نتنياهو قائلاً من أن  "إسرائيل" " قد تضطر لبدء عملية عسكرية أقسى وأشد". ( يقال إن وزير خارجيته أفيغدور ليبرمان دفع باتجاه حرب برية). بعد كل شيء، لإسرائيل حق الدفاع عن نفسها. هذا ما يقوله الإسرائيليون وما يقوله اللوبي الإسرائيلي، إلى جانب قسم كبير من الصحافة الغربية، بما فيها صحيفة " نيويورك تايمز". ففي افتتاحية لها بعنوان " لا شرعية حماس" ـ عبارة غريبة بما أن حماس لم تصبح في السلطة في غزة إلا بعد فوزها بالأكثرية في الانتخابات البرلمانية 2006 ـ اتهمت مجلة " التايمز" الأميركية حماس بمهاجمة إسرائيل بسبب " تشبعها بالكراهية لها"، ولم تذكر التايمز أن كراهية حماس قد تكون احتدمت وتزايدت بسبب الحصار الاقتصادي العقابي، ولم تذكر أنه ما بين بداية العام واندلاع هذه الحرب، كان هناك 78 فلسطيني قد قتلوا في غزة بنيران إسرائيلية مقابل مقتل إسرائيلي واحد في كل عمليات إطلاق الصواريخ الشهيرة لحماس. أو تذكر أن هذا العام كان ـ إلى حين بدء الحرب ـ عاماً سلمياً نسبياً للقطاع البائس، حيث قتل 3000 فلسطيني تقريباً على يد "إسرائيل" منذ العام 2006، مقابل مقتل 47 إسرائيلي بنيران فلسطينية.
أولئك الذي يذكرون حق إسرائيل بالدفاع عن نفسها غير منزعجين ولا يقلقهم هذا التفاوت في عدد الضحايا لأن الأمر الطبيعي غير المعلن هو أن ليس للفلسطينيين نفس هذا الحق. وإذا ما مارس هؤلاء هذا اللا حق، فينبغي عندها تلقينهم درساً. " نحن بحاجة لتسوية أحياء بكاملها بالأرض في غزة"، كتب جلعاد شارون يقول في صحيفة جيروزاليم بوست". الأميركيون لم يتوقفوا عند هيروشيما، فاليابانيون لم يستسلموا بالسرعة الكافية، لذا فقد ضرب الأميركيون ناكازاكي أيضاً". وقال إنه لا ينبغي لإسرائيل أن تقلق بخصوص المدنيين الأبرياء في غزة، لأنه ليس هناك من مدنيين أبرياء في غزة: " لقد انتخبوا حماس... لقد اختاروا ذلك بحرية، ويجب أن يتحملوا العواقب". لغة كهذه تكون صادمة لولا أنها مألوفة للغاية هناك. ففي "إسرائيل" اندمج خطاب الضحية المبرر أخلاقياً مع خطاب المحتل الطنان المعادي ، ومع العنصرية. ولا تعدو إشارة طرزان لشارون عن كونها مجرد اختلاف بسيط عن توصيف باراك لـ"إسرائيل" كفيل في الغابة؛ إن توسله لحرب نووية يذكرنا بأنه في عام 2008 اقترح نائب وزير الدفاع ماتان فيلاناي "هولوكست أكبر" إذا ما استمرت غزة بالمقاومة.
إلا أن ثمن الحرب أعلى بالنسبة لـ"إسرائيل" عما كان عليه الأمر خلال عملية " الرصاص المصبوب"، كما أن مجال مناورتها فيها محدود أكثر، لأنه ينبغي للحكومة الأميركية، الحليف الحقيقي الوحيد للدولة اليهودية، المحافظة على علاقات جيدة مع مصر وحكومات إسلامية أخرى منتخبة ديمقراطياً. وخلال الأيام الثمانية من عملية " ركيزة الدفاع"، قامت "إسرائيل" بعرض لألعاب نارية رائعة وقاتلة، كما تفعل دائماً، مضيئة سماء غزة مخمدةً أخبار التويتر مباشرة بصوت "السوبرانو". إلا أن قتل عائلات بكاملها وتدمير المباني الحكومية ومراكز الشرطة، الأمر الذي يجعل تشجيع الفلسطينيين على الاستسلام أمراً مستبعداً، لن يؤدي إلا إلى تحصين المقاومة، درس قد تكون إسرائيل قد تعلمته عن طريق مراجعتها لصفحات التاريخ اليهودي الأخير. يدرك الفلسطينيون أنهم لم يعودوا يواجهون "إسرائيل" وحدهم: "إسرائيل"، وليس حماس، هي المنبوذة. فالعالم العربي يتغير، إلا أن "إسرائيل" لا تتغير. بدلاً من ذلك، لقد تراجعت أكثر خلف جدار  "جابوتنسكي" الحديدي، بتعميقها قبضتها على  الأراضي المحتلة، حاشرة أنفها في منطقة بدأت تحصل أخيراً على ذوقها الخاص بالسلطة، منفجرة بتشنجات من العنف العالي التقنية الذي فشل بإخفاء افتقارها لإستراتيجية سياسية لإنهاء الصراع. إن " القبة الحديدية" قد تحمي "إسرائيل" من صواريخ القسَّام، لكنها لن تحميها من المستقبل.

