عبير بسّام
يبدو أن الأمر غير محسوم بعد، هل سيقوم الصهاينة بهدم المسجد الأقصى بشكل مباشر ام لا؟ فعمليات التنقيب وحفر الأنفاق في أسفله منذ استيلاء الكيان على شرقي القدس بعد نكبة السابع من حزيران في العام 1967، بحثاً عن بقايا هيكل سليمان المزعوم لم تؤدي المطلوب منها. فهل بتقديراتهم سينهار المسجد بفعل عوامل طبيعية أم يحتاج الأمر إلى أكثر من ذلك؟ اذ لم يبق أمام الحركة الصهيونية العالمية لإعلان إحكام سيطرتها على فلسطين، إلا السعي وراء هدم الأقصى أو التسبب بانهياره لتبدأ عملية بناء الهيكل المزعوم. ويبدو أن هناك وقت محدود بحسب الروايات التي تتحدث عن عمر الكيان الثمانين، بحسب زعم قيادات الصهيونية العالمية، لتتم عملية البناء، قبل ظهور الأعور الدجال، والذي سينزل من بعده المسيح الحقيقي لتخليص العالم من شروره، ويسود الصهاينة العالم لأنهم هم المختارون، في حين أن المسيحيين الصهاينة، يرون أنفسهم بانهم هم المختارون، الذين سيقودهم المسيح عليه السلام نحو حكم العالم. وبالتأكيد بات من الواضح أن الأمر لا يتعلق بالرواية الدينية المعروفة بل يتعلق بالرواية الماسونية لبناء النظام العالمي الجديد، وبالتالي بظهور سيدهم الأعور الدجال.
يأتي ذلك في سياق من الروايات الملحمية، روايات تقود القوى العظمى الغربية في العالم. وقد نبه الرئيس فلاديمير بوتين إلى هذا منذ أكثر من عام، وكان ملفتاً خطابه حينها عندما تحدث عن الأهداف في الترويج للشذوذ الجنسي حول العالم. والخلاف الكبير بين الطوائف اليهودية، وخاصة الخلاف العميق مع الصهاينة في الأرض المحتلة فلسطين، يثبت أن مخطط هدم الأقصى وبناء الهيكل له علاقة بما هو أكبر من بناء وطن قومي لليهود. وموقف يهود الحريديم، الذين يعتقدون أن البناء القسري والهدم القسري، وبأن استعجال الأمور او محاولة فرضها بالقوة ليست من الدين أو الإيمان الحقيقي بأحداث آخر الزمان، وأن الأمور يجب ان تجري بتقديرات رب العالمين وليس بتقديرات وتوقيت البشر ولن يأتي ذلك إلا بالوبال على اليهود. وبعد أن ثبتت الرؤيا حول البقرات الخمس النقيات والعذروات اللواتي وصلن الى الكيان منذ أشهر، واللائي تم انتاجهن على الأغلب ضمن عملية تصميم جينية، جعل ذلك الكثير من اليهود المتدينين يعترضون على ما يفعله اليمين المتعصب والمتطرف من الصهاينة وبدعم غير محدود من المسيحيين الصهاينة.
ولكن، بحسب المعتقدات، التي تنتشر القراءات حولها على طول وعرض الشبكة العنكبوتية، فإن بناء الهيكل ينتظر انهيار الأقصى وليس هدمه. وبما أن عملية الإنهيار لن تكون إلا بضعف أساسات بيت المقدس الصامد مكانه منذ 4000 عاماً على الأقل. صحيح أن المسجد الأقصى ومنذ أن بناه النبي ابراهيم عليه السلام تم هدمه عدة مرات على يد البابليين ثم الرومان، كما انهار المسجد القبلي مرتين بسبب الزلازل، مرة خلال العصر الأموي والمرة الثانية في عهد المستنصر بالله في العهد العباسي، لكن أساس البنيان بقي قائماً حتى يومنا هذا. ويقع المسجد في الزاوية الجنوبية الشرقية من مدينة القدس فوق تلة مرتفعة عن المدينة القديمة. وتعريف المسجد الأقصى يتضمن ما يقع داخل السور والذي كان يسمى قديماً ببيت المقدس. وقد صلى الرسول محمد [ص] في "المسجد القبلي" ذي القبة الرصاصية، وأما البناء ذو القبة الذهبية اللون فهو مسجد الصخرة الذي بني في العهد الأموي في عهد الخليفة مروان بن عبد الملك.
