مواد أخرى » المعارضة السورية: من الذي يقوم بالمحادثات؟

شارلي سكيلتون ـ  / Gascii117ardian ـ 12 تموز ، 2012

كان الإعلام سلبياً جداً عندما كان الموضوع يتعلق بمصادر المعارضة السورية، من دون التدقيق بخلفياتهم واتصالاتهم السياسية. حان الوقت لإلقاء نظرة أقرب..
هناك كابوس ينتشر في سوريا، في بيوت الحفة وشوارع الحولة. ونحن نعلم جميعا ً كيف تنتهي القصة: آلاف الجنود والمدنيين القتلى، دمار بلدات وعائلات، وضرب الرئيس الأسد في خندق ما حتى الموت.
 هذه قصة الحرب السورية، لكن هناك قصة أخرى تروى. قصة أقل دموية، لكنها مع ذلك هامة. هذه القصة تتعلق برواة القصص: المتحدثون الرسميون، ' الخبراء بالشأن السوري'، ' الناشطون الديمقراطيون'. أي واضعو البيانات. الناس الذين ' يلحون' و ' يحذرون' و ' يدعون للقيام بعمل ما'.
إنها رواية عن بعض الأعضاء في المعارضة السورية الأكثر ذكراً واستشهاداً بهم وصلتهم بخلق المعارضة الأنكلو- أميركية. كانت أخبار الإعلام السائد، بشكل رئيس، سلبية بشكل لافت عندما يتعلق الأمر بالمصادر السورية: الإعلان عنها بأنها صادرة، وببساطة، عن الناطقين الرسميين أو دعاة للديمقراطية من دون التدقيق، غالب الأحيان، بتصريحاتهم، خلفياتهم، أو اتصالاتهم السياسية.
من المهم التشديد على أن: التحقيق بخلفية الناطق الرسمي السوري لا يعني الشك بإخلاصه بمعارضته أو معارضتها للأسد. لكن الكراهية العاطفية العميقة لنظام الأسد ليست ضمانة على الاستقلالية. بالواقع، إن عدداً من الشخصيات الأساسية في حركة المعارضة السورية هم من الموجودين في المنفى منذ مدة طويلة وممن يتلقون تمويلاً من الحكومة الأميركية لتقويض حكومة الأسد وذلك قبل وقت طويل من اندلاع الربيع العربي.
ورغم أن سياسة الحكومة الأميركية لم تصرِّح بعد بالإطاحة بالأسد بالقوة، فإن هؤلاء الناطقين يؤيدون بشكل صاخب تدخلاً عسكرياً خارجياً في سوريا وبالتالي فإن الحلفاء الطبيعيين للمحافظين الجدد الأميركيين الذين دعموا غزو بوش للعراق، والمحددين بشكل جيد، يضغطون الآن على إدارة أوباما للتدخل. وكما سنرى، لقد وجد عدد من هؤلاء الناطقين بإسم المعارضة السورية الدعم، وفي بعض الحالات قاموا بتطوير علاقات طويلة ومربحة مع مؤيدين للتدخل العسكري على جانبيْ الأطلسي.
' الوقت ينفد منا' قالت هيلاري كلينتون يوم الأحد. إذن، وفي حين يشتد القتال في سوريا،، وتبحر السفن الحربية الروسية إلى طرطوس، فقد حان الوقت لإلقاء نظرة أقرب على أولئك الذين يتحدثون لصالح الشعب السوري.
المجلس الوطني السوري
إن أكثر الناطقين باسم المعارضة السورية  الذين يتم الاستشهاد بأقوالهم هم الممثلون الرسميون للمجلس الوطني السوري. فالمجلس الوطني السوري ليس المجموعة المعارٍضة السورية وحدها – انما معترف به عموماً على أنه ' إئتلاف المعارضة الرئيس' ( BBC). وتصفه صحيفة ' واشنطن تايمز' على أنه ' مظلة الفئات المتنافسة الموجودة خارج سوريا'. وبالتأكيد، فإن المجلس الوطني السوري هو مجموعة المعارضة التي تملك اتفاقيات وثيقة الصلة بالقوى الغربية – والذي دعا للتدخل الخارجي منذ المراحل الأولى للثورة. ففي شباط هذا العام، وعند افتتاح قمة ' أصدقاء سوريا' في تونس، أعلن وليام هيغ: ' سألتقي قادة المجلس الوطني السوري بغضون دقائق... نحن سنعامله ونعترف به الآن، بالاشتراك مع دول أخرى، على أنه الممثل الشرعي للشعب السوري.'
إن أرفع ناطق رسمي باسم المجلس الوطني السوري هي بسمة قضماني، الأكاديمية السورية الموجودة في باريس.
إن قضماني عضو في الدائرة التنفيذية ورئيسة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني السوري. وقضماني قريبة من مركز هيكلية السلطة للمجلس الوطني السوري، وإحدى أكثر الناطقين والمعبٍّرين باسم المجلس. ' لا حوار ممكن مع النظام الحاكم. يمكننا فقط مناقشة كيفية التحرك نحو نظام سياسي مختلف،' هذا ما أعلنته قضماني هذا الأسبوع. وهنا ذكرت وكالة الأنباء AFP كلاماً لها تقول فيه: ' إن الخطوة التالية بحاجة لقرار من مجلس الأمن بظل الفصل السابع، الذي يسمح باستخدام كل الوسائل المشروعة والإجبارية وحظر السلاح، إضافة إلى استخدام القوة لإجبار النظام على الإذعان'.
