قراءات إعلامية » الإيكونومست: السبب وراء جنون السعوديين بمواقع التواصل الاجتماعي

عبدالرحمن النجار
أعلن موقع &laqascii117o;تويتر" في الثامن عشر من مارس الحالي أنه يعتزم افتتاح مكتب له في دبي. ومن المعلوم أن نسبة استخدام الهواتف الذكية في الخليج قد صعدت بشدة، فتطبيق واتس آب وموقع فيسبوك يعتبران من ضروريات التواصل هناك. ولا أحد يتفوق على السعودية في هذا المجال. فقد أظهرت عدة استطلاعات للرأي أن المملكة تمتلك أعلى نسبة من مستخدمي تويتر في العالم بالمقارنة بعدد مستخدمي الإنترنت بها، فضلًا عن موقع &laqascii117o;يوتيوب". وقد يبدو هذا غريبًا قليلًا بالنسبة لبلد محافظ، حيث يستمد الدستور مباشرة من القرآن الكريم، ولا يسمح للنساء بقيادة السيارة. فلماذا السعوديون مولعون بشدة بمواقع التواصل الاجتماعي؟
عادة ما نظر العالم إلى الشعب السعودي على أنه لا يواكب التطور مثل بقية الأمم. تأسست الدولة السعودية الحديثة في عام 1932، وبعد ذلك على أساس تحالف قائم بين عائلة آل سعود وشيوخ الوهابية، الذين عملوا على نشر نسخة متشددة من الإسلام. لكن البلاد تطورت بشدة منذ اكتشاف مخزون البترول العملاق. يبلغ الناتج المحلي للإنتاج بالنسبة لرأس المال 26000 دولار. واليوم يدرس الآلاف من أبنائها في الخارج، ويتحدثون الإنجليزية ويواكبون التطور مثل نظرائهم حول العالم. إن 75% من الشعب السعودي هم تحت سن الثلاثين. وقد أصبح عاديًّا بالنسبة إليهم الدخول إلى الإنترنت لطلب القهوة أو مشاهدة التلفاز.
إن اقتران هذه العناصر بخصوصيات المجتمع السعودي ربما يفسر تصدرها الإحصاءات. فمجمعات التسوق (المولات) هي مصدر الترفيه الوحيد للشباب هناك، بما أن رجال الدين قد حظروا السينمات والملاهي الليلية، ويحظر على الرجال والنساء بناء علاقات سويًّا، لذا يتواصل الأصدقاء عبر الإنترنت. لقد أصبح فيسبوك وسيلة للمواعدة، كما يمكن للسعوديين الغاضبين التنفيس عن غضبهم تجاه الحكومة بشكل متخفٍ عبر تويتر. لكن مواقع التواصل الاجتماعي ليست مخصصة للتسكع فقط. فأشهر حساب سعودي على موقع تويتر يعود إلى الداعية محمد العريفي بـ11.4 مليون متابع.
يحاول حكام السعودية حجب مواقع التواصل الاجتماعي أو تجريم بعض ما يقال على الفضاء الإلكتروني، وعادة ما يقترن ذلك بعقاب رادع. كما يستخدم رجال الدين، بمن فيهم السلفيون الجهاديون الإنترنت والتطبيقات المختلفة لنشر أفكارهم إلى الجمهور المحافظ، أو الذين يتملكهم شك حول معتقداتهم. وعلى العموم، فإن معظم حسابات التواصل الاجتماعي هي وسيلة للتحرر في المملكة. وليس هناك ما يشير إلى أن الإقبال على ذلك آخذ في التباطؤ. كما أن رجال الأعمال السعوديين، وخاصة في مدينة جدة الساحلية الهادئة، يطلقون تطبيقات وقنوات على موقع &laqascii117o;يوتيوب". وبصرف النظر عن موقف السعوديين في العالم الحقيقي، فهم منسجمون بشكل كامل في العالم الافتراضي.
المصدر: الإيكونومست

موقع الخدمات البحثية