عبير بسّام
لفتني خلال قراءة كتاب نشر في العام 2018 اهتمام البحاثة بدراسة المجتمعات العربية والإسلامية، بتوجيه من الحكومة الأميركية عقب هجمات الحادي عشر من أيلول. عنوان الكتاب، الدراسات الشرق أوسطية ما بعد الحادي عشر من أيلول، ولكن ميزته أنه يعتمد منهجاً مقارباً مختلفاً. صحيح أنه يتحدث عن الشرق الأوسط، بما فيه دول لا علاقة لها بالشرق الوسط ،كمعرف جغرافي، مثل باكستان وأفغانستان وإيران، ولكنه اعتمد طريقة جديدة في مقاربة الشرق، بغض النظر أنه أوسط أو أدنى، وهذه الطريقة تعتمد مقاربة الإستشراق الجديد، والتي تحاول الإبتعاد عما انتقده ادوارد سعيد في مقاربة الغرب لدراسات الإستشراق بما يخدم المصالح الإستعمارية وخاصة ما قبل الحادي عشر من أيلول. خلال القراءة يسترعي الفصل الرابع: [الاستشراق والاستشراق الجديد: عربي التمثيلات ودراسة اللغة العربية، للكاتبان: مانويلا إي. جيولفو، وفرانشيسكو إل سيناتورا] الإنتباه فعلياً. فتح الفصل آفاق جديدة حول مقاربة أهمية اللغة العربية في منطقتنا الممتدة من المحيط إلى الخليج، من بابين هامين، عمق تطور اللغة العربية علمياً، وخاصية الإستفادة من المشتقات في اللغة، وحجم تأثير اللغة في جمع الشعب العربي على الرغم من تقسيم الحدود، وحجم هذا التأثير في التعامل مع القضايا المصيرية للأمة العربية وبخاصة قضية فلسطين.
وبالتالي تعنى هذه الورقة بمقاربة جديدة للقراءة في أهمية اللغة العربية كجامع يجب الحفاظ على قوته في وقت يتجه معظم الشباب العربي نحو الأنكلزة أوالفرنسة خلال أحاديثهم الخاصة والعامة وحتى الحميمية، واستخدام الحروف اللاتينية خلال محادثاتهم على وسائط التواصل الإجتماعي، بسبب الكسل لتغيير لوحة المفاتيح من أجل الطباعة باللغة العربية، أو ادعاءاً بالفرنجة. وإذا كان هناك من جديد يجب التحدث عنه في هذه المرحلة فهو حول اسهام العرب في نقل مختلف العلوم وتطويرها حتى باتت دراستها هامة جداً لطالبي علوم الطب والهندسة والرياضيات والكيمياء كما علوم الفلسفة. والأهمية البالغة للغة كجامعة لأكثر من 430,753,333 مليون عربي، وهذا ليس بالأمر القليل. وحتى وإن اختلفت لهجات هؤلاء وبدى أن بعضها صعب الفهم على البعض الآخر، فمن الممكن دائماً اللجوء إلى اللغة الفصحى كوسيلة للتفاهم ما بين العرب على طول وعرض البلاد العربية.