بإعتقاد الصهاينة، وبحسب ما جاء في سفر عزرا ونحميا في العهد القديم، فإنهم سيعودون وليبنوا الهيكل في مكان المسجد الأقصى، أي المسجد القبلي، كما بناه نحميا عندما عاد من السبي البابلي بإذن من الملك الفارسي كورش في منتصف القرن السادس الميلادي ويبدو أن البعض يقرأ في سفر نحميا أن البناء الثاني للهيكل سيكون من بعده. ولكن يتذرع الصهاينة بان تحريم هدم المسجد بأيديهم أمر له علاقة بالتطهر من رجس الموتى والمرتبط بالشعائر التي ستقام في جبل الزيتون والتي لها علاقة بالتطهر برماد البقرات الحمر، ولكن الحقيقة أن لا علاقة لذلك بأي قرار ديني صرف، بل له علاقة مباشرة بالخشية من ردة الفعل الشعبية، التي لا يستطيعون تقدير عواقبها في حال القيام بالهدم بشكل مباشر، وهذا ما ثبت بعد اقتحام الأقصى قبل السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، الأمر الذي أطلق عملية طوفان الأقصى، وهو مثال بسيط عما يمكن أن يحدث.
ولذلك يقوم الصهاينة بحجة البحث عن الهيكل المزعوم بالحفر في أسفل المسجد القبلي، الذي بناه النبي ابراهيم عليه السلام بعد أربعين عاماً من بناء الكعبة الشريفة، بحثاً عن بقايا الهيكل أو/ وبحثاً عن تابوت العهد، الذي يحتوى اللوائح التي كتبت عليها وصايا موسى عليه السلام والذي اختفى حين احتل البابليون اور سالم أو يبوس، وهي تسميات مدينة القدس القديمة، في العام 587 قبل الميلاد. ومن الواضح أن تابوت العهد هو المقصود بالبحث في داخل الحرم القدسي، لأنه من سيقود من يجده نحو الإنتصار.
وبحسب gospeladdictsglobal.wordpress.com، فإن الحفر تحت المسجد القبلي ليس فقط بحثاً عن الهيكل المزعوم فقط، بل السبب وراء ذلك هو دعم الهيكل الذي أضعفت جذور النباتات والأشجار الممتدة تحت المبنى بنيانه. ولكن من الصعب التصديق أن ادعاءات كهذه يمكن أن تمر.خاصة وأن مريدي الهيكل حول العالم يعملون من أجل زعزعة بنيان الأقصى وانهياره بأكمله. والوضع الحالي للمكان بات ينذر بالخطر حتى لو ضرب القدس زلزال بقوة 4 درجات على مقياس ريختر.
ترتبط حقيقة انهيار الأقصى بما يتداول حول الشعاع الأزرق ودوره وانتاجه وتركيبته واستخداماته في التسبب بحدوث الزلازل في المنطقة. قد يكون الأمر محض خيال ولكن ما نعرفه ضمن الحقائق العلمية، أن الولايات المتحدة الأميركية وعبر معركة الصراع من أجل قيادة العالم، ومنذ عهد الرئيس دونالد ريغان، ابتدأت بتطوير تقنيات حرب النجوم. وابتدأت بالترويج لمعارك قادمة ستحدث ما بين الأرض وقادمين من الفضاء، مع أنه لم يثبت وجود أي شكل من أشكال الحياة في الفضاء الخارجي. وفي محاولة للسيطرة على العقول وبث الأفكار والتخوفات والتكهنات وحتى القلق من القادم، ابتدأ الترويج لذلك من خلال السينما والتلفزيون وأفلام الكرتون للأطفال واليافعين.