هذا التصريح يترجم إلى عنوان رئيس هو: ' السوريون يدعون إلى قوات حفظ سلام مسلحة' (صحيفة ' هيرالد صن' الأسترالية). عندما تتم الدعوة إلى عمل عسكري دولي واسع النطاق، يبدو من المنطقي طرح السؤال التالي: من الذي يدعو لذلك بالفعل؟ يمكننا القول، وببساطة، ' ناطق رسمي باسم المجلس السوري الوطني'، أو يمكننا إلقاء نظرة أقرب.
هذا العام كان حضور قضماني لمؤتمر ' بيلدربيرغ' هو الثاني. ففي مؤتمر 2008، كانت قضماني على قائمة المدعوين كفرنسية؛ بحلول عام 2012، سقطت فرنسيتها وكانت على القائمة بصفتها شخصية ' دولية'، ببساطة ـ لقد أصبح موطنها عالم العلاقات الدولية.
بالعودة سنوات قليلة إلى الوراء، كانت قضماني تعمل في العام 2005 لصالح ' مؤسسة فورد' في القاهرة، حيث كانت مديرة الحكم وبرنامج التعاون الدولي فيها. إن ' مؤسسة فورد' عبارة عن مؤسسة ضخمة، مقرها الرئيس في نيويورك، وكانت قضماني ذات منصب رفيع إلى حد ما أساساً. لكنها كانت على وشك أن تقفز درجة صعوداً.
في هذا الوقت، وفي شباط 2005، انهارت العلاقات الأميركية- السورية، واستدعى الرئيس بوش سفيره من دمشق. وهناك الكثير من مشاريع المعارضة يعود تاريخها إلى هذه الفترة. ' بدأت الأموال الأميركية للمعارضة السورية تتدفق بظل حكم الرئيس جورج دبليو بوش بعدما جمَّد علاقاته السياسية مع دمشق في العام 2005'، تقول الواشنطن بوست.
وفي أيلول 2005، تم تسليم قضماني منصب المدير التنفيذي لـ ' مبادرة الإصلاح العربية' ( ARI) – برنامج أبحاث استهلتها مجموعة اللوبي الأميركي القوية، أي ' مجلس العلاقات الخارجية CFR)).
إن ' مجلس العلاقات الخارجية' ( CFR) هو من نخبة مراكز أبحاث السياسة الخارجية الأميركية،  وقد وُصفت ' مبادرة الإصلاح العربية' على موقعه الإلكتروني على أنها ' مشروع CFR'. وبشكل أكثر تحديداً، لقد تم إطلاق 'مبادرة الإصلاح العربية' ( ARI) من قبل مجموعة داخل CFR تدعى 'مشروع أميركا/ الشرق الأوسط' ـ هيئة من كبار الديبلوماسيين، ضباط الاستخبارات والممولين، الهدف المعلن لها هو الشروع بـ ' تحليل سياسة' إقليمية لـ ' منع الصراع وتعزيز الاستقرار'. ويواصل ' مشروع الشرق الأوسط' العمل على هذه الأهداف بظل توجيه من لجنة دولية برئاسة الجنرال ( المتقاعد) برنت سكوكروفت.
syriaopposit250_250الجنرال برينت سكوكروفت ( الرئيس الفخري) مستشار سابق لشؤون الأمن القومي لدى الرئيس الأميركي ـ استلم الدور من هنري كيسينجر. ويجلس إلى جانب سكوكروفت باللجنة الدولية زميله زيبغينو بريجينسكي الذي خلفه كمستشار للأمن القومي وبيتر سوثرلاند، رئيس Goldman Sachs International. إذن، وبالعودة إلى العام 2005، نكون قد حصلنا على جناح رفيع من المؤسسة الاستخبارية/ المصرفية والتي اختارت قضماني لإدارة مشروع أبحاث الشرق الأوسط. وفي أيلول من ذاك العام، عينت قضماني مديراً متفرغاً للبرنامج. وفي وقت سابق من العام 2005، عينت CFR  ' مركز الإصلاح الأوروبي ' ( CER) 'للإشراف المالي' على المشروع.
يحين الآن دور البريطانيين. إذ يشرف على ' مركز الإصلاح الأوروبي' ( CER) اللورد كير، نائب رئيس Royal Dascii117tch Shell. أما ' كير' فهو رئيس أسبق للجهاز الديبلوماسي ومستشار رفيع في Chatham Hoascii117se ( مركز أبحاث يعرض أفضل عقول المؤسسة الديبلوماسية البريطانية).
إن المسؤول المتفرغ عن CER هو ' تشارلز غرانت، المحرر السابق للشؤون الدفاعية في مجلة  'إيكونومست'، أما هذه الأيام فهو عضو في ' المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجة'، وهو ' مركز أبحاث أوروبي' محشو بديبلوماسيين، صناعيين، اختصاصيين، ورؤساء حكومات. وعلى قائمة الأعضاء سوف تجد إسم: بسمة قضماني ( فرنسا/ سوريا) ـ المدير التنفيذي، ' مبادرة الإصلاح العربية'.
هناك اسم آخر على اللائحة: جورج سوروس ـ الممول الذي تعتبر 'مؤسساته الاجتماعية المفتوحة' التي لا تبغي الربح، مصدر التمويل الرئيس لـ ECFR. وعند هذا المستوى، تتناغم العوالم المصرفية، الديبلوماسية، الصناعية، الاستخبارية، والمؤسسات والمعاهد السياسية المختلفة مع بعضها، وسط كل هذا تجد هناك قضماني.
