أناند فارشيز ـ ascii85nited states Institascii117te of Peace) PEACEBRIEF 151)
7 حزيران، 2013
ملخص
&bascii117ll; أدى الافتقار إلى اعداد التقارير التقليدية وإلى التقارير الصحفية التي يمكن التحقق من صحتها بشأن الصراع الدائر في سوريا إلى زيادة الاعتماد على وسائل الإعلام الاجتماعية باعتبارها مصدراً للأخبار. لكن ثبت أن تقييم صحة هذه التقارير في غاية الصعوبة، مما خلق تشويهاً مستمر للواقع السوري على الأرض.
&bascii117ll; إن الكميات الكبيرة من بيانات وسائل الاعلام الاجتماعية المنبثقة من مناطق الصراع مثل سوريا ووسائل تحليل البيانات الجديدة لها القدرة على المساعدة في التغلب على هذه التحريفات.
&bascii117ll; على الرغم من هذا الحماس، لا يزال هناك عدد من العقبات المفاهيمية والعملية قبل أن تتمكن هذه الأدوات من خلق نماذج تنبؤية لديناميات الصراع يمكن الاعتماد عليها.
مقدمة
كانت الحرب الأهلية في سورية صراعاً بوساطة وسائل الإعلام الاجتماعية، وبقوة، مع أشرطة الفيديو على الانترنت ومحتويات وسائل الإعلام الاجتماعية التي توثق كل شيء بدءاً من الاحتجاجات الأولى في الشوارع وصولاً إلى الهجمات العسكرية. بالإضافة إلى ذلك، لم يكن لدى الصحفيين ووسائل الإعلام الدولية القدرة على الوصول والدخول إلى سوريا خلال الصراع، أو أنها كانت امكانية ضئيلة. وقد أدى هذا النقص في اعداد وارسال التقارير التقليدية والتقارير الصحفية القابلة للتثبت إلى زيادة الاعتماد على وسائل الإعلام الاجتماعية باعتبارها مصدراً للأخبار. لكن ثبت أن تقييم مدى صحة هذه التقارير أمر صعب للغاية. وقد استخدم النشطاء وسائل الإعلام الاجتماعية لفضح جرائم حرب مزعومة من جانب النظام السوري، في حين نشرها النظام، وأحيانا فصائل متمردة متنافسة، لصنع مزاعم مماثلة عن قوى المعارضة. هذا الأمر يمثل مجموعة من التحديات الجديدة لبناة السلام، صناع القرار والباحثين والمراقبين الآخرين. فهل الصورة 'بوساطة وسائل الإعلام الاجتماعية' من سوريا تتطابق إلى حد كبير مع الواقع على الأرض، أم أنها مشوهة ومحرفة بشكل منهجي في نواح هامة؟ وكيف يمكننا التغلب على هذه التحريفات؟
إن الوضع في سوريا على النقيض من بلدان الربيع العربي الأخرى مثل مصر وتونس، حيث كان التحقق من صحة تقارير وسائل الاعلام الاجتماعية أسهل بما أنها كانت جزءا لا يتجزأ من وسطاء وشبكات قائمة لوسائل الاعلام الاجتماعية، ومعظمها من خلال المجتمع المدني والصحفيين من مواطني البلد. بالمقارنة، لم تترك المساحة المدنية السورية المغلقة نسبياً سوى نافذة ضئيلة للتحقق الخارجي من صحة التقارير . بالإضافة إلى ذلك، إن العدد القليل من المدونين والصحفيين المواطنين الذين كانوا يعملون في سوريا، ويقدرون مبدئياً بنحو 12 فرد، قد غادروا البلاد.
أما السؤال الذي يدور هنا فهو ما إذا كان احتكار وسائل الاعلام الاجتماعية للتقارير قد أحدث تشويهاً ثابتاً للواقع السوري على الأرض. فقد كانت الجماعات الاسلامية، تحديداً، معبرة بوضوح وبشكل صاخب على هذه المنصات، مما يؤدي إلى تقييم مبالغ فيه لفعاليتها على أرض الواقع. وقد دعا الكلام المستمر على وسائل الإعلام الاجتماعية، وعلى الأرض، إلى انتقال سلمي وزيادة حرية التعبير. وأغرقت تقارير وسائل الاعلام الاجتماعية الدموية هذه الأصوات السلمية، والتي ينسى كثيرون فيها المحرضون الأوائل على تحرك الاطاحة الأسد. إضافة لذلك، إن المجموعات الحسنة السمعة على الانترنت مثل Global Voices (GV)، التي قد تكون قادرة على اضفاء صفة شرعية على وسائل الاعلام الاجتماعية والتصديق بها، قد برهنت عن تحيز خاص بها. فبما أن الأصوات المناهضة للأسد تميل للهيمنة على مجموعة GV، فقد تم ، ومن الاساس، دفع المدونين الموالين الأسد للخروج من المجموعة. إذ لم يتح الاستقطاب الشديد للصراع بروز ' أرض وسط ' لتقديم التقارير، حتى في المجموعات المحلية على الانترنت.