منذ مدة بات التركيز في الحديث عن الشعاع الأزرق أو ومضات زرقاء، والتي تعرف بـ "الوميض البركاني" أو "البرق الزلزالي"، والتي صودف رؤيتها بعد زلزال الشمال السوري وتركيا والذي تسبب بكوارث كبرى. وشوهد الضوء الأزرق مرة ثانية مباشرة بعد الزلزال، الذي ضرب المغرب منذ شهرين تقريباً. وجاءت الأخبار عبر مواقع إلكترونية عدة، مثل: موقع الجمهورية التي نشرت في 30 أيلول/سبتمبر مقال بعنوان " ظهرت قبل وقوع زلزالي تركيا والمغرب: ما سرّ "الشعاع الأزرق" الذي يسبق الزلازل؟". وكذلك نقلت التقارير نفسها في موقع lebpress.com وموقع صحيفة الشرق الوسط. لكن المواقع نقلت أن الوميض الأزرق، والكلام هنا يتبع منطقاً علمياً، سببه الزلازل وليس العكس، اذ تتسبب الزلازل باحتكاك شديد ما بين الصخور مما يولد شرارات كهربائية ناتجة عن تكسر في الصفائح أو الطبقات الصخرية.
أما الشعاع الأزرق الذي سيتم توليده في الفضاء، فهو مرتبط تأسيس "النظام العالمي الجديد"، الذي تحدثنا عنه على موقع الخدمات البحثية سابقاً. وهو مشروع مرتبط بالماسونية وبقدوم الأعور الدجال. ولذلك يطلق على الهيكل المزعوم بناءه والمسمى أحياناً بهيكل الخراب، فبعد أن يسكنه الأعور الدجال وبحسب العديد من الرويات التلمودية، وضمن اتفاق مع اليهود لمدة سبع سنوات تحدث "رجسة الخراب"، والتي بحسب سفر دانيال ستكون مرتبطة بعمل شنيع: مثل ذبح خنزير في الهيكل كأضحية، وعندها سيأتي خراب الهيكل وسيظهر المسيح الحقيقي ليقتل الدجال بسبب اقترافه العمل الشنيع في الهيكل. والهيكل في التلمود هو بيت الرب. وأما المشروع الأزرق في هذه الحالة فهدفه الأساسي، بحسب موقع ألمانيا العربية، https://almanya-arabic.com/mas69009/، في مقال بعنوان: "ماهو مشروع الشعاع الأزرق السري ؟ وماهي أهدافه؟"، استند في المقال إلى كتاب للصحفي الكندي سيرج موناست بعنوان "مشروع الشعاع الأزرق"، والذي يعتبر الكثيرون أن موته جاء نتيجة لنوبة قلبية حدثت بتأثير مؤثرات خارجية فقتلته.
سيرج كان صحفياً استقصائياً عمل على ظاهرة الشعاع الأزرق ودوره في التنظير للنظام العالمي الجديد، حيث سيتم استخدام محاكاة في السماء حول المجيء الثاني للمسيح عليه السلام، والمراد منها توحيد جميع البشر تحت دين واحد من خلال استخدام التأثيرات الضوئية والصور ثلاثية الأبعاد لإيهام البشر بحدوث أشياء فوق العادة والسيطرة على عقولهم، وبالتالي دفعهم نحو الفوضى او الإنتشاء مثلاً بقدوم المسيح الدجال من خلال المحاكاة في السماء، والتي ستوهمهم بحدوث اشياء فعلياً. وجاء في الكتاب أن هناك جهات متعددة تعمل على ذلك، مثل مشروع هارب ومشروع مونتوك. ومن أهداف هذه المشاريع الغاء الإيمان بالديانات السماوية وخلق دين واحد للجميع، والغاء كل ما هو قومي ووطني والحاق الجميع بمشروع عالمي موحد، والغاء العملات الورقية وفرض العملات الالكترونية، وخلق ثقافة عالمية وعسكرية موحدة ومطلقة. ويقع ذلك في الأهداف المباشرة للماسونية العالمية.