النقطة هنا هي أن قضماني ليست ' ناشطة عشوائية مؤيدة للديمقراطية' بصدف أن وجدت نفسها أمام ميكروفون. فلديها أوراق اعتماد ديبلوماسية دولية لا تشوبها شائبة: فهي تحتل منصب ' مدير أبحاث في ' الأكاديمية الديبلوماسية الدولية' ـ وهو معهد مستقل ومحايد مخصص لتعزيز الديبلوماسية الحديثة'. أما الأكاديمية فهي برئاسة جان كلود كوسران، رئيس أسبق  لـ DGSE ـ وكالة الاستخبارات الخارجية الفرنسية.
هناك صورة تبرز لقضماني كملازم لصناعة الترويج  للديمقراطية الأنكلو ـ أميركية. إن ' أصلها من محافظة دمشق' ( بحسب موقع المجلس الوطني الالكتروني)، لكن لديها علاقات مهنية وثيقة وقديمة مع تلك القوى، تحديداً، التي تدعوها للتدخل في سوريا.
وهناك عدد من نظرائها الناطقين في المجلس لهم اتصالات جيدة بشكل مماثل.
رضوان زيادة
هناك ممثل آخر للمجلس الوطني السوري غالباً ما يستشهد بأقواله هو رضوان زيادة ـ مدير العلاقات الخارجية في المجلس الوطني السوري. ويملك زيادة سيرة ذاتية مؤثرة: فهو زميل كبير في ' المعهد الأميركي للسلام، مركز الأبحاث في واشنطن الممول فيدرالياً ( هيئة مدراء ascii85SIP ملئة بخريجي وزارة الدفاع ومجلس الأمن القومي؛ رئيسها ريتشارد سولومون، مستشار أسبق لكيسينجر في مجلس الأمن القومي ( NSC ).
وفي شباط هذا العام، انضم زيادة إلى باقة من نخبة صقور واشنطن لتوقيع رسالة تدعو أوباما للتدخل في سوريا. وضمت هذه الباقة من الزملاء الموقعين جايمس وولسي ( الرئيس الأسبق للـ CIA)، كارل روف ( سائس بوش الإبن)، كليفورد ماي ( لجنة الخطر الحالي) واليزابيث تشيني، رئيسة مجموعة عمليات إيران ـ سوريا التابعة للبنتاغون.
زيادة شخص منظم دؤوب، ومطلع ممتاز على بواطن الأمور في واشنطن وله ارتباطات مع بعض أقوى مراكز الأبحاث هناك. وتمتد اتصالات زيادة وصولاً إلى لندن. وفي العام 2009 أصبح زيادة' زميلاً زائراً في Chatham Hoascii117se' ، وفي حزيران من العام الماضي ظهر على لائحة إحدى أمسياتها ـ  ' تصور حول المستقبل السياسي لسوريا' ـ مشاركاً الناطق باسم المجلس الوطني السوري أسامة منجد المنصة ( هناك معلومات أكثر عن منجد لاحقاً)  إضافة إلى مشاركته نجيب غضبان العضو في المجلس الوطني السوري.
وقد عرَّفت مجلة ' وول ستريت جورنال' غضبان على أنه من أوائل الوسطاء بين الحكومة الأميركية والمعارضة السورية في المنفى: ' الاتصال المبدئي بين البيت الأبيض و' جبهة الخلاص الوطني' صاغه نجيب غضبان، عالم سياسي في جامعة أركنساس'. كان هذا في العام 2005. عام نقطة التحول.
أما هذه الأيام، فغضبان عضو في الأمانة العامة للمجلس الوطني السوري وهو في الجنة الاستشارية لهيئة سياسية مركزها واشنطن تدعى ' المركز السوري للدراسات السياسية والاستراتيجية ( SCPSS) ـ منظمة ساعد على تأسيسها زيادة .
كان زيادة يقوم باتصالات كهذه لسنوات. وبالعودة إلى العام 2008، شارك زياد في اجتماع لشخصيات معارضة في مبنى حكومي أميركي: مؤتمر صغير دعي ' سوريا في المرحلة الانتقالية'. وشاركت في رعاية الاجتماع هيئة تدعى ' المجلس الديمقراطي' ومنظمة مركزها بريطانيا تدعى ' حركة العدالة والتنمية' ( MJD). كان يوماً عظيما ً لحركة العدالة والتنمية – فقد سافر رئيسها أنس الأبدح إلى واشنطن من بريطانيا لحضور الحدث، إلى جانب مدير المنظمة للعلاقات العامة. وعن موقع ' حركة العدالة والتنمية' الالكتروني، هنا وصف لذلك اليوم: ' شهد المؤتمر تحولاً استثنائياً حيث أن القاعة المخصصة للاجتماع كانت مليئة بالضيوف من مجلسيْ النواب والشيوخ، وممثلين عن مراكز الدراسات، إضافة إلى صحافيين ومغتربين سوريين في الولايات المتحدة'.
افتتح اليوم بخطاب رئيس  ألقاه جايمس برنس، رئيس ' مجلس الديمقراطية'. وكان زيادة على لائحة برئاسة جوشوا مورافيشيك ( كاتب الافتتاحية المتشددة الداعية للتدخل' أقصفوا إيران' في العام 2006). وكان موضوع النقاش ' بروز المعارضة المنظمة'. وكان إلى جانب زيادة على الطاولة المستديرة مدير العلاقات العامة في ' حركة العدالة والتنمية' ( MJD) – رجل أصبح لاحقاً زميله الناطق باسم المجلس الوطني السوري أسامة منجد.
