أوراق إستراتيجية » عدم الاستقرار في سوريا: تقييم مخاطر التدخل العسكري

الجزء الثالث

الجيش السوري
كانت هناك انشقاقات في صفوف الجيش السوري. في كل الأحوال لقد ظلت كتلة الجيش السوري حتى الآن موالية لنظام الأسد. إن الكيفية التي تتفاعل فيها هذه القوات في الفترة التي تسبق، وخلال، وبعد التدخل، أمر حاسم لكل من نظام الأسد ومعارضيه في الداخل والخارج.
ليس هناك من معلومات دقيقة حول التركيبة المذهبية والطائفية للجيش السوري، هذا عدا المستوى الحقيقي للقوة البشرية العلوية أو المسيطرة على المراكز الأساسية. ما هو مؤكد هو أن العلويين – الذين عانوا، تقليدياً، من كونهم من المحيط الريفي الأشد فقراً للبلاد – كان لديهم حضور قوي في الجيش، على الأقل منذ الاستقلال. ويُعد المجندون من هذا المذهب أكثر من 55 % من الضباط غير المفوضين في العام 1955.  فالسنة الأكثر ثراء – آنذاك والآن – هم أقل ميلاً للخدمة العسكرية وأقل احتمالاً بكثير، على خلاف العلويين، لجهة الانجذاب نحو السياسات التشاركية البعثية.
وفق إحدى الروايات، كان العلويون يشكلون أكثر من 61 % من فرقة تدريب الضباط في العام 1995، تقاطر معظمهم من عشيرة القالبية، عشيرة الأسد. وقد صعد العلويون الى سدة القيادة لوحدات الجيش المركزية، متولين قيادة 7 من أصل 9 من فرق الجيش بحلول عام 1992. أما اليوم، فتذكر التقارير أن السنة يشكلون قوة المجندين الإلزاميين، بشكل رئيس، التابعة للجيش في حين يستمر العلويون بالهيمنة على فرق تدريب الضباط ومراكز القيادة الأساسية.
في العام 2011، ذكرت IISS في تقريرها أن لدى القوات المسلحة السورية 295000 من القوات الناشطة، بما فيه حوالي 220000 في الجيش و 100000من القوات شبه العسكرية المرتبطة بحزب البعث الحاكم. إن الجيش، الذي يشكل كتلة القوة البشرية العسكرية، يعُد حوالي 175000 من المجندين المتواضعي التدريب في فترة خدمة إلزامية تمتد 30 شهراً. وبينما تشتمل القوات البرية على دبابات المعارك الرئيسة  (MBTs)، وآليات مدرعة أخرى ومدفعية، فقد كان للتأكيد على الدفاع الثابت ومهمات حاميات الجند تأثيرات ضارة على نوعية القوة وقدرتها على التكيف.
يحسب للجيش السوري وجود بعض الوحدات القادرة بشدة في صفوفه أيضاً.  وتشمل هذه الوحدات القوات الخاصة ذات المستويات الأعلى من التدريب والخبرة العملانية في الحرب التقليدية واللا متماثلة. بإمكان النظام أيضاً الاعتماد على فرقة الحرس الجمهوري العلوي، الى حد كبير، والموالي للنظام بشدة بالإضافة الى الاعتماد على الفرقة المؤللة، وكلاهما بقيادة ماهر الأسد شقيق الرئيس بشار الأسد.
أثبتت هذه الوحدات أنها مفيدة في احتواء ومواجهة الاضطرابات في سوريا. في كل الأحوال، ونظراً الى واجباتها التي تركز على الدفاع عن دمشق ولمستوى القوة البشرية التي هي ما بين 25000 الى 35000 جندي، فلا يمكن للحرس الجمهوري والفرقة المؤللة الرابعة أن يكونا في كل الأماكن في نفس الوقت. أما إحدى الإستراتيجيات التي كان على الأسد التحول اليها فهي نشر وحدات النخبة بقيادة العلويين للقيام بعمليات تطهير وإمساك بالوضع قبل إرسال وحدات إغاثة أقل قدرة ( وغالباً من السنة) من الجيش النظامي لتولي المهمات الثابتة. وبالإمكان عندها إعادة تدوير وحدات النخبة للقيام بعمليات في أماكن أخرى حسب الحاجة. هذا الأمر دونه مخاطر: فالجيش النظامي ليس قريباً بولائه كما أثبت أيضاً أنه لا يمكن الاعتماد عليه، وعلى نحو متزايد.
ليس هناك من معطيات كافية حول أية خاصية وأية كيفية ينبغي اتباعها لتقييم وقع هذه العمليات على قدرة الجيش على إدارة  العمليات العسكرية. كما أن من غير الواضح ماهية التأثير الذي سيكون للتركيز على الأمن الداخلي على وحدات النخبة في النهاية: لإضعاف مكانة قوتهم الشاملة أو لتعزيز مستوى قاعدة جهوزيتهم للقيام بعمليات مستقبلية. في كل الأحوال، إن استقراء معنويات الجيش النظامي أقل صعوبة. فقبيل الاضطرابات، كان الجيش النظامي السوري يعتبر جيشاً معنوياته متدنية. وهذا الأمر تفاقم فحسب بسبب أشهر من الاضطرابات وبسبب دور الجيش الوحشي في تعميق الانشقاقات في البلاد.
