مقالات » الصين تزعم تدرب مسلحي الأويغور‎ في سوريا

The JamesTown Foascii117ndation
يعقوب زن

 
زعمت الحكومة الصينية منذ عام 2012 أن مسلحي الأويغور من شينجيانغ يقاتلون مع المتمردين في سوريا ضد حكومة بشار الأسد ( صحيفة جلوبال تايمز [بكين]، 29 أكتوبر/ تشرين أول 2012). ففي 1 يوليو/ تموز، قالت الصين أن أحد مسلحي الأويغور من الذين درسوا في اسطنبول وحاربوا مع الجيش السوري الحر في حلب قد عاد إلى شينجيانغ و تم توقيفه بينما كان يخطط لتنفيذ 'هجمات عنيفة' في الصين ( صحيفة جلوبال تايمز، 1 يوليو /تموز).
وتشعر الصين بقلق ليس فقط لأن الحرب الأهلية في سوريا سوف تشجع على المزيد من عدم الاستقرار في الشرق الأوسط، ولكن أيضا لأن 'المقاتلين الأويغور الأجانب' في سوريا قد يعودون إلى ديارهم. فعلاقات هؤلاء  مع المسلحين الدوليين في سورية ستؤدي إلى تدويل قضية شينجيانغ أكثر بين الجهاديين الدوليين وتوفر للمقاتلين الأويغور مهارات قتالية جديدة يمكن استخدامها لتنفيذ هجمات في شينجيانغ.
وتأتي التقارير الصينية عن عودة المسلحين الأويغور من سوريا  إلى شينجيانغ وسط موجة من حوادث العنف في شينجيانغ:

&bascii117ll; في 7 مارس/ آذار، قتل خمسة أشخاص في معركة بين الأويغور والصينيين الهان في ممر منطقة كورلا (راديو آسيا الحرة، 7 مارس/ آذار،  صحيفة ساوث تشاينا مورنينغ بوست، 8 مارس /آذار).
&bascii117ll; في 9 مارس/ آذار، هاجمت مجموعة  مجهولة من الرجال محطة الشرطة بقنبلة حارقة في هوتان (راديو  آسيا الحرة، 12 مارس/آذار).
&bascii117ll; وفي 23 أبريل / نيسان، قتل 21 شخصاً في كاشغر بعدما كشفت دورية محلية مجموعة من الأويغور يصنعون المتفجرات ( صحيفة تشاينا ديلي، 30 أبريل/ نيسان).
&bascii117ll; في 26 يونيو/ حزيران، قيل أن نحو 47 شخصاً قتلوا في توربان عندما هاجمت مجموعة من حوالي 15 مسلح من الأويغور مركز شرطة وغيرها من المباني بالخناجر والقنابل الحارقة ( صحيفة تشاينا ديلي، 8 يوليو /تموز).
&bascii117ll; وفي 28 يونيو/ حزيران، في هوتان، قتل ما يصل الى 15 من الأويغور بعدما فضت الشرطة تجمعاً لخطبة في مسجد واعتقالها لإمامى المسجد ، مما أدى إلى احتجاجات واسعة في الميدان الرئيس للبلدة (راديو آسيا الحرة، 30 يونيو/ حزيران).

الجدير بالذكر هو أن هجمات أواخر يونيو /حزيران في شينجيانغ سبقت الذكرى السنوية الرابعة لأعمال الشغب العرقية في 5 يوليو/ تموز 2009 في أورومتشي شينجيانغ عاصمة شينجيانغ ، والتي أوقعت أكثر من 200 قتيل من الأويغور والهان الصينيين . إن أعمال الشغب تلك، التي أدت إلى فرض الصين تعتيماً على الاتصالات لمدة عام تقريبا في شينجيانغ، دفعت بشينجيانغ إلى دائرة الضوء الدولية، ولا سيما بالنسبة للإسلاميين في الشرق الأوسط والأتراك، الذين يتصلون عرقياً ولغوياً بالأويغور. وفي غضون أسابيع من أعمال شغب 2009، أجرى الإخوان المسلمون في مصر مقارنة ما بين السياسات الصينية تجاه الأويغور وبين سياسات الرئيس حسني  مبارك تجاه المسلمين في مصر، وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان أن الصين ' تقوم بارتكاب إبادة جماعية  تقريباً' في شينجيانغ وهدد تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي باستهداف المصالح الصينية في شمال غرب أفريقيا (حُرِّيت، 10 يوليو/ تموز 2009؛ Ikhwanonline.com، 11 يوليو/ تموز 2009؛ صحيفة جلوبال تايمز، 16 يوليو/ تموز 2009).

في أغسطس 2009، أصدر تنظيم القاعدة في العراق شريط فيديو واصفا 'النظام الصيني' بنفس الطريقة التييصف فيها تنظيم القاعدة 'النظام الصهيوني' في إسرائيل. وفي أكتوبر/ تشرين أول 2009، أصدر  'السحاب'، الجناح الاعلامي لتنظيم القاعدة أيضاً شريط فيديو لأبو يحيى الليبي يناقش فيها مسألة شينجيانغ بصفتها 'الجرح المنسي' للعالم الإسلامي. ولم يظهرسوى فيديو تنظيم القاعدة في العراق فقط تأييده للحزب الاسلامي التركستاني بقيادة الأويغور ، والذي يعمل مع تنظيم القاعدة وحركة طالبان وحركة أوزبكستان الإسلامية في باكستان. ويزعم الحزب الإسلامي التركستاني تنفيذه لهجمات في أفغانستان، لكن هدفه هو استقلال 'تركستان الشرقية' (شينجيانج) و إنشاء خلافة إسلامية في آسيا الوسطى.
وقد اعلن زعيم الحزب الإسلامي التركستاني عبد الله منصور المسؤولية حتى الآن عن هجوم 23 أبريل/ نيسان في كاشغر فقط ، قائلا بلغة الأويغور في بيان له على شريط الفيديو بأن 'العملية الجهادية' جاءت رداً على قتل 'الشيوعيين الصينيين' وسجنهم لمعلمين وعلماء إسلاميين ، و'هيمنة' الثقافة الصينية على الأويغورية، وحظر الحجاب الإسلامي للنساء واللحى للرجال.

في طبعة 'تركستان الإسلامية ' لشهر مارس/ آذار التي نشرها الحزب الإسلامي التركستاني والتي كان  منصور رئيس تحريرها منذ عام 2008، أعلن الحزب مسؤوليته عن هجوم انتحاري  بواسطة دراجة نارية هجوم في يتشينغ ( yecheng )، في  شينجيانغ في 1 أكتوبر/ تشرين أول 2012 والذي قتل فيه 21  شخصاً من حرس الحدود (تركستان الإسلامية، مارس/ آذار 2013؛ راديو آسيا الحرة، 12 أكتوبر/ تشرين أول 2012). وتقع يتشينغ (Yecheng ) على بعد 150 ميلاً الى الشمال من حدود شينجيانغ مع باكستان، وكانت أيضاً ساحة لهجوم وقع في فبراير/ شباط 2012، قتل فيه مجموعة من الأويغور يصل عددهم الى 24 مدنياً في منطقة تجارية يرتادها الهان الصينيون (قناة الجزيرة، 29 فبراير/ شباط 2012). وفي عام 2011،  قدم  الحزب الإسلامي التركستاني أيضاً دليلاً عبارة عن شريط فيديو حول مسؤوليته عن هجوم على المارة 'الهان ' في كاشغر في 30 يوليو/ تموز 2011، والذي قتل فيه اكثر من عشرة اشخاص وكان مشابهاً للهجوم في العيد الوطني في يتشينغ ( yecheng ) في عام 2012.

أوحى الحزب الإسلامي التركستاني ضمناً بأنه متورط في النزاع السوري في مجلته قائلاً: 'إذا كانت الصين لديها الحق بدعم الأسد في سوريا، فنحن لدينا الحق بدعم السوريين المسلمين '(تركستان الإسلامية، مارس/ آذار 2013).  فس كل الأحوال، هناك دليل مرئي واحد على وجود 'مقاتل صيني' في سوريا. هذا الشخص، الذي يبدو بأنه من العرق الأويغوري، يتم إظهاره وهو يؤم صلاة بينما يصلح متمردون صاروخاً وذلك في شريط فيديو مارس/ آذار المنشور على اليوتيوب من قبل المستخدم ' جبهة النصرة'.

إن التقديرات الصينية بأن هناك ما بين 30 إلى 100 من الأويغور ممن تلقوا تدريبات عسكرية في باكستان وذهبوا إلى تركيا للانضمام إلى المتمردين السورين قد تكون مبالغاً بها على الأرجح (ذي هندو، 1 يوليو/ تموز؛  صحيفة جلوبال تايمز، 1 يوليو /تموز). مع ذلك، هناك أكثر من 20000 من الأويغور في تركيا كما أن المنظمات الأويغورية القائمة في تركيا (بما فيها جمعية التضامن والتعليم لتركستان الشرقية ، التي تزعم الصين بأنها ترسل الأويغوريين إلى داخل سوريا) تقوم بتقديم الدعم الإنساني إلى الشعب السوري (Maarip.org ، 13 فبراير/ شباط). ومن المرجح أن يكون بعض الأويغور قد عبروا تركيا للقتال في سوريا.

بغض النظر عن العدد الإجمالي من الأويغور في سوريا، فمن غير المرجح وجود رابط مباشرسواء  سوري أو للحزب الإسلامي التركستاني بالاضطرابات في شينجيانغ في عام 2013. إذ يبدو بأن العديد من حوادث العنف في شينجيانغ تنشأ بشكل عفوي وتنبع من خلافات حول قضايا محلية، مثل هدم قرى الأويغور التقليدية لأجل مشاريع تنموية جديدة والتخفيف من السمة الأويغورية لشينجيانغ بسبب الهجرة الداخلية للهان من شرق الصين. مع ذلك، فإن دور أشرطة الفيديو الجهادية في الهام المهاجمين والتشابه في الهجمات، التي تتميز في كثير من الأحيان بالمركبات التي تصطدم  بالمدنيين الهان، والاحتجاجات التي تسبق الهجمات على مراكز الشرطة والعمليات الانتحارية باستخدام دراجات أو عربات، يشير إلى أن بعض الجماعات المتشددة والمسلحة في شينجيانغ تقوم بالتنسيق مع بعضها البعض،  ومع الحزب الإسلامي التركستاني. والجدير بالذكر هو أن هناك سلسلة من أشرطة الفيديو للحزب الإسلامي التركستاني قد صدرت في يوليو/ تموز 2013 تدعى ' إرشادات عسكرية سريعة' تهدف إلى تدريب المشاهدين على استخدام الأسلحة، كمسدسات توكاريف وسلاح AK-47 ، لكن حتى الآن، لم توظف البنادق في  الهجمات التي حصلت في شينجيانغ ، وربما يكون ذلك بسبب عدم قدرة المتشددين على الحصول عليها.

بالإضافة إلى الأويغور، هناك أيضا عدد آخر من مواطني آسيا الوسطى والقوقاز يقاتلون في سوريا:
&bascii117ll; ينظر إلى الأوزبك من قبل المهربين عادة على أنهم يساعدون المتمردين للدخول إلى سورية من تركيا، وكان هناك شخص أوزبكي واحد يقود لواء إسلامياً في حلب في عام 2012 (أ ف ب، 9 ديسمبر/ كانون أول 2012؛ صحيفة الغارديان، 30 يوليو/ تموز 2012).
&bascii117ll; ذكرت قيرغيزستان في أبريل/ نيسان أن نحو 15 شاباً من جنوب قرغيزستان، بمن فيهم أشخاص من الاثنية القرغيزية والأوزبكية، والطاجيكية، قد سافروا إلى تركيا للقتال في سوريا (انترفاكس،  19 أبريل/ نيسان؛ صوت روسيا، 20 أبريل/ نيسان).
&bascii117ll; هناك عدد غير معروف من المقاتلين الطاجيك في سوريا، على الرغم من أن عددهم قد يكون أكبر من عدد المقاتلين الآخرين من أية وحدات أخرى من آسيا الوسطى. فقد قتل ثلاثة من الطاجيك في سوريا في مايو / أيار (RFE / RL، 24 مايو/ أيار).
&bascii117ll; ذكرت كازاخستان أن ثمانية من مواطنيها كانوا قد اعتقلوا في يونيو/ حزيران بينما كانوا يسعون إلى تأمين أموال للسفر إلى سوريا للقتال مع المتمردين (انترفاكس 5 يونيو/ حزيران).
&bascii117ll; أخيرا، هناك ما لا يقل عن 250 من المواطنين الروس في سوريا، بما في ذلك التتار المسلمين والشيشان، والشيشان هم ممن قادوا 'كتائب المهاجرين' في شمال سوريا والذين جندوا في صفوفهم يوسف الصيني، الهاني- الصيني الذي اعتنق الإسلام، والذي برز في فيديو مارس 2013 للمتمردين على اليوتيوب (Segondya.rascii117،7 مارس/ آذار ؛ أنصار المجاهدين 17 مارس/ آذار ).

يقود التحليل السابق إلى ثلاث نتائج رئيسة. أولاً، إن وجود الأويغور والمقاتلين من آسيا الوسطى في سوريا يدل على أن مشكلة 'المقاتلين الأجانب' في سوريا ليست مسألة أوروبية فحسب- كما ذكر في كثير من الأحيان - بل هي مشكلة تؤثر على آسيا الوسطى ومناطق أخرى كذلك. ثانياً، من المرجح أن تؤدي أشرطة فيديو الحزب الإسلامي التركستاني والمقاتلين الأويغور في سوريا إلى تعزيز تدويل قضية الأويغور بين الجهاديين الدوليين وتقدم الفكر الجهادي إلى الأويغور الساخطين في شينجيانغ. أخيراً، قد يكون القصد من التقارير الصينية حول سورية اقناع الغرب بأن دعمه للمتمردين في سوريا بالترادف مع دول الخليج سيؤدي إلى عواقب غير مقصودة أسوأ حتى من تلك التي نجمت عن التدخل العسكري الغربي في ليبيا.

يعقوب زن محلل للشؤون الأوروبية الآسيوية في مؤسسة جيمس تاون وزميل وباحث غير مقيم في مركز دراسات منظمة شانغهاى للتعاون (COSCOS) في شنغهاي. أدلى بشهادته أمام الكونغرس الأمريكي حول تهديدات المتشددين الاسلاميين بالنسبة إلى آسيا الوسطى في فبراير / شباط 2013.

موقع الخدمات البحثية