أسامة منجد
إلى جانب قضماني وزيادة، يعتبر أسامة منجد أحد أهم الناطقين باسم المجلس الوطني السوري. هناك آخرون، بالطبع، فالمجلس الوطني السوري وحش كبير ويضم الإخوان المسلمين. إن حركة المعارضة للأسد واسعة النطاق، لكن هناك بعض الأصوات الأساسية. هناك ناطقون رسميون آخرون من أصحاب المهن السياسية الطويلة الباع، مثل جورج صبرا، من الحزب الشعبي الديمقراطي السوري ـ عانى صبرا من الاعتقال والسجن الطويل في حربه ضد ' النظام القمعي والاستبدادي في سوريا'. وهناك أصوات معارضة أخرى خارج المجلس الوطني السوري، مثل الكاتب ميشال كيلو، الذي يتحدث ببلاغة عن العنف الذي يمزق بلاده فيقول: ' سوريا يتم تدميرها – شارع بعد شارع، مدينة أثر مدينة، قرية تلو قرية. ما نوع هذا الحل؟ لأجل بقاء مجموعة صغيرة من الناس في السلطة ، يتم تدمير البلد بكامله'.
لكن ليس هناك شك من أن جسم المعارضة الرئيس هو المجلس الوطني السوري، وغالباً ما نجد قضماني، زيادة ومنجد يمثلون المجلس. وينهض منجد فجأة، وتكراراً، ليكون معلقاً على القنوات الاخبارية التلفزيونية. هنا على الـ BBC يتحدث من دائرتها الموجودة في واشنطن. ولا يغلف منجد رسالته بكلام لطيف إذ يقول: ' نحن نشاهد المدنيين يتم ذبحهم كما يتم ذبح الأطفال واغتصاب النساء على شاشات التلفزة كل يوم'.
في هذه الأثناء، وعلى محطة الجزيرة، يتحدث منجد عما ' يحدث فعلاً على الأرض في الواقع' – عن ميليشيات الأسد' الذين يأتون ويغتصبون نسائهم، يذبحون أطفالهم، ويقتلون شيوخهم'.
وتحول منجد، قبل أيام فقط، ليصبح مدوناً على صفحة Hascii117ffington Post ascii85K حيث شرح مطولاً فقال: ' لم يجب على العالم أن يتدخل في سوريا' –  داعياً ' لمساعدة عسكرية مباشرة' و'مساعدات عسكرية خارجية'. إذن، قد يكون السؤال النزيه مجدداً هو: من هو هذا الناطق الذي يدعو إلى تدخل عسكري؟
منجد عضو في المجلس الوطني السوري، مستشار لرئيس المجلس، وبحسب سيرته الذاتية في المجلس الوطني السوري، فهو ' مؤسس ومدير تلفزيون بردى'، وهي قناة فضائية معارضة موجودة في ' فوكسهول، جنوب لندن. وفي العام 2008،وبعد أشهر قليلة من حضور مؤتمر ''سوريا في المرحلة الانتقالية'، إلى جانب حفنة من المنشقين المفضلين الآخرين ( يمكنك رؤية منجد في الصورة التذكارية، الثالث إلى اليمين، بربطة عنق حمراء، قرب كوندوليزا رايس- على الطرف الآخر من غاري كاسباروف).
في هذا الوقت، عرَّفت وزارة الخارجية الأميركية منجد بصفته ' مدير العلاقات العامة لحركة العدالة والتنمية( MJD)، التي تقود النضال لتغيير سلمي وديمقراطي في سوريا.
دعونا نلقي نظرة أقرب على حركة العدالة والتنمية. في العام الماضي، التقطت صحيفة واشنطن بوست رواية من ويكيليكس، التي نشرت كمية ضخمة من البرقيات الديبلوماسية المسربة. ويبدو بأن هذه البرقيات تظهر تدفقاً لافتاً للأموال من وزارة الخارجية الأميركية إلى حركة العدالة والتنمية في بريطانيا. وبحسب تقرير الواشنطن بوست فإن ' تلفزيون بردى تابع بشكل وثيق لحركة العدالة والتنمية، وهي شبكة مركزها لندن للمنفيين السوريين. وتظهر البرقيات الديبلوماسية الأميركية المصنفة سرية بأن وزارة الخارجية قد ضخت ما يقدر بـ 6 مليون دولار إلى المجموعة منذ العام 2006 لتشغيل القناة الفضائية وتمويل أنشطة أخرى داخل سوريا'.