برغم هذه التحديات وتحديات أخرى أيضاً، يبقى الجيش السوري قوة يحسب لها الحساب. وفي حين أن هناك كثيراً من العلويين وعدد أكبر من السنة حتى ضمن صفوف الجيش ليسوا مسرورين من الدور الذي طُلب من الجيش أن يلعبه، فإنه ليس هناك من مؤشرات كثيرة حتى الآن تدل على انقسامات داخل الجيش وأن عمليات الفرار منه لا تزال بعيدة جداً عن كونها انقسامات بالنسبة لقوى المعارضة. في هذه الأثناء، من غير المرجح أن يكون للموالين للنظام داخل الجيش أي مستقبل في سوريا ما بعد الأسد،  وفي حال حصول تدخل عسكري ما، فليس هناك الكثير من الخيارات في متناول أيديهم.
نظراً الى مستوى التوتر المذهبي المتنامي بين السنة والعلويين، يمكن لانقلاب عسكري داخلي علوي أن يزيح النظام الحاكم من دون ضمان مستقبل المجتمع ( العلوي). وبشكل مشابه، إن سحب القوات المسلحة من  "المسابقة " لا يعالج كثيراً الهواجس الأمنية للعلويين، والأقليات والسنة المرتبطين بالنظام. في النهاية، قد لا يكون لدى القوات العسكرية الموالية للنظام خيارات كثيرة ما عدا الوقوف الى جانب الأسد، مهما كان الثمن.
الجيش السوري الحر
إن ما يدعى بالجيش السوري الحر هو أحد الأنصار والمؤيدين الرئيسيين للتدخل العسكري الخارجي في سوريا. لقد عقّد الجيش السوري الحر الجهود السياسية والديبلوماسية  للمعارضة السورية غير المتكاتفة حتى الآن داخل وخارج البلاد، التي كانت قد رفضت اللجوء الى العنف ضد نظام الأسد، مع ثمن ومكاسب ذلك. لقد عقذد أيضاً جهود الجامعة العربية حيث تصر دمشق على أنها تحارب التمرد بدلاً من محاربتها لقوى سياسية سلمية.
يتألف الجيش السوري الحر، بشكل رئيس، من منشقين سنة عن الجيش السوري. ويشتغل الجيش السوري الحر بصورة رخوة عبر سوريا مع وجود قاعدة له في مخيم للاجئين في تركيا قرب الحدود السورية. ويزعم الجيش السوري الحر أن لديه حوالي 15000رجل. في كل الأحوال، من المرجح أن يكون هذا العدد مضخماً وأن القوة لا تتعدى جزءاً صغيراُ من ذلك الحجم. ولا تملك هذه القوة السلاح الثقيل وتعتمد على الأسلحة الصغيرة والقذائف الصاروخية ( الآر بي جي ).
إن إحدى النقاشات الجوهرية التي هي لصالح التدخل المسلح في سوريا هي خلق مجال جغرافي للجيش السوري الحر والمجموعات المسلحة الأخرى المعادية للأسد للسيطرة والعمل خارج المنطقة. إذ ليس لدى التمرد المسلح في سوريا المعارض للنظام موطئ قدم جغرافي رئيس قرب مراكز السلطة، كدمشق أو حلب. في هذه الأثناء، إن المدن التي أثبت فيها الجيش السوري الحر نفسه، بما فيها إدلب، حمص، حماه، دير الزور، ودرعا لا يمكن للمعارضة السورية الإمساك بها من دون وجود قوات أكبر لديها خطوط إمداد، في مواجهة الجيش السوري الطاغي.
وفي حين أن هناك تقارير عن أن الجيش السوري الحر يعمل على تنظيم صفوفه لتشكيل وحدات بحجم كتيبة ذات درجة أعلى من القيادة والتحكم، فإنه من غير الواضح كيف ستكون هذه الوحدات موحدة، وما هي طبيعة سلسلة قيادتها، وقدراتها وحريتها بالمناورة في سوريا حيث النظام حصل على ما كان يأمل الحصول عليه منذ بداية التظاهرات: ثورة مسلحة. ففي حال حصول تدخل مسلح في سوريا، فمن غير الواضح ما إذا كان الجيش السوري الحر سيكون مصدر استقرار محتمل، أم أنه سيكون مع ذلك ورقة انقسام في بلد منقسم على نحو متزايد.
مخاطر زعزعة الاستقرار والحرب الأهلية
بإمكان أي تدخل عسكري خارجي من أي نوع كان أن يسرع ما يتخوف منه كثيرون ويعتقد الآن بأنه أصبح الطريق المتصاعد باتجاه الحرب الأهلية في سوريا. إن تشديد الخطاب المذهبي والزيادة في العنف المذهبي عبر البلاد من نوع ضربة في مقابل ضربة يعني أيضاً أن أي نطاق كبير للصراع الداخلي سيكون مذهبياً على الأرجح.
ليس هناك من شك كبير بأن النظام قد قام بكل ما يسعه لضمان عودة بروز الانقسامات المذهبية والطائفية، بشكل رئيس بين سنة البلد من جهة والأقلية العلوية الحاكمة والمسحيين والدروز الآخرين من جهة أخرى. فبالتلويح باحتمالات زعزعة الاستقرار والنزاع الطائفي في سوريا، أمل نظام الأسد بأن يتمكن من حمل معارضيه المحليين، الإقليميين والدوليين على التراجع. في نهاية الأمر يكون قانون النتائج غير المقصودة بذلك هو أن نظام الأسد ربما مضى بعيداً في المساومة أكثرمما يستطيع. ليس هناك من شيء مؤكد تقريباً بأن التوترات الطائفية التي كانت تحت السطح لسنوات يمكن قلبها أو تفكيكها بظل أفضل الظروف. وفي مجهود لضمان مستقبله الخاص، يخاطر نظام الأسد بحصول حرب أهلية طائفية واسعة في سوريا.
إن الفرضيات التي تقول بأن أي حرب أهلية في سوريا ستكون حياتها قصيرة أمر مجاف للواقع الذي يقول بأنه يُتوقع من الحروب دوماً أن تأخذ وقتاً أطول أو أن تكلف أكثر مما كان يعتقد. كما تتجاهل العوامل المحلية والإقليمية، بما في ذلك تهجير الناس، ومستوى ونطاق المعارضة المسلحة، والطبيعة الشركاتية للوحدات العسكرية الموالية للنظام، ومستوى الدعم الخارجي لكل من جانبي الصراع. ونظراً للعوامل العديدة المذكورة آنفاً، بما فيها الانقسامات الطائفية الداخلية، والطبيعة الموالية للنظام ولوحدات النخبة وخطر التهجير الداخلي، فإن من المرجح أن يؤدي التدخل الخارجي الى تقسيم سوريا أكثر مما يؤدي الى تجنب أزمة - ربما جغرافياً أو وفق خطوط دينية – عرقية.
إيران
باستثناء القوى السياسية المتحاربة في سوريا، إيران هي التي ستخسر أكثر من غيرها إذا ما عانى حليفها الإقليمي من زعزعة أكبر للاستقرار. فالتدخل العسكري حتى على المستوى المحدود جداً سيكون مقلقاً بالتحديد. ففي أي وقت من الأوقات كانت دمشق تواجه ضغطاً دولياً شاملاً في الماضي، كانت إيران تتجاوب، بشكل تقليدي، برهانات عالية على خيارات سياسية خارجية غالباً ما كانت تعقد المسائل أكثر بدلاً من المساعدة على جعل الموقف الإقليمي لسوريا مستقراً.
أعطت إيران، أساساً، لحلفائها الفلسطينيين، بمن فيهم حماس، إشارة (غير ناجحة) لتصعيد عدم الاستقرار في إسرائيل، في الوقت الذي يبقى فيه حزب الله رهن الاحتياط، (رغم أن المجموعة مقيدة بسبب التوتر السني – الشيعي المتنامي في لبنان). وتبدو إيران وقد وفرت الدعم لنظام الأسد وهو يجابه المتظاهرين السلميين والمتمردين المسلحين.
في حال حدوث تدخل دولي مباشر أكثر، ليس هناك من سبب يدعو للافتراض أن إيران لن تسعى الى دعم نظام الأسد عن طريق تعميق دورها في البلاد. هذا الأمر يمكن أن يتضمن تحريك ونقل عناصر من قوات القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني للعب دور أكثر شدة وفرضاً، والتحول الى حلفائها الشيعة في العراق، ودعم عمليات سرية ومنافسة لا متماثلة مع الولايات المتحدة، والإتحاد الأوروبي، وحلفائهما الإقليميين الأساسيين (السنة بشكل رئيس) بما في ذلك السعودية وتركيا. وإذا ما تزعزع نظام الأسد حقاً، فإن سوريا ستشكل إضافة، إن لم تحل محل العراق تماماً، كساحة أساسية للتنافس الإقليمي  بين إيران من جهة والولايات المتحدة وحلفائها من جهة أخرى.
حزب الله  
بالنسبة لحزب الله نفسه، يمكن أن تثبت خسارته المحتملة لسوريا – شريان الحياة الأساسي للدعم من راعيه الإيراني – بأنها خطيرة وحرجة لمكانة المجموعة الإقليمية على المدى الطويل. فحزب الله عمل بجد للتقليل من آثار قدمه الإقليمية الى أقصى حد، ليس أقله في بداية ظهور المشاعر المعادية للشيعة المتنامية في المنطقة. إن  " التقية " النسبية للمجموعة يمكن أن تتعرض لاختبار جدي، في كل حال، إذا ما طلبت إيران وسوريا من حزب الله التصعيد على طول الخط الأزرق الدولي كرد على التدخل في سوريا. هذا الأمر قد يرفع أيضاً تساؤلات حول نشر المخاطر إذا ما قررت دمشق نقل عتاد عسكري حساس إضافي، كصواريخ SSM المتطورة، وصواريخ SSM  أو ASCM للمجموعة الشيعية.
روسيا
 على المستوى الدولي، كانت روسيا قد أشارت الى أن التدخل في سوريا هو خط أحمر في السياسة الخارجية. هكذا إشارات قد تكون إيماءات أكثر منها إشارات حقيقية، لكن هنا عدد من الأسباب بالنسبة لموقف روسيا:
• أولاً، تأمل روسيا بإيجاد توازن ضد الولايات المتحدة والغرب في منطقة تواجه فيها موسكو انحداراً في النفوذ. وليس لدى روسيا إلا فرص قليلة ضئيلة بالتعافي من خسائرها المالية في ليبيا ما بعد القذافي. وبعيداً عن صفقات السلاح مع دمشق بقيمة حوالي 4 مليارات دولار، قد يكون على موسكو استثمار المليارات أيضاً في البنية التحتية السورية، والمغامرة بمشاريع في مجالَي الطاقة والسياحة. إن التدخل العسكري والصعود المحتمل لقوى سياسية معادية لموسكو سيخفض أكثر من دور روسيا في منطقة متغيرة.
• ثانياً، إنها تأمل بضمان حليف إقليمي أساسي قابل للحياة يوفر لروسيا نشر قوة بحرية ونفوذ في السياسة الخارجية في البحر المتوسط. فالمواقع البحرية الروسية في مرفأ طرطوس تخضع لترميم وتوسيع لتتكيف مع السفن الأكبر حجماً. أما طرطوس، وعلى خلاف  " سيفاستبول " في أوكرانيا، فستسمح للأصول البحرية الروسية بالمناورة بعيداً عن عيون وأنف تركيا حليفة أميركا والناتو التي تراقب عن قرب كل نشاط يجري من خلال مضيق البوسفور وفي بحر إيجه.
• ثالثاً، تواجه روسيا مخاطرها الخاصة بها المتعلقة بعدم الاستقرار السياسي من الثورة في سوريا والمنطقة. فالمنطقة الانفصالية السنية في داغستان شمال القوقاز، بشكل رئيس، قد تكون هاجساً محدداً كمسرح للتمرد السني ضد موسكو.
إتخذت روسيا خطوات أساسية عديدة حتى الآن لإحباط التدخل في سوريا ومواجهته. فهي تسد الطريق – الى جانب الصين – وستستمر بذلك، أمام صدور أي قرار من مجلس الأمن ضد سوريا مما لا يترك ثغرات تسمح بحصول تدخل دولي على غرار ما حصل في ليبيا. إن عملاً جامعاً أكثر صادراً عن الهيئة الدولية سيكون أمراً صعباً من دون الأخذ بالحساب مصالح السياسة الخارجية الروسية.
 كما أن روسيا تقوم بنشر قوة بحرية صغيرة إنما هامة في البحر المتوسط، بما فيها حاملة الصواريخ  "الأدميرال كوزنتزوف "، فخر البحرية الروسية. ونظراً الى وجود الأسطول السادس التابع للبحري الأميركية، ومجموعة المعارك التابعة لحاملة الطائرات جورج ه. دبليو بوش، والسفن التركية والإسرائيلية، والوحدات البحرية العاملة كجزء من  "عملية المسعى الناشط " للناتو ( Active Endeavor)، يمكن للوجود البحري الروسي أن يعمل كوسيلة ردع وعدم حصول تدخل أكبر وكوسيلة لتعزيز الدعم لنظام الأسد. في كل الأحوال إن الوجود البحري يشكل مخاطر بالفعل وستكون وسائل الإتصالات حاسمة لضمان ألا تؤدي السفن الموجودة في مربعات قريبة الى حادث دولي أكبر بكثير لا أحد يريده.
أخيراً، وكما صُرّح سابقاً، كانت هناك تقارير متعددة تقول بأن روسيا زودت سوريا بمنظومة الدفاع الساحلي  المعقدة الطويلة المدى  " Bastion " المبنية على أساس ASCM. هذا أيضاً يخدم مسألة تعزيز الردع ضد أي تدخل أعمق في سوريا ويعطي إشارة عن دعم روسيا لحليفتها الإقليمية. هذا تصريح هام من قبل موسكو وذو تعقيدات بخصوص التوازن العسكري الإقليمي. فإذا ما قررت روسيا تزويد سوريا بمنظومات SAM الكبرى المتأخرة جدا، كـ  "S-300 " أو  " S-400 "، فإن هذا الأمر سيشكل إشارة أخرى أيضاً على أن تدخلاً أكبر في سوريا هو خط أحمر.
ردود سوريا المحتملة تجاه الضغط والتدخل
مع الضغط الخارجي المتنامي على سوريا، يرجح أن يواصل نظام الأسد إستراتيجيات تحمل في طياتها مخاطر زعزعة أعمق للاستقرار الإقليمي كوسيلة  لردع المعارضين الإقليميين والدوليين. قد يشرع النظام أيضاً بجهود يائسة لضمان المجتمع العلوي. إن ردود فعل سوريا تتراوح من حيث المستوى، وتختلف بشكل هام بناء على ما يثير التصعيد السوري ورد فعل النظام، لكن بعضها له عواقب كارثية بالنسبة لسوريا والمنطقة.
أولاً، يمكن أن تحاول سوريا الاعتماد على حلفائها الإقليميين لتحويل بعض من الضغط بعيداً عنها. ففي الشرق، يتضمن هذا الأمر التحول الى المجموعات المسلحة غير الحكومية كحماس وحزب الله لزيادة التهديدات الأمنية لإسرائيل. ونظراً الى التوجه الإسلامي السني للمجموعة، فليس هناك فرصة كبيرة بأن تتمكن حماس المحاصرة اليوم من القيام بالكثير لمساعدة سوريا من دون استعداء قاعدتها الفلسطينية السنية بشكل رئيس. أما حزب الله، كونه مجموعة شيعية مدعومة من قبل إيران،  فلا يواجه ضغوطاً مشابهة. فمن دون سوريا، سيكون وضع حزب الله الإقليمي غامضاً وقد خرجت المجموعة الشيعية المسلحة بقوة دعماً للأسد.
في كل الأحوال، كم يستطيع أن يفعل حزب الله، وكيف سيفعل؟ هو أيضاً نتيجة ثانوية لمصالح قاعدته الشيعية الناخبة داخل لبنان. وفي حين أن المجتمع الشيعي هو، حتى الآن، الأكثر عسكرة في لبنان، فإنه بالكاد يريد المخاطرة بحصول صراع محتمل مزعزع للاستقرار مع إسرائيل التي يمكنها أن تعيد الشيعة عقوداً الى الوراء اقتصادياً وبما يتعلق بالنفوذ والقوة العسكرية والسياسية . كان حزب الله حريصاً على تجنب حصول تصعيد أوسع على طول الخط الأزرق. وإذا ما قررت سوريا وإيران أن الوقت قد حان بالنسبة لحزب الله كي يقوم بالتصعيد مباشرة ، فإن المجموعة ستقوم إما بما طلب منها القيام به وإما ستكون بمواجهة أهم وأبرز أزمة وجود منذ تأسيسها في الثمانينات. بإمكان سوريا أيضاً محاولة الاعتماد على مجموعات أقل شهرة في لبنان، بما فيها جماعات وعناصر مسلحة سنية داخل مجتمع اللاجئين الفلسطينيين.
تركز إستراتيجية ثانية على اللاجئين الفلسطينيين في المنطقة. ولطالما عملت سوريا كحصن ومتراس ضد الهياج الفلسطيني المعادي لإسرائيل على طول مرتفعات الجولان. كما حاربت منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان خلال الحرب الأهلية في البلاد. في كل الأحوال، لقد حافظت على سيطرة مطبقة على عدد من المجموعات الفسطينية  المسلحة، بما فيها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، القيادة العامة على طول الأرض اللبنانية – السورية الخالية من البشر. إذ يمكن لسوريا أن ترخي لهذه المجموعات ومجموعات أخرى لزعزعةا لبنان، الخاصرة الشمالية لإسرائيل، وربما على طول الجولان.
هناك احتمال عال أيضاً أن  يقوم جيش الدفاع الإسرائيلي، أو القوات المسلحة اللبنانية، وحتى حزب الله بالتحرك بسرعة على الأرجح لاحتواء، إن لم يكن مواجهة، هياج فلسطيني سني بغالبيته يكون مزعزعاً للاستقرار. كما يمكن لسوريا محاولة إثارة عدم استقرار فلسطيني في الأردن المجاور، رغم أن تلك الإستراتيجية تحمل في طياتها احتمالاً أقل حتى للنجاح.
ثالثاً، بإمكان سوريا السعي لنشر المسألة الكردية ضد تركيا. وكان لدى نظام الأسد علاقة مأزومة ومتوترة مع أكراد البلد لعقود، قامعاً جهودهم الانفصالية في الداخل ومشجعاً إياهم في الخارج – كأداة ضد تركيا والعراق، الى حد كبير، خصميها ذات مرة. لقد أدى الاقتراب مع أنقرة منذ عام 1988 الى معاناة سوريا مع معظم الحركات الكردية المسلحة – كحزب العمال الكردستاني بقيادة عبد الله أوجلان – في رهان على الحصول على سلطة ونفوذ أكبر من خلال علاقات أوثق مع تركيا. ففي بداية الثورة السورية، تدهورت العلاقات مع تركيا بشكل دراماتيكي مع قيام أنقره بدعم المعارضين السنة، بشكل رئيس، للنظام على نحو متزايد. فإذا ما حاولت سوريا تحريك الحركات الانفصالية الكردية في جنوب تركيا، أو فقدت السيطرة على شعبها الكردي، فإن هذا الأمر يمكن أن يستثير رد فعل عسكرياً تركياً تكون له عواقب لا يمكن التنبؤ لها.
أما رد الفعل المحتمل الرابع فهو تهديد سوريا باستخدام صواريخها البالستية وقدراتها في مجال الأسلحة الكيميائية والبيولوجية ( BCW) ضد إسرائيل أو معارضين إقليميين آخرين. فالتهديد بإستراتيجية  " الأرض المحروقة "، التي وفقاً لها يهدد النظام بانغماس المنطقة في حالة من الغموض إذا ما نوى المجتمع الدولي التصعيد، هي إستراتيجية مشحونة بالمخاطر لكل من سوريا والشرق الكبير. وتوجد شكوك حول قابلية هذا الرد المحتمل على التطبيق، في كل الأحوال. إن الوضعية العسكرية السورية واختبارات إطلاق صواريخها البالستية من نوع  " سكود " هي جزء من جهود نظام الأسد لتشكيل الحسابات الإستراتيجية لحلفاء أميركا الأساسيين في المنطقة والمجتمع الدولي ككل.
وفي حين أن هناك دوماً أمل أن بإمكان الأسد قبل، أو نتيجة، التدخل العسكري، زعزعة الاستقرار وتمهيد الطريق لقوى مزعزعة أخرى، لا يمكن تجاهل السيناريو الأسوأ في سياق إقليمي حيث الأمر الأكيد الوحيد هو الغموض. ويمكن للسيناريوهات المتعلقة بردود فعل سوريا المحتملة أن تصبح مزعزعة للاستقرار أكثر بكثير إذا ما أصبح التدخل العسكري أمراً حتمياً.
هذا الأمر يحضرنا الى سيناريو خامس: جهود اللحظة الأخيرة لضمان مستقبل المجتمع العلوي إذا ما أصبح التدخل أمراً مؤكداً. إن حصول تدخل عسكري أميركي، دولي، أو بقيادة الناتو يمكن أن يشير بالتأكيد الى نهاية البنيات العسكرية والسياسية الموجودة في سوريا. فحتى عمليات السحق المحدودة للدفاعات الجوية للعدو ( SEAD) سوف تبلور ربما المفاهيم داخل سوريا بأن النظام العلوي هو في مراحله الأخيرة.
لن يكون لدى نظام الأسد ووحدات النخبة العلوية للجيش، بشكل رئيس، ومعظم العلويين في سوريا أي مكان للذهاب إليه. فحتى في أفضل سيناريوهات التحول والانتقال، ليس هناك من فرصة بأن يتمكن العلويون – سواء أكانوا منحازين للأسد أم لا – من تجنب فقدان حكمهم الذاتي السياسي أو الهرب من إجراءات انتقامية من الأكثرية السنية في البلاد.
ففي سيناريو الحالة الأسوأ، بإمكان العلويين ( مع الأسد أو بدونه) محاولة ضمان موطئ قدم لهم على طول البحر المتوسط. هذا الأمر سيتطلب، بشكل رئيس، التخلي عن أجزاء سنية من البلاد ( بما فيها حلب، دمشق، حمص، حماه، ومدن أخرى) والتركيز على القرى العلوية الموروثة في جبال النصيريين والمناطق الساحلية حول بانياس، واللاذقية، وطرطوس. هذا الأمر يمكن أن يقود الى تسارع التطهير العرقي والمذهبي الناعم والقاسي.
أما عما إذا كان لدى أي سيناريو يائس كهذا أية فرصة بالنجاح فأمر أقل أهمية من استقرار سوريا المستقبلي – واستقرار المنطقة الواسعة – الذي سيكون أمراً لا يمكن التنبؤ به إذا ما قدر لأي من هذه السيناريوهات أن يمر.
التأثيرات المنتشرة
في حال حصول ردود فعل سورية على الضغط الدولي، أو إذا ما حصل تدهور أكبر في الأوضاع أو حصل شكل ما من أشكال التدخل العسكري، فمن غير المرجح، وبشدة، أن يكون بالإمكان احتواء  التأثيرات الإقليمية المنتشرة. إذ بإمكان التوترات السنية – الشيعية اللبنانية أن تتصاعد لتؤدي الى سوء حسابات وربما الى عنف طائفي أعمق. أما إسرائيل، التي كافحت لعزل نفسها عن سوريا، فسوف تواجه حالة واسعة من عدم الاستقرار في الشرق. كما أن الأردن، برغم أنه مستقر الى حد كبير الآن، فسوف يجد صعوبة في عزل نفسه ويواجه ضغطاً من  قواه السياسية الإسلامية الداخلية. يمكن للبلدان الثلاثة كلها أن تواجه صعوبات في تدبر مسألة اللاجئين الفلسطينين الموجودين لديهم إذا ما تدهور الوضع في سوريا أكثر.
التعقيدات بالنسبة للسياسة الأميركية وحلفائها
يعتبر البعض أن التدخل العسكري في سوريا هو الخطوة التالية المحتملة في تحول ميزان القوى لصالح الولايات المتحدة وحلفائها. ليس هناك من جدل كبير في أن العمليات العسكرية الثابتة في ليبيا كانت لتكون مستحيلة لولا اللوجستية، والاستهداف، والقيادة والسيطرة والقدرة العسكرية الأميركية المحض. أما في حالة سوريا، فمن غير المرجح أيضاً أن ينجح التدخل العسكري، وبشكل مشابه، من دون الشراكة الأميركية. في كل الأحوال، إن التدخل العسكري  في الشرق الأوسط، عدا عن قربه من بؤرة الصراع العربي- الإسرائيلي، يشتمل دوماً على مخاطر جدية وتأثير قانون النتائج غير المقصودة.
هناك الآن دعم محدود في الولايات المتحدة، وأوروبا، والعالم العربي للتدخل المباشر في سوريا. في كل الأحوال، يمكن قول الشيء نفسه في الطريق العمليات الى ليبيا. هناك أسباب أيضاً لإمكانية تولي الولايات المتحدة القيادة مباشرة (أو بطريقة غير مباشرة) جهوداً كهذه. لقد ترك رحيل الجيش الأميركي من العراق تساؤلات عديدة عن النفوذ والدور المستقبلي الأميركي خاصة في سياق التنافس الإستراتيجي مع إيران. إن عدم الاستقرار في سوريا يمثل فرصة لواشنطن لتقويض مكانة إيران الإقليمية، وإضعافها أو تغيير قيادة واحدة من أهم حلفائها الأساسيين الإقليميين وربما تخفيض دور الجمهورية الإسلامية في الصراع العربي- الإسرائيلي من خلال حزب الله.
وكما أظهرت الفصول السابقة، سوريا ليست ليبيا. لدى سوريا عدد أكبر من السكان بثلاثة أضعاف من ليبيا، و30 بالمئة أكثر من الكثافة السكانية للأخيرة بالإضافة الى قدرات عسكرية شاملة أكبر وأكثر قدرة بكثير. كل هذه العوامل تعقد أية حسابات حول التدخل العسكري في سوريا، سواء بما يتعلق بمستوى المعارضة العسكرية المحتملة، أم بما يخص مخاطر سقوط عدد مرتفع من الضحايا المدنيين.
إن قوى المعارضة في سوريا لا تسيطر على الأرض، وتبدو معظم الهجمات التي يقوم بها الجيش السوري الحر ذات عمق تكتيكي أو إستراتيجي محدود لتمثل تحدياً جدياً للوحدات الموالية للنظام، في الوقت الذي من المحتمل أنها قد تكون منسقة. وفي حين أن قوى المعارضة الليبية كانت منقسمة، فإن قوى المعارضة السورية أكثر انقساماً بكثير، مع عدم وجود وحدة أو اتفاق كبير حول استخدام العنف كوسيلة للوصول الى غاية. وهم مختلفون حول الدور المحتمل  للتدخل الخارجي. وتبقى كتلة القوى الأمنية موالية للنظام الى حد كبير وذلك بفضل الثقافة العسكرية الشركاتية القوية.
تزن الولايات المتحدة وحلفاؤها الخيارات لخطواتهم المقبلة في سياساتهم تجاه سوريا. إنهم بحاجة الى درس عدد من العوامل العسكرية والسياسية الأساسية التي تشكل الفرص لأي صيغة من صيغ التدخل المباشر:
• لدى القوى العسكرية السورية قيود وحدود نوعية، تحديداً بما يتعلق بالأسلحة الحديثة، والجهوزية الحربية، والخبرة القتالية الحديثة. في كل الأحوال، إنها قوة كبيرة جداً وإن شهوراً من التظاهرات، والهواجس من ضربة إسرائيلية محتملة على إيران، جعلتها أكثر يقظة وتنبهاً. هذه القوات بحاجة للحصول على منظومات أكثر حداثة وقدرة، كصواريخ أرض ـ جو(SAMs)، وعلى منظومات استشعار جديدة وشبكة C41 لإحباط العمليات الجوية الأميركية، لكن الأمر يستلزم ما هو أكثر بكثير من عملية متقدمة كما كان الحال في ليبيا. وإن رافعة سوريا المتعلقة بحزب الله، والصواريخ السورية الطويلة المدى، ومنظومات الدفاع الساحلية، ومخزونات الأسلحة البيولوجية والكيميائية كلها تمثل نوعاً آخر من التحدي.
• برغم الانقسامات والهروب من الجيش، قد لا يكون أمام وحدات الجيش الموالية للنظام السوري خيار كبير ما عدا الاحتشاد حول نظام الأسد. ونظراً لفرصها المحدودة ما بعد الأسد، ستعتبر الوحدات العلوية بأغلبيتها وذات العدد الذي لا بأس به من السنة الموالين للنظام، على الأرجح، أن لا بدائل لديها عدا الدفاع عن النظام في حال حصول تدخل أوسع.
• إن المعارضين المسلحين للنظام، كالجيش السوري الحر، هم تطور هام. في كل الأحوال، إن حجمهم، وحدودهم البنيوية، وميزتهم السنية الغالبة، وقدراتهم الهجومية وفي مجال القيادة والتحكم المحدودة حتى الآن تعني أن الجيش السوري الحر لديه فرص محدودة في المدى القصير بأن يتمكن من أن يمثل ثقلاً موازناً أو بديلاً ذي معنى للجيش السوري. ومن المرجح أكثر أيضاً أن يتم استخدام تمرد المجموعة كمنصة من قبل نظام الأسد لإضعاف المعارضة السورية المنقسمة أصلاً.
• إن الانقسامات الداخلية السورية ليست جديدة. فمهما كان من مسألة تمكن نظام الأسد من تصعيد التوتر السني ـ العلوي الى نقطة أصبح لها حياة خاصة بها فإنه قد يكون من الصعب السيطرة عليها من قبل أية قوة سياسية أخرى في البلد. هذا الأمر يمثل مخاطرة لجهة أن أي تصعيد في حالة عدم الاستقرار السوري يرجح أن يكون مذهبياً ، مع فرص حقيقية بتعميق الانقسامات وتوسيع الانفصال الطائفي. إن سورياً المقسمة، التي كانت السيناريو الأسوأ غير المحتمل ذات مرة  بالنسبة للسوريين، تتزايد احتمالاتها كنتيجة .
• نظراً الى الكثافة السكانية العالية نسبياً والقرب الشديد للمراكز المدنية والعسكرية من بعضها بعضاً، فمن غير المرجح ألا تؤدي الضربات الجوية على المراكز الحضرية أو قربها  ـ حتى مع الاستهداف  المتطور ـ الى سقوط ضحايا أقل من عدد السوريين الذين يُعتقد بأن نظام الأسد قد قتلهم حتى الآن.
• قد يتفاعل نظام الأسد عن طريق الدفع بإستراتيجيات تخاطر بحصول زعزعة أعمق للاستقرار
الإقليمي كوسيلة لردع معارضيه الإقليميين والدوليين. قد يشرع أيضاً بجهود يائسة لضمان مستقبل المجتمع العلوي. إن ردود فعل سوريا المحتملة، التي تتضمن التحول الى بدائل إقليمية والى مقتنيات النظام من الصواريخ البالسنية والأسلحة الكيميائية والبيولوجية – التي تتسلسل في مستواها لكن كلها لها نتائج كارثية على سوريا والمنطقة. كما أنها قد تتفاوت بناء على ما يثير التصعيد السوري.
• في حال حدوث تصعيد أكبر في سوريا، فليس هناك شيء مؤكد عن أن بالإمكان احتواء التأثيرات الإقليمية المنتشرة. فلبنان، والأردن والعراق عرضة لعدم الاستقرار، كما هو حال إسرائيل وتركيا. إن مستوى الحدة الإقليمية في العلاقات السنية ـ الشيعية، وعملية السلام العربية ـ الإسرائيلية المتوقفة، والغموض بشأن القوى السياسية المستقبلية كلها أمور تسوغ وجود درجة من الحذر.
• إن فرص التصعيد المباشر في سوريا قد تثير ردات فعل انتفاضية من قبل كل من إيران وحليفها اللبناني حزب الله. هذا الأمر يتضمن حرف الانتباه عن سوريا ورفع ثمن التدخل الخارجي عن طريق تصعيد التوترات مع إسرائيل. وإذا ما حصل التدخل، فليس هناك الكثير مما يمنع إيران وحلفاءها في لبنان من الشروع بعمل ما محتمل مزعزع للاستقرار في سوريا لا يختلف عن دائرة العنف الذي جرى في العراق بداية الغزو الأميركي .
• برزت روسيا كلاعب أساسي في التوازن ضد حصول تدخل أكبر في سوريا. ومن غير المرجح أن تختار موسكو رفع الرهانات أكثر من خلال الوضع العسكري في المتوسط والمساعدات العسكري  " لتغيير اللعبة " لسوريا لردع الولايات المتحدة وحلفائها عن التصعيد أكثر في سوريا ورفع فرص التدخل في الشرق وفق الأسلوب الليبي. هناك أيضاً أعضاء آخرون بما يسمى ببلدان "BRICKS"، الصين بشكل حاسم، الذين يتوقع منهم السير بركاب روسيا، على الأقل على مستوى مجلس الأمن الدولي.
• بالإمكان القول بأنه من دون حصول تصعيد أكبر حتى، فإن عاماً من عدم الإستقرار السوري كان بمثابة انتكاسة خطيرة ليس فقط بالنسبة لنظام الأسد، وإنما أيضاً بالنسبة لإيران وحزب الله. إن مستقبل سوريا سيكون محكوماً، والى حد كبير، بغموض وصعوبة مطولة. ونظراً الى سلسلة من المخاطر، ينبغي للولايات المتحدة أن تدرس بعناية وحذر الأثمان المحتملة  والنتائج غير المقصودة لتدخل أكبر في سوريا. 

موقع الخدمات البحثية