وعند الحديث عن أسباب استمرار اللغة العربية بالقوة التي تتمتع بها، فمن البديهي الكلام عن دور القرآن وحتى الإنجيل المترجم من إحدى اللهجات العربية، ألا وهي السريانية، إلى اللغة العربية المعاصرة في إعادة تكريس وإحياء اللغة العربية الفصحى، الجامع الأكبر، والحافظ الأهم للغة العربية. كما لا يمكننا إنكار قدرة اللغة العربية على التطور وإنتاج المزيد من التعابير واستيعابها بسبب وجود مفهوم "قاعدة المشتقات" في اللغة العربية والتي تسمح باستخدام تعابير توصف حتى التقنيات الحديثة التي لم يخترعها العرب. فالمشتق "تقنيات" هي من فعل اتقن، وجذره تقن، وليس من "تكنولوجيا". وكلمة "الحاسوب" توازي كلمة "الكمبيوتر" والكلمتان لهما نفس المعنى حرفياً. ومعظم الدول العربية تستخدم كلمة "المحمول، المشتقة من حمل، أو الخليوي، المشتق من "خلية"، عندما تتحدث عن الهاتف النقال أو "الموبايل" وهي جميهعا ترجمات حرفية. ولكن البعض يستخدم الكلمات الأجنبية وخاصة الأميركية، وليس الإنكليزية، أو الفرنسية بحكم العادة التي درج عليها. أو بحكم حالة الرفض للتحدث بالعربية، والتي درجت واستعرت حدتها بعد العام 2000 وكأننا نمر في حالة منظمة من الرفض. وعلينا أن نعترف أن هذه الحالة جهزت بعضاً من الشعب العربي للركون والصمت أمام اجتياح معاهدات السلام مع العدو الصهيوني، ولاحقاً مع معاهدات ابراهام البغيضة للتطبيع.
الهدف من ضرب اللغة وتشويهها بادخال التعابير الغربية، وهذا ما لا يفعله الأميركي أو الفرنسي أو الألماني مع أنهم جميعاً ينتمون لنفس المعسكر، الهدف منه هو ضرب الوعي الجمعي للشباب العربي المستهدف اكثر من غيره من قبل الجميع ومنهم الأنظمة المتعاملة مع الإسرائيلي حتى النخاع. وفي هذا الإطار تبرز أهمية الإهتمام باللغة الفصحى وإغناء اللغة بالمشتقات الجديدة والسلسة والتي تتناسب والتطورات العلمية الحديثة. مشتقات يجب أن تشد الشباب العربي بعيداً عن استخدام التعابير أياً كانت فرنسية أو إنجليزية. وهنا يلفت أي مراقب، على سبيل المثال التعابير التي يستخدمها الشباب العرب في ألمانيا، يأتون إلى لبنان وإلى ضيعهم الصغيرة وعندما يخونهم ضعفهم باللغة العربية، وهو مبرر فهم يتعلمون ويدرسون ويفكرون باللغة الألمانية، فإنم يستخدمون التعابير أو المفرادات الألمانية، فالهاتف المحمول، هو الهاندي، أي المحمول باليد، وليس الموبايل أو السيليولير. وهذا المثال يتكرر في امور كثيرة، وهو ملفت ويجب ان يدفع نحو التفكير حول أهمية اللغة في تشكيل الوعي الجمعي.
ومن هنا يمكن التنبه إلى ضرورة العمل مع الجامعات الغربية والعربية التي تتبنى برامج تبادل الطلاب. ويرى كل من إي. جيولفو وإل سيناتورا أن: "توسع التعاون ما بين برامج تبادل الطلاب وما بين الجامعات الغربية والجامعات العربية في العشر سنوات الماضية، أسفر عن وضع برامج دراسية وكتب تعتمد اللغة العربية الفصحى الحديثة بشكل أساسي. هذه المواد التعليمية والتي تتوقف على مبدأ اتقان اللغة العربية الفصحى، والتي يدّعون، أي العرب بحسب الكاتبين، أنها لغة موحدة في الدول العربية، والتي تلغي النظرة الثنائية للمتحدث العربي، والتي تشكل نواة الهوية العربية. مفهوم هذه النقطة يتمحور حول من الذي يقرر حقيقة اللغة العربية الآنية؟ القوى الغربية، التي لديها الحافز من أجل التعامل مع العالم العربي على أنه قوى موحدة بسيطة وكيان تسهل إدارته، أم أصحاب اللغة؟".