في هذا الإطار انتشرت أخبار حول تحليق أجسام غريبة في السماء، والغريب أن ظهورها ينحصر فوق الولايات المتحدة والدول المحيطة بها، وأنها أجسام تطلق أشعة خضراء وأن الجيش الأميركي قد أسقط العديد منها. قصص مختلقة، والملفت أنها تشبه بتركيبتها الأفلام الأميركية، والتي تتبنى أن الدول الوحيدة التي يهدد الإرهاب العالمي بفنائها هي الولايات المتحدة والعالم الغربي، وإذا ما هاجم الفضائيون فسيهاجمون الولايات المتحدة، وإذا أغرق طوفان عظيم الأرض فسيبدأ بالولايات المتحدة، ففناء البشرية سيبدأ من الولايات المتحدة، والشعب الوحيد الذي يعيش منعزلاً عن باقي أهل الأرض لا يدري ما بها من مآسي هي الولايات المتحدة، وبالتالي سيكون أهم تأثير للمجسمات الضوئية التي ستسيطر على عقول البشر سيكون في الولايات المتحدة، حتى تستطيع قوى النظام العالمي الجديد السيطرة على أكبر قوة عسكرية في العالم ووضعها في خدمتها وهي موجودة في الولايات المتحدة.
وبالعودة إلى كتاب موناست ستسخدم المحاكاة بالمجسمات الضوئية من خلال مشروع الشعاع الأزرق من أجل العمل على تجسيد الأنبياء والقديسين، لخلق حالة معادية للدين من أجل إقناع البشر بأن الديانات هي وحي من الخيال مما سيسهاهم بإقناعهم بسيادة الأعور الدجال كأمل وحيد، وبالتالي تبرير بناء الهيكل تمهيداً لإستقباله كي يحكم هو ومن ينتظرونه العالم معه، أو تحت قيادته والتبشير بالدين الجديد. وبالتأكيد للوصول إلى ذلك يجب أن يتم أولاً بأقل الخسائر الممكنة بين محازبي الهيكل في أرض الميعاد، أي في فلسطين، ولذلك يتم تطوير التكنولوجيات التي تحاول اختلاق الزلازل بشكل غير طبيعي وبدرجات لا تتجاوز الأربع درجات حتى لا تتسبب بانهيار ما صنعه الكيان من معامل وأبنية ومراكز قيادة، وهذا أحد أهم أهداف مشروع الشعاع الأزرق بحسب موناست.
في الحقيقة عندما نقرأ حول هذه المشاريع والمبالغ المدفوعة من أجل إنجازها من أجل التحضير لخلق الأجواء لتحقيق نبوءة العهد القديم، فإن ما يحدث يفوق الخيال، ويفوق في تصوراته خرافات الملاحم اليونانية المكتوبة، وحتى ملحمة جلجامش البابلية، بل يبدو وكأنها كتبت من وحيها. قد يستطيع الشعاع الأزرق الذي تحدث عنه موناست خلق أجواء خيالية تؤثر على البشر، ولكن هذه الأضواء لن تستطيع خلق زلازل وبحسب العديد من العلماء ومنهم أستاذ الجيولوجيا في الجامعة الأردنية وخبير الزلازل، محمد ملاعبة، الذي نقل عنه موقع عربي 21 بعد اتهام تركيا لمشروع هارب بالتسبب بالزلزال الضخم الذي ضربها، أن البشر ليس بإمكانهم التسبب بزلازل بهذه الضخامة، ولكن ما يستطيع البشر فعله من تسريب لمياه الصرف الصحي في داخل الأرض أوحفر المناجم أو التفجير النووي التسبب بزلازل ذات قوة محدودة لا تتجاوز 2-3 درجات، وهذا أيضاً ما أكده علماء مشروع هارب، بحسب ما جاء في موقع سكاي نيوز الذي كتب عن الزلازل المفتتعلة في شباط/ فبراير من هذا العام. وهذه هي القوة بالتحديد التي يحتاجها أصحاب مشروع الهيكل بعد أن تفاقمت عمليات حفر الأنفاق أسفل بيت المقدس للتسبب بخلخلة ما تحت بناء المسجد والتسبب بهدمه.