رد ناطق باسم الخارجية الأميركية على هذه الرواية بالقول: إن محاولة تعزيز عملية تحول إلى عملية أكثر ديمقراطية في هذا المجتمع لا يقوضالحكومة الموجودة بالضرورة'. 'وهم محقون بذلك، فذلك ليس ضرورة'. وعندما سئل عن أموال وزارة الخارجية قال منجد نفسه بأنه ' لا يستطيع أن يؤكد تمويل وزارة الخارجية الأميركية لتلفزيون بردى، لكنه قال: لم أتلق قرشاً واحداً لنفسي. وقد أصر مالك العبدة، الذي كان حتى وقت قريب جداً رئيس التحرير لتلفزيون بردى على القول:  'ليس لدينا صفقات مباشرة مع وزارة الخارجية الأكيركية'. إن معنى الجملة يتحول عند كلمة 'مباشر'. من الجدير بالذكر أن مالك العبدة يصدف أن يكون أحد مؤسسي ' حركة العدالة والتنمية' ( المتلقية لست ملايين دولار من الخارجية الأميركية، بحسب البرقية المسرّّبة). وهو أخ الرئيس أنس العبدة. كما أنه مشارك في حمل شعار حركة العدالة والتنمية: وما يعترف به مالك العبدة هو أن تلفزيون بردى يحصل على جزء كبير من تمويله من منظمة أميركية لا تبغي الربح: مجلس الديمقراطية. أحد المشاركين في رعاية مؤتمر سوريا في المرحلة الانتقالية المصغر ( مع حركة العدالة والتنمية). إذن ما نراه، في العام 2008، في نفس الاجتماع، هو قادة تلك المنظمات بالتحديد المعرف عنهم في برقيات ويكيليكس كقناة ( المجلس الديمقراطي) والمتلقي ( حركة العدالة والتنمية) لكميات كبيرة من أموال وزارة الخارجية الأميركية.
يضع ' مجلس الديمقراطية'( موزع المنح في أميركا) وزارة الخارجية الأميركية على القائمة كمصدر تمويل له. أما كيفية عمله فهي كالتالي: يعمل ' مجلس الديمقراطي' كوسيط إدارة المنح بين ' مبادرة شراكة الشرق الأوسط' التابعة لوزارة الخارجية و' شركاء محليين' ( كتلفزيون بردى). وكما تذكر صحيفة الواشنطن بوست في تقريرها:
تكشف عدة برقيات ديبلوماسية أميركية من السفارة في دمشق أن المنفيين السوريين يتلقون المال من برنامج لوزارة الخارجية الأميركية يدعى ' مبادرة شراكة الشرق الأوسط'. وبحسب تلك البرقيات، لقد ضخت وزارة الخارجية المال إلى جماعة المنفى عبر ' مجلس الديمقراطية'، وهي منظمة لا تبغي الربح مركزها لوس أنجلس'.
يلقي التقرير نفسه الضوء عبر برقية من السفارة الأميركية في سوريا عام 2009 والتي تقول بأن  'مجلس الديمقراطية' قد تلقى 6 مليون و300 ألف دولار من وزارة الخارجية الأميركية لإدارة برنامج متصل بسوريا، ' مبادرة تعزيز المجتمع المدني'. وتصف البرقية هذا الأمر على أنه  'مجهود تعاون منفصل ومتميز بين مجلس الديمقراطية وشركاء محليين' بهدف انتاج ' مفاهيم بث مختلفة'، وذلك من بين أمور أخرى. وبحسب الواشنطن بوست: ' هناك برقيات أخرى توضح بأن إحدى تلك لمفاهيم كان تلفزيون بردى'.
قبل بضعة أشهر مضت، كانت ' مبادرة شراكة الشرق الأوسط' التابعة للخارجية الأميركية بإشراف تمارا كوفمان ويتس ( وهي الآن في معهد بروكينغز – وهو مركز أبحاث نافذ في واشنطن). ومن MEPI، قالت بأنها ' خلقت شعاراً إيجابياً' لجهود تعزيز الديمقراطية الأميركية. وعندما كانت تعمل هناك أعلنت: ' هناك الكثير من المنظمات في سوريا وبلدان أخرى تسعى لتغييرات من قبل حكوماتها... وتلك أجندة نؤمن بها وسوف ندعمها'. وتقصد بكلمة الدعم التمويل.
الأموال
هذا ليس بالأمر الجديد. فبالعودة إلى أوائل العام 2006، تجد إعلاناً للخارجية الأميركية عن 'فرصة تمويل جديدة' تدعى ' برنامج الديمقراطية لسوريا'. وبحسب العرض، فإن المنح هي بقيمة 5 مليون دولار في السنة المالية الفدرالية 2006'. أما هدف المنح؟ ' إنه لتسريع عمل الإصلاحيين في سوريا'.
أما هذه الأيام، فالمال النقدي يتدفق بوتيرة أسرع عن قبل. ففي بداية حزيران 2012، تم  إطلاق 'منتدى الأعمال السوري' في الدوحة من قبل قادة المعارضة بمن فيهم وائل ميرزا ( الأمين العام للمجلس الوطني السوري). ' تم تأسيس هذا التمويل لدعم كل مكونات الثورة في سوريا'، قال ميرزا. ما هو حجم التمويل؟ حوالي 300 مليون دولار.
من الواضح تماماً من أين يأتي المال، رغم أن ميرزا ' أشار إلى دعم مالي قوي من دول خليجية عربية للتمويل الجديد ( الجزيرة). وعند إطلاق المبادرة، قال ميرزا بأنه قد تم، أساساً، إنفاق حوالي 150 مليون دولار، جزء منها أنفق على الجيش السوري الحر.
وكان هناك ظهور لمجموعة رجال الأعمال السوريين لميرزا في مؤتمر المنتدى الاقتصادي العالمي الذي كان تحت عنوان ' برنامج التعاون الدولي' الذي عقد في اسطنبول في تشرين الثاني 2011. وكجزء من العملية كلها التي  بواسطتها ارتفعت سمعة المجلس الوطني السوري، لتصبح، بحسب تعبير وليام هاغ، ' الممثل الشرعي للشعب السوري' ـ وقادر على تولي هذا القدر من التمويل، علناً.
إن بناء الشرعية ـ مشروعية المعارضة، التمثيل والتدخل ـ هي معركة بروباغندا أساسية وحيوية.
وفي افتتاحية لصحيفة ascii85SA Today في شباط هذا العام، أعلن السفير دينيس روس قائلاً: ' حان الوقت لرفع مكانة المجلس الوطني السوري'.  فما كان يريده، وبشكل ملح، هو ' خلق هالة من الحتمية حول المجلس الوطني السوري كبديل للأسد'. هذه هي:هالة الحتمية. الفوز بالمعركة سلفاً.
هناك محارب أساسي في هذه المعركة، معركة القلوب والعقول، وهو الصحافي الأميركي والمدون في الدايلي تلغراف، مايكل ويس.
مايكل ويس
يردد مايكل ويس، أحد الخبراء الغربيين بالشأن السوري المستشهد بأقوالهم ـ ومتحمس للتدخل الغربي ـ صدى السفير روس عندما يقول: إن التدخل العسكري في سوريا ليست مسألة تفضيل بقدر ما هي مسألة حتمية'.
ويمكن العثور على كتابات ويس الداعية للتدخل على موقع' NOW Lebanon' الالكتروني الصديق لواشنطن ـ والذي يعتبر فرعه ' NOW Syria' مصدر هام لآخر المستجدات السورية. وتم تأسيس موقع NOW Lebanon في العام 2007 من قبل إيلي خوري المدير لـ Saatchi & Saatchi. وقد وصفت صناعة الإعلانات خوري بأنه ' اختصاصي في مجال الاتصالات الاستراتيجية، متخصص في الشركات وصورة الحكومة وتطوير الشعارات'.
وقال ويس لموقع NOW Lebanon، في أيار الماضي، بأنه بفضل تدفق السلاح إلى المتمردين السوريين ' بدأنا نرى بعض النتائج'. وأظهر موافقة مشابهة على التطورات العسكرية قبل بضعة أشهر، وذلك في مقالة لصحيفة New Repascii117blic: ' في الأسابيع الماضية، قام الجيش السوري الحر وألوية تمرد أخرى مستقلة بخطوات واسعة وعظيمة' – عندئذِ، وكأي مدون، وضع  'مخططه لتدخل عسكري في سوريا'.
لكن ويس ليس مجرد مدون. إنه مدير الاتصالات والعلاقات العامة في ' جمعية هنري جاكسون' أيضاً، وهو مركز أبحاث للسياسة الخارجية صقوري متشدد جداً جداً. ويضم مركز ' جمعية هنري جاكسون' رعاة دوليين هم: ووسلي ( الرئيس السابق للـ CIA)، مايكل شيرتوف ( الأمن الداخلي)، وليام كريستول ( PNAC)، روبرت كاغان ( PNAC)،جوشوا مورافيشك ( أقصفوا إيران)، وريتشارد بيرل ( أمير الظلام). أما هذا المركز فبإدارة آلان مندوز، رئيس مستشاري 'المجموعة البرلمانية لكل الأحزاب لشؤون الأمن الدولي والعابر للأطلسي'.
إن ' جمعية هنري جاكسون' متصلبة في ' استراتجيتها المستقبلية' تجاه الديمقراطية. وويس هو المسؤول عن هذه الرسالة. إن هذا المركز فخور بتأثير رئيسه الممتد والواسع: ' إنه كاتب التقرير المؤثر: التدخل في سوريا؟ وهو تقييم لقانونية ومخاطر التدخل والخدمات اللوجستية له'، الذي تمت المصادقة عليه وتطويعه لأغراض أخرى من قبل المجلس الوطني السوري'.
أعيدت تسمية التقرير الأصلي لـ ' ويس'  لتصبح تحت عنوان ' المجال الآمن لسوريا' – وانتهى على موقع syriancoascii117ncil.org الرسمي الالكتروني، كجزء من الأدب الاستراتيجي لدائرتهم العسكرية. وبدأ تطويع ' جمعية هنري جاكسون' للتقرير من قبل مؤسس والمدير التنفيذي لـ  'مركز الاتصالات والأبحاث الإستراتيجية' ( SRCC) ـ المدعو أسامة منجد.
إذن، إن مؤسس تلفزيون بردى، أسامة منجد، قام بتحرير تقرير ويس، ونشره من خلال مؤسسته  SRCC)) ومرره للمجلس الوطني السوري، بدعم من مركز ' جمعية هنري جاكسون'.
لا يمكن أن تكون العلاقة أوثق من ذلك. حتى أن منجد ينتهي به الأمر معالجاً لاستفسارات ' مقابلات صحفية  مع مايكل ويس'. ويس ليس الشخص الاستراتيجي الوحيد الذي رسم الخطوط العريضة لخارطة طريق هذه الحرب ( لقد فكر بها عدد من مراكز الأبحاث، وتحدث عنها عدد من الصقور)، لكن بعض التفاصيل الأكثر حدة من صنعه هو.
المرصد السوري لحقوق الإنسان
إن التبرير الموجود للتدخل العسكري ' الحتمي' هو وحشية نظام الرئيس الأسد: الأعمال الوحشية، القصف، انتهاكات حقوق الإنسان. المعلومات أمر حاسم هنا، وكان هناك مصدر في بادئ الأمر يزودنا بالمعلومات عن سوريا. ويتم ذكره عند كل مفصل: قال رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان لإذاعة صوت أميركا بأن القتال والقصف قد أدى إلى مقتل 12 شخصاً على الأقل في محافظة حمص'.