على الرغم من هذه التحديات، كان هناك حماس متزايد بين الصحفيين التقليديين لدمج تقارير وسائل الاعلام الاجتماعية في عملهم. وتشير النتائج الأولية لدراسة استقصائية للصحفيين إلى أن حوالي ربع هؤلاء يستخدمون أشرطة الفيديو على اليوتيوب في معظم رواياتهم. وفي حين اعتبر عدد من الصحفيين ذلك بمثابة فرصة، فإنهم كانوا عاجزين (أو غير راغبين) عن الاتصال مباشرة بصحفيين من الداخل الذين كانوا يرسلون التقارير عن الأحداث على وسائل الاعلام الاجتماعية وذلك للتحقق من الروايات القادمة من سوريا. وغالبا ما يواجه الصحفيون تحديات بشأن كيفية إدماج هذه التقارير بالتقارير التقليدية بمصداقية. وقد كانت هناك جهود لحشد مصادر التحقق والتثبت من صحة تقارير وسائل الاعلام الاجتماعية من خلال وسائل مثل Storyfascii117l و Checkdesk. على سبيل المثال، إن وسيلة Checkdesk، التي أنشأتها Meedan، تسمح لمجموعة من الصحفيين بإجراء 'تحقق تعاوني' موثوق على تقرير من التقارير على وسائل الاعلام الاجتماعية، وخلق صورة تراكمية للمدى الذي قد تكون فيه جديرة بالثقة. في نهاية المطاف، لا يزال الصحفيون يعتمدون على شبكات قوية من الناس ممن طوروا معهم علاقات على مدى عقود.
تحليل البيانات وصولاً إلى الإنقاذ؟
كما أظهرت لنا أماكن مثل سوريا، فإن 'ضباب الحرب' الذي حجب ذات مرة رؤيتنا لمناطق النزاع يفسح المجال، وبسرعة، لبيئات من المعلومات الغنية نظراً لوجود كميات الهائلة من بيانات وسائل الاعلام الاجتماعية. هذه المعلومات، إلى جانب أدوات تحليل البيانات الجديدة القادمة من القطاع الخاص، قد تساعدنا في معرفة ما يجري والحصول على 'الحقيقة على الأرض' في أماكن مثل سوريا، فضلاً عن المهمة الأكبر المتعلقة بمنع الصراعات حول العالم. في الواقع، لم يكن هناك بحوث أكاديمية كبيرة في هذه الأنواع من القدرات، بدءاً من تحليل تغريدات التويتر لتحديد المجموعات اليمينية المتطرفة وصولاً إلى استخدام أشرطة الفيديو على اليوتيوب لرسم خريطة العلاقات بين جماعات المعارضة السورية المختلفة، فضلاً عن وسائل تصوير بيانات وسائل الاعلام الاجتماعية وتجميع الوسائل والأدوات التي يجري تطويرها في أماكن مثل 'المختبر الوطني شمال غرب المحيط الهادئ'. فمن شأن هذه الأدوات تمكين المستخدمين من التدقيق بجبال من البيانات بغرض الحصول على أفكار محددة يهتم هؤلاء بتتبعها، غالباً في الوقت الحقيقي ( المباشر).
لكن هناك الكثير من الأمور التي يتعين القيام بها قبل التمكن من استخدامها لإنشاء نماذج تنبؤية موثوقة لديناميات الصراع - ما يسمى بـ 'الكأس المقدسة' في هذا المجال. وهناك عدد من العقبات المفاهيمية والعملية التي يتعين التغلب عليها في هذا المجال. أولاً، وفي حين تم احراز الكثير من التحليلات التنبؤية مثل ' اتجاهات الانفلونزا' ( Flascii117 Trends ) لغوغل (حيث تم استخدام البحث على الشبكة العالمية عن أدوية البرد للتنبؤ بانتشار فيروس الانفلونزا)، ينبغي أن نكون مشككين بفكرة أن يكون بإمكان هذه الأنواع من التقنيات المساعدة بالتنبؤ بتفشي الصراعات العنيفة. وكما قال أحد الأخصائيين، ' أجساد الناس أكثر قابلية للتنبؤ من سلوكهم '. ويشير العديد من الخبراء إلى الحاجة إلى نماذج محسنة عن كيفية انتشار الأفكار حول العالم، وبالتالي، كيفية تأثيرها على سلوك الإنسان، كالعنف مثلاً.
ثانياً، إن بيانات وسائل الاعلام الاجتماعية التي يجري حاليا تحليلها لها حدود جدية. هذه البيانات تنقسم إلى: (1) البيانات الموجودة والمنسقة، (2) البيانات الموجودة إنما ليست منسقة، و (3) البيانات التي لا وجود لها وهناك حاجة لوجودها. ويتمحور التحليل الحالي على النوع الأول من البيانات، لكن هناك الكثير مما ينبغي عمله لسد الثغرات الموجودة حول النوعين الثاني والثالث قبل اجراء تحليل أكثر شمولاً. فضلاً عن ذلك، هناك الكثير من التحليلات لبيانات وسائل الاعلام الاجتماعية اليوم لا تأخذ بعين الاعتبار أوجه القصور الكامنة في عينات من لبيانات وسائل الاعلام الاجتماعية - بعد كل شيء، لا يملك كل الناس إمكانية الوصول إلى أدوات وسائل الإعلام الاجتماعية. لا يمكن لبيانات وسائل الاعلام الاجتماعية أن تكون ممثلة لاتجاهات أوسع إلى حين القيام بمعالجة هذه العيوب.
ثالثاً، إن تحليل البيانات بكميات يحتاج إلى وضعها في سياقها الصحيح باستخدام البحث النوعي. نحن بحاجة لفهم الكيفية التي تقصد بها تقارير وسائل الاعلام الاجتماعية، وأشرطة الفيديو على اليوتيوب وغيرها من البيانات المساهمة في الرواية - القومية ، الدينية، والعرقية – المحددة بثقافات ومجتمعات تعمل في إطارها. يامكان هذه الروايات أن تعقد جهود تحليل البيانات، لكنها تضيف فارقاً بسيطاً لرؤانا.
أخيراً، يشير البعض في القطاع الخاص إلى القيود العملية التي تعاني منها جهود تحليل بيانات وسائل الاعلام الاجتماعية. على سبيل المثال، وفي حين أن شركات القطاع الخاص غالباً ما تكون سعيدة لتقديم مجموعات البيانات للباحثين، فإن معظم الباحثين ليس لديهم بنية تحتية لمعالجة البيانات اللازمة ليستمدوا القيمة منها. إن التحدي الذي يعترض الباحثين لجهة استخدام قواعد البيانات كبير بما يكفي حتى تكون مفيدة بالنسبة لهم، لكنها صغيرة بما يكفي لتتم معالجتها. فضلاً عن ذلك، لا يوجد سوى عدد قليل جداً من البروتوكولات حول نقل البيانات من شركات القطاع الخاص للباحثين. أما الباحثون في الوقت الحاضر فيستخدمون البروتوكولات المخصصة إلى حد كبير، وغالبا بالاعتماد على العلاقات القائمة مع شركات وسائل الإعلام الاجتماعية أو العمل من داخل تلك الشركات لإجراء أبحاثهم. مع تزايد المخاوف بين المستخدمين بشأن خصوصية بياناتهم، وتعمل شركات وسائل الإعلام الاجتماعية على تحديد هذه البروتوكولات. الأهم من ذلك كله، تبدي هذه الشركات رغبتها بالعمل مع الباحثين والناشطين للمساعدة في تحديد هذه السياسات.
الخاتمة
شهد المجتمع الدولي انتشار الصراع السوري عبر عدسة وسائل الاعلام الاجتماعية. إن اعتمادنا على هذه العدسة، إلى جانب غياب واضح من وسائل الإعلام التقليدية، يعزز، فحسب، الحاجة إلى وجود تقنيات وأدوات جديدة لمساعدتنا على التحقق من المعلومات الخارجة من مناطق الصراعات. لقد كانت هناك خطوات كبيرة في مجال استخدام بيانات وسائل الاعلام الاجتماعية لغربلة الغث من السمين في هذا الصدد، لكننا ما زلنا في أولى المراحل بذلك. إن الحاجة واضحة لتحسين النماذج التحليلية، قواعد البيانات، والبنية التحتية لتحليل البيانات بغرض تعزيز هذا الهدف، إلى أن نمتلك حقاً أدوات دقيقية وتنبؤية لتحليل البيانات.
(*) ترجمة: إيمان سويد ـ خاص موقع مجموعة الخدمات البحثية