رسائل 
20 كانون أول ، 2012  
من رون روزينباوم
  
سأكون ممتناً إذا ما استطاع آدم شاتز تزويدنا بالمصدر بخصوص إدعائه أن حماس " تقبلت" حق إسرائيل بالوجود بسلام " على أساس حدود 1967" ( LRB، 6 كانون الأول). لم أر تصريحاً رسمياً ـ أو غير رسمي ـ لهذا التغيير الترحيبي في مكان آخر. يبدو أن الأمر يناقض الدعوات الكثيرة للتدمير الكامل لدولة "إسرائيل"، ومن الصعب أن تتوافق هذه الدعوات مع حماسة حماس ( في مادتها السابعة) المتعلقة بقتل كل اليهود، وليس فقط الإسرائيليين.
رون روزينباوم / نيويورك

آدم شاتز يرد:
ليس سراً في أوساط المتابعين للصراع الإسرائيلي ـ الفلسطيني، كمعارضين لأولئك الذين يحصلون على أخبارهم من صحيفة جيروزاليم بوست والآيباك، أنه منذ اتفاق مكة 2007 مع فتح، دعمت حماس إنشاء دولة فلسطينية على طول حدود 1967، على أساس هدنة طويلة الأمد مع "إسرائيل".  وبحسب ما قال خالد مشعل، رئيس الدائرة السياسية لحماس، لصحيفة "نيويورك تايمز" في مقابلة معها في العام 2009، لقد " قبلت حماس إنشاء دولة فلسطينية على أساس حدود 1967، بما في ذلك القدس الشرقية، وتفكيك المستوطنات، وحق العودة بناء على هدنة طويلة الأمد". هذا لا يعني أن حماس تقبل بـ " حق إسرائيل بالوجود" ـ بحسب تعبير روزنباوم ( وتعبير إسرائيل) وليس تعبيري. فلمَ يكون على الفلسطينيين الاعتراف " بحق الوجود" لدولة  تحتل أرضهم وترفض الاعتراف بحقهم بدولة لهم؟ تتساءل حماس. وتصر حماس على القول بأن الاعتراف لا يمكن أن يكون شرطاً للمفاوضات. بالإمكان منحه فقط إذا ما وافقت "إسرائيل" على القيام بانسحاب كامل من الأراضي المحتلة وإعلان حدودها. أما بما يخص بميثاقها السيئ المشهور، بفقراته البشعة المعادية للسامية والاقتباسات من " البروتوكولات"، فقد أصر مشعل على القول ( بحسب ما أخبر صحيفة نيويورك تايمز) بأن " أهم شيء هو ما الذي تفعله حماس وأية سياسة تتبناها اليوم "، وحذر المجتمع الدولي من التمسك بعبارات كتبت قبل عشرين عاماً مضت: "نحن لا نقاتل اليهود لأنهم يهود، نحن نقاتل الصهاينة، اليهود المستعمرين"، هذا ما قاله في الدوحة بعد توقيع الهدنة الأخيرة. إن نزاعهم هو مع الدولة اليهودية.

موقع الخدمات البحثية