يُستخدم المرصد السوري لحقوق الإنسان، على نحو شائع، كمصدر مستقل للأخبار والإحصائيات. وهذا الأسبوع بالذات، حملت وكالة AFP الإخبارية هذه الرواية: ' القوات السورية قصفت محافظتيْ حلب ودير الزور وقًتل 35 شخصاً على الأقل يوم الأحد على امتداد البلاد، 17 منهم من المدنيين، بحسب ما ذكر أحد الشهود. ' هناك قائمة بالأعمال الوحشية المرتكبة وبأعداد الضحايا، كلها من مصدر واحد: قال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة AFP عبر الهاتف.
ويتدفق إحصاء مرعب تلو إحصاء من ' المركز السوري لحقوق الإنسان في لندن' ( AP). من الصعب العثور على تقرير إخباري عن سوريا لا يذكرهم. لكم من هم هؤلاء؟ ' هم' هو رامي عبد الرحمن، الذي يعيش في ' كوفينتري'.
وبحسب تقرير لرويترز في كانون أول العام الماضي: ' عندما لا يكون  يجيب ارتجالاً على دعوات من وسائل الإعلام الدولية، يكون عبد الرحمن في غضون دقائق قليلة في الطريق متوجهاً إلى محله لبيع الملبوسات، الذي يديره مع زوجته'.
وعندما ذكرت مدونة الشرق الأوسط الحية التابعة للغارديان ' رامي عبد الرحمن من المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإنها ربطته أيضاً بمقالة مليئة بالشك في صحيفة ' مودرن طوكيو تايمز' – مقالة تعرض إلى أن هناك وسائل إخبارية يمكن أن تكون ' أكثر موضوعية بشأن مصادرها' عندما تستشهد بهذا الكيان المسمى SOHR ( المرصد السوري لحقوق الإنسان).
ذاك الاسم، ' المرصد السوري لحقوق الإنسان'، يبدو كبيراً للغاية، لا يرقى له الشك أبداً، موضوعياً جداً. ومع ذلك وعندما يكون عبد الرحمن و'منظمته غير الحكومية في لندن' (AFP/NOW Lebanon))  المصدر الوحيد لكثير من الروايات والأخبار حول موضوع هام كهذا، يبدو من المنطقي إخضاع هذه الهيئة لتدقيق وتمحيص أكبر مما كان يحصل حتى تاريخه.
إن المرصد السوري ليس بأي حال من الأحوال مصدر الأخبار السورية الوحيد الذي ينبغي  النقل عنه بحرية وبقليل من التدقيق أو لا تدقيق على الإطلاق.

حمزة فاخر
إن العلاقة بين أسامة منجد، المجلس الوطني السوري، وصقور هنري جاكسون ووسائل الإعلام التي لا جدال حولها يمكن رؤيتها في حالة حمزة فاخر. ففي 1 كانون الثاني، كتب نك كوهين في صحيفة الأوبزرفر: ' لفهم مستوى البربرية، أصغوا إلى حمزة فاخر، ناشط مؤيد للديمقراطية، أحد أكثر المصادر وثوقاً حول الجرائم التي يخفيها التعتيم الإخباري للنظام'.
ويتابع سرد روايات فاخر المرعبة عن التعذيب والقتل الجماعي. ويطلع فاخر كوهين على تقنية تعذيب جديدة سمع عنها اسمها اللوحة الساخنة: ' تخيل كل اللحم الذائب وصولاً إلى العظم قبل سقوط المعتقل على اللوحة'. في اليوم التالي، ذكر ' شاميك داس'، في مدونة Left Foot Forward التقدمية بنفس المصدرو ' على أساس دليل' فيقول: ' يصف حمزة فاخر، وهو ناشط مؤيد للديمقراطية، الواقع المريض....' ويتم تكرار رواية الأعمال الوحشية المعطاة لكوهين من قبل.
إذن، من هو بالضبط حمزة فاخر، هذا الناشط المؤيد للديمقراطية؟
يتضح أن فاخر قد شارك في تأليف ' ثورة في خطر' ( Revollascii117tion in Danger)، وهي بيان موجز استراتيجي صادر عن مركز 'جمعية هنري جاكسون'، ونشر في شباط من هذا العام. إذ شارك في كتابة هذا لبيان الموجز مع مايكل ويس مدير الاتصالات للمركز. وعندما لا يكون مشاركاً في كتابة البيانات الموجزة الاستراتيجية لجمعية هنري جاكسون، يكون فاخر مدير الاتصالات لمركز الأبحاث الاستراتيجية والاتصالات ( SRCC) في لندن. وبحسب موقعهم الالكتروني،  ' انضم فاخر إلى المركز في العام 2011 وكان مسؤولاً عن استراتيجية الاتصالات ونتاج المركز'.
وكما تذكرون، فإن 'مركز الأبحاث الاستراتيجية والاتصالات '( SRCC) يديره شخص واحد هو أسامة منجد: لقد أسس السيد منجد المركز في العام 2010. ويتم ذكره على نطاق واسع وإجراء مقابلات معه في الصحافة ووسائل الإعلام الدولية. وقد عمل سابقاً كمستشار اتصالات في أوروبا والولايات المتحدة وعمل سابقاً كمدير لتلفزيون بردى...'.
منجد هو رئيس فاخر
إذا لم يكن هذا كافياً، نقوم بلفة أخيرة في واشنطن. إذ يجلس في لجنة الأبحاث الاستراتيجية والاتصالات مرهف جويجاتي، وهو بروفسور في ' جامعة الدفاع الوطنية في واشنطن – المركز الأول والرئيس  ' للتعليم العسكري الاحترافي' ( JPME) الذي يقع تحت إشراف رئيس هيئة الأركان المشتركة'.
وإذا ما صدف أنك خططت لرحلة إلى ' مركز الأبحاث الاستراتيجية والاتصالات' لمنجد، فإنك ستجد العنوان هنا: Strategic Resaerch & Commascii117nication Center, Office 36,88-90 Hatton Garden, Holborn, London EC1N 8PN.
إن مكتب 36  في 88-90 Hatton Garden، هو أيضاً المكان الذي  ستجد مراكز لندن الرئيسة لشركة The Fake TanK، Sascii117percar 4 ascii85Limited، Moola Loans ( شركة قروض موثوقة)، ascii85ltimate Screeding ( لكل خطبك الطويلة المملة)، وThe London Shool of Attraction- شركة تدريب مركزها لندن تساعد على تطوير المهارات والثقة للقاء النساء واجتذابهن'. إضافة إلى مئة شركة أخرى بجانبها. ' إنه مكتب افتراضي ظاهري'. هناك شيء ما مناسب وملائم بشأن هذا الأمر على نحو غريب. ' مركز اتصالات' ليس لديه حتى مركز – إسم كبير لكن من دون مضمون مادي.
هذه هي حقيقة حمزة فاخر. وفي 27 أيار، نقل ' شاميك داس' صاحب مدونة Left Foot Forward، مجدداً، رواية الأعمال الوحشية للنظام السوري التي كان فاخر قد ذكرها سابقاً، والتي يصفها الآن على انها ' رواية شاهد عيان' ( والتي لم يقل عنها كوهين أنها كذلك أبداً)، والتي أصبحت رواية مسجلة في ' سجل نظام الأسد'.
إذن إن تقريراً عن الأعمال الوحشية من قبل أحد الاستراتيجيين في مركز ' جمعية هنري جاكسون'، والذي هو مدير الاتصالات لدائرة العلاقات العامة لـ Mosafed، قد تطلَّب جاذبية ''السجل' التاريخي.
هذا ليس كي نعرض بأن روايات الأعمال الوحشية لا بد وأن تكون غير صحيحة، وإنما لنعرض كم من هؤلاء الذين يجعلون منها عملة متداولة يدققون في مصداقيتها؟
ودعونا لا ننسى، مهما يكن من أمر الزعزعة التي تمت وتنفذ في مجال الأخبار والرأي العام، فإن  للرواية وجهين على الأرض. نحن نعلم أساساً ( في الحد الأدنى) بأن ' وكالة الاستخبارات المركزية ووزارة الخارجية... تساعدان الجيش السوري الحر على تطوير طرق لوجستية لنقل الإمدادات إلى داخل سوريا وتوفير التدريب في مجال الاتصالات.
أبواب القنابل مفتوحة. الخطط قد تم رسمها.
هذا الأمر كان يختمر لفترة من الزمن. فالطاقة المطلقة والتخطيط الدقيق الذي كان يتم لأجل تغيير هذا النظام شيء مثير ويحبس الأنفاس. إن القوة الناعمة والامتداد السياسي للمؤسسات الكبيرة والهيئات السياسية أمر هائل، لكن التدقيق لا يحابي العناوين الخيالية والزمالة الدراسية و' البيانات الموجزة الاستراتيجية'. مدير تنفيذي لأي شيء؟ هذا سؤال. فأن يكون لديك ' ديمقراطية' أو  'حقوق  الانسان' عنواناً لعملك فإن هذا لا يعطيك جواز مرور مجاني.
وإذا كنت ' مدير اتصالات' فهذا يعني أن كلماتك ينبغي أن تكون موزونة بحذر واهتمام بالغين. إن كل من ويس وفاخر مدير للاتصالات – ما يعني محترفو علاقات عامة. أما في حفل Chatham Hoascii117se في حزيران 2011فإن اسم منجد موجود على القائمة بصفته: أسامة منجد، مدير الاتصالات، المبادرة الوطنية لأجل التغيير' وكان رئيس العلاقات العامة لمركز MJD. أما إيلي خوري، منشئ الموق الالكترني الجدي NOW Lebanon فهم مدير تنفيذي لإعلانات Saatchi . هإن مدراء الاتصالات هؤلاء يعملون بجد لخلق ما دعته تمارا ويتس ' شعاراً إيجابياً'.
إنهم يسوقون فكرة التدخل العسكري وتغيير النظام، والأخبار السائدة جائعة وجاهزة للشراء. إن عدداً من |' الناشطين' والناطقين الذين يمثلون المعارضة السورية مرتبطين بشكل وثيق مع الولايات المتحدة وبريطانيا. ـ نفس الذين سيقومون بالتدخل. ما يعني بأن المعلومات والإحصائيات الواردة من هذه المصادر ليست أخباراً سليمة وصافية بالضرورة ـ إنها إعلان مبيعات، حملة علاقات عامة.
لكن الوقت لم يفت أبداً على طرح التساؤلات، على التدقيق بالمصادر. إن طرح الأسئلة يجعلك مشجعاً للأسد ـ هذا جدل خاطئ. هذا يجعلك أقل عرضة للدوران في دوامة. الخبر الجيد هو أن هناك مشككاً يولد في كل دقيقة.

موقع الخدمات البحثية