كما يؤكد كل من إي. جيولفو وإل سيناتورا أن أهتمام الغرب باللغة العربية استمر حتى القرن الخامس عشر الميلادي، ولم يكن السبب هو الإهتمام بالفكر الإسلامي، وإنما الإهتمام بالفكر الإغريقي، فكتابات ارسطو وغيره من الفلاسفة الإغريق لم تكن متوافرة حتى سمحت الكنيسة الكاثوليكية لعامة الشعب بتعلم اللغة اللاتينية، التي كان تعلمها حكراً على رجال الكنيسة. هذا الأمر ليس بالقليل! بل هو دليل على مدى شغف العرب بدراسة وقراءة الفلسفات ما قبل الإسلام، ونحن نعلم ذلك من خلال كتابات العديد من الفلاسفة في العصرين الأموي والعباسي، وإن اختلفت أصولهم ما بين عرب أو غير عرب، إلّا أن كتاباتهم كانت محصورة بلغة العلم وهي اللغة العربية بالتحديد. صحيح أن اهتمام الغرب باللغة العربية له منطلق آخر، إلا أن الحاجة لتعلم اللغة العربية ارتبط بوصفها العامل المساعد في دراسة الطب والرياضيات ودراسة اللغة العبرية التوراتية. وهذا دليل آخر على تقدم هذه العلوم. وبما أن اللغة العربية هي المستخدمة في هذه الدراسات، فهذا أدى إلى نشوء تعابير أغنت اللغة من خلال استخدام المشتقات في اللغة العربية، وهذه إحدى مزايا اللغة العربية.
لا يستطيع أحد إدعاء الخبرة باللغات جميعاً حول العالم. ولكن فيما يتعلق باللغات الأوروبية، وبعض اللغات الهندو-أوروبية، فإن هذه اللغات بمعظمها، وخاصة دول آسيا الوسطى، هي لغات تدخل فيها التعابير والكلمات والمصطلحات العربية بشكل ملفت وظاهر. وهذا الغنى بالكلمات العربية له علاقة بعاملين اساسيين: أولهما، أن الإسلام دخل إلى هذه الدولة، ويعتبر الديانة الأولى فيها وبالتالي فتعلم اللغة العربية يعتبر أمراً أساسياً. وثانيهما، غنى اللغة العربية بالمفردات وخاصة بما يتعلق بما استجد من امور، ليس فقط خلال فترة الحكم العربي، وإنما في مرحلة تراجع الدولة العربية، فقد استمر تأثير اللغة عميقاً، إلى أن باتت اللغات الأوروبية هي لغة العلم. تغير لغة العلم أدى إلى دخول اللغات الأوروبية وخاصة الإنكليزية والفرنسية والألمانية إلى هذه الدول او عبر الإستعمار. كما يلجأ أصحاب اللغات الأوروبية والهندو-أوروبية إلى دمج كلمتين أو أكثر من أجل الحصول على تعابير وكلمات جديدة، اذ تعجز لغاتهم، قواعدياً قبل أي شيء، عن إيجاد اشتقاقات لغوية.
خلال القرون من السادس عشر وحتى منتصف القرن العشرين شهد العالم احتلالات أوروبية ونشوء امبراطوريات أوروبية: بريطانية والبرتغال واسبانيا وحتى فرنسا. وخلال تمدد هذه الإمبراطوريات في العالم الجديد: وعمل المستعمرون أينما حلوا على تعليم لغتهم للمُستَعمرين، وخاصة في أفريقيا وفي العالم الجديد في قارتي أمريكا وأقيانوسية. ما حدث كان احتلالاً استيطانياً، ألغى هوية الشعوب وعمل على انتهاء العمل بلغتها وفرض لغته وقوانينه. فنحن نرى ان أمريكا الشمالية واستراليا ونيوزيلندا تتحدث باللغة الإنكليزية، بينما أمريكا الجنوبية فتتحدث باللغة الإسبانية، ما عدا البرازيل التي كانت مستعمرة برتغالية. ومعظمنا قرأ كيف تعامل الاستعمار مع المواطنين الأصليين ونكل بهم إما من خلال المجازر الجماعية أو من خلال خطف الأطفال من بيوت أهاليهم إلى مدارس مغلقة. عمل فيها المستعمر على تعليم هؤلاء الأطفال لغتهم وطرق الحضارة الأوروبية في التعاملات وهيأهم ليصبحوا خدماً ومواطنين من الدرجة الثانية في بيوت المستعمرين البيض. وهذا ما جرى حتى السبعينات من القرن الماضي في استراليا، حتى اعتذرت الحكومة الأستراليا، وفسح المجال لأهل استراليا الأصليين أن يعودوا ليحييوا ثقافتهم ولغتهم، ولكنهم مهما حاولوا اليوم فقد تمت أنكلزتهم وصودرت معظم أراضيهم ودثرت معظم ملامح ثقافتهم. في أمريكا، مايزال حتى اليوم يتم طرد المزيد من الأميركيين الأصليين كلما اكتشف معدن جديد بما تسميها الحكومة الأميركية مستوطانتهم، وحتى اليوم تأتي الشرطة الأميركية وتختطف أبنائهم لتدخلهم في مدارس داخلية يتحدثون فيها اللغة الإنكليزية ويصبحون فيها غرباء عن لغتهم الأم وحتى ثقافتهم. ومعظم هؤلاء يعانون من اختلال التوازن النفسي ويقع الكثير منهم ضحية المخدرات والمشروبات الروحية، يعني ذلك عملياً انتهاء حياتهم. كما تفرض هذه الدول ومعظم الدول الغربية تعلم لغتها قبل إعطاء الجنسيات للمتقدمين بطلبها، لأن اللغة تعتبر الجامع الوحيد على أراضيها، والتي تفرقها اختلاف الثقافات والعادات والتقاليد بين المهاجرين.
حاول الفرنسيون الأمر نفسه في أفريقيا، وقد نجحوا كثيراً في مناطق عدة، فمعظم دول أفريقيا تتحدث باللغة الفرنسية كلغة رسمية، وباتت اللغات المحلية، لغات محلية محكية وانتهى. لكن كان دأبهم الأكبر في الجزائر، والتي بعد احتلالها في نهاية القرن التاسع عشر ولمدة مئة عام تقريباً، حاولوا فيها الغاء اللغة العربية نهائياً من التداول، واعتقلوا وسجنوا من تحدث بها، وقطعوا الرؤوس ودرسوا الجماجم وكانت لهم ممارسات وحشية في الجزائر بعيدة كل البعد عن الإدراك البشري. ما فعله الفرنسيون في الجزائر يشبه تماماً ما يمارسه الصهاينة من مجازر وتعنيف واعتقالات في فلسطين. في لبنان، كانت هناك ممارسات أكثر حضارية، وخاصة ما بين المجتمعات المسيحية، التي تمت فرنستها عبر الإرساليات. وحتى العثمانيون وخاصة مع بداية القرن السابع ابتدؤوا بنشر المدارس في الدول العربية وفرض تعليم اللغة التركية وأهملت خلال تلك الفترة اللغة العربية بشكل مخز وانتشرت الأمية بين الناس. وبغض النظر عن الطريقة المتبعة، يحاول المستعمر دائماً محاربة لغة مستعمراته.
ما حفظ اللغة العربية وبدون أي منازع خلال قرون من الجهل والأمية مر بها العالم العربي هو القرآن، الذي كان حفظ بعض من أياته لترديدها في الصلاة واجباً دينياً. وحتى أن طرق تعليم الكتابة والقراءة كانت تعتمد أساساً على القرآن وخاصة في القرى المعزولة عن المدينة. والأمر الثاني الذي حفظ اللغة العربية، ويجب الإعتراف به وإقامة دراسات علمية حقيقة تتعلق بأهميته، هي الحوزات العلمية الدينية في الأزهر في القاهرة، وجامع القيروان في تونس في المغرب العربي، وفي النجف في العراق، والجامع الأموي في دمشق. جميعها كانت مراكز دينية هامة استخدمت لغة عالية المستوى في قراءة وكتابة وفهم كتب الفقه والشريعة. وكان طلاب العلم في الحوزات الدينية على اختلاف مشاربها يقرضون الشعر، يكتبونه أو يحفظونه، ويرددونه في المجالس والسهرات مع أبناء قراهم وأصدقاءهم، والشعر يعد أحد مكنونات شخصية الإنسان العربي. كما أن هناك مراكز دينية منتشرة في بعيداً عن مراكز الحكم في استانبول أو حتى المدن الكبرى. وأخيراً الحكواتي، الذي قرأ قصص الزناتي خليفة والنابغة الذبياني وسيرة عنترة بن شداد في القهاوي في كل مساء. لقد ساهم التراث العربي بحفظ اللغة كجامعة مع التاريخ العربي أيما حفظ.
وما حفظ اللغة العربية خلال قرون من محاربتها من قبل الأوروبيين والعثمانيين، أنها لغة غزت لغاتهم وأغنتها بأهم المفردات المستخدمة يومياً، وأنها لغة مكتوبة ولها قواعد راقية ورفيعة المستوى وأنها اللغة الحية الوحيدة، التي لم تتغير مفرادتها بل زادت غنى منذ ما قبل زمن امرؤ القيس، الذي ولد في العام 500 ميلادي، والذي أتقن مهارات اللغة التي تحدث بها أبوه وجده وجد جده على الأقل، وحتى يومنا هذا. وما يقرأه ويفهمه الشامي أو العراقي أو المصري في شعر امرؤ القيس يقرأه المغربي والليبي والسوداني والموريتاني. فهي لغة جامعة! لكنها لم تجمع قرض الشعر فقط ، بل تجمع المشاعر والمواقف فأنى كنت، فلن تجد قضية جامعة للعرب كما تجمعهم قضية فلسطين، وشذوذ شرذمة عن هذا الإجماع لا يعني أن التعويل عليهم في الجمع. ولا تجد بيت شعر يكرر ما بين العامة كما يكرر بيت امرؤ القيس "قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل.... بسقط اللوى بين الدخول فحومل. وعندما نهتف لفلسطين فإننا نستخدم جميعاً نفس الكلمات والتعابير، فلسطين حرة من النهر إلى البحر، القدس عربية. وينشد الجميع من المحيط إلى الخليج زهرة المدائن كما لو أنها التهليلة التي غنتها الأمهات لصغارها. حتى في الأغنيات الخفيفة والعميقة، تستقبل جوليا بطرس في قرطاج كما تستقبل في صور ودمشق. وكما كان يستقبل فيروز وماجدة الرومي وصباح فخري وراغب علامة وعلي الحجار ومحمد منير ولطيفة التونسية وغيرهم، وغيرهم ممن هم من مختلف الدول العربية. وهذا الكلام لا ينطبق في الغناء والموسيقى فقط، بل في المسرح والرائي والمذياع والسينما.
هناك محاولات لدى الغرب اليوم من أجل التركيز على تعلم ما يسمونه "العربية الفصحى الحديثة". لم يصل الغرب إلى ضرورة تعلم اللغة العربية بهذا المستوى، بحسب كل من إي. جيولفو وإل سيناتورا، إلا بعد أن فشلت محاولاته في اللجوء إلى فرض اللغات العربية العامية المحلية في تعليم اللغة خلال مرحلة الإستعمار، ومن خلال فشله لتعلم لهجة محلية واحدة تمكنه من فهم اللغة العربية بشكل عام، وفشل الغرب في قراءة أو فهم ما ينشر في الصحافة ويقدم عبر الرائي والمذياع. وهي لغة ليست معقدة في تركيبها وتعتمد كأسلوب لغوي في جميع الدول العربية. وإذا كان الغرب يرى أن تعلم اللغة العربية الفصحى الحديثة، هو من أفضل الوسائل للتعامل مع الشعب العربي في كل مكان، وببساطة لأن اللغة الفصحى تضبط فهم اللهجات المحلية العربية وتقربها من بعضها البعض. ولكن السؤال الذي يؤرق دوماً: كيف وصل الدرك ببعض العرب لتبني فكرة أن اللغة المحكية تكفي للحفاظ على الثقافة والعلوم والتقاليد والترويج لها. فهل يغني الزجل اللبناني عن كتابات جبران خليل جبران وميخائيل نعيمة؟ لا أظن